نافذتي اليوم : العلاقات اليمنية – الإسرائيلية كشف المستور في الزمن المحذور

بقلم: محمد علوش

محمد علوش
  • بقلم : محمـد علوش 

 العلاقات اليمنية مع كيان الاحتلال ليست جديدة وقد مرت بمحطات متعددة منذ عملية " بساط الريح الإسرائيلية " التي قام كيان الاحتلال من خلالها بإجراءات التهجير لآلاف اليهود اليمنيين إلى " إسرائيل " في العام 1948 بمساعدة السلطة اليمنية القائمة آنذاك .

ولم تنقطع العلاقات اليمنية الرسمية مع كيان الاحتلال ، وبلغت ذروتها منذ سبعينيات القرن الماضي ، وعند وصول علي عبد الله صالح إلى السلطة رئيساً لليمن تطورت هذه العلاقات وتخللها لقاءات رسمية وزيارات وفود وتقدم معلومات وتسهيلات للمشاريع الإسرائيلية في المناطق القريبة بما في ذلك في باب المندب ولقاء ثنائي بين الرئيس اليمني والرئيس الإسرائيلي الأسبق مردخاي وكل هذه اللقاءات تمت بسرية مطلقة باستثناء اللقاء مع الرئيس الإسرائيلي التي كشفتها القنوات التلفزيونية العبرية في حينه بالصوت والصورة والتي فضحت علي عبد الله صالح .

هذه المعلومات ما كانت لتعرف لو لم يكشفها العميد ( يحيى سريع ) الناطق بإسم وزارة الدفاع اليمنية في صنعاء ( الناطق بإسم قوات الحوثيين ) في مؤتمر صحفي وبالوثائق عن العلاقة السرية بين الرئيس صالح والتي إسرائيل بدأت منذ سبعينيات القرن الماضي وامتدت حتى مقتله ، والوثائق المكشوفة تتحدث عن علاقة للإمارات في بناء العلاقات بين اليمن الرسمي في حينه وكيان الاحتلال وتكشف عن دور للقيادي محمـد دحلان عضو اللجنة المركزية المفصول من حركة فتح والمتواجد في أبو ظبي .

السؤال لماذا اليوم يتم كشف الوثائق والمعلومات ؟؟

معروف عن علي عبد الله صالح الرئيس اليمني المقرب من النظام السعودي والذي هرب إلى الرياض عند بدء الأحداث في صنعاء والتي توسعت لتشمل كافة الأراضي اليمنية ثم خرج منها عائداً إلى اليمن ليتم قتله بعملية نظمتها مجموعات الحوثي المسلحة ، ومعروف عنه أيضا قربه من الأمريكان والبريطانيين ، وعلاقاته مع إسرائيل ليست مستبعدة بحكم تلك العلاقات مع وكلاء إسرائيل وحارسي أحلامها في واشنطن ولندن .

إن ما كشفته السلطات اليمنية من معلومات ووثائق كانت بمثابة مواد سرية في أروقة النظام السياسي اليمني السابق تكشف مدى الانزلاق في العلاقة وموقف الرئيس اليمني من التطبيع والعلاقات مع " إسرائيل " هذه العلاقات القديمة التي أراد لها أن تكون سرية لأن الوقت لم يحن لعلاقة علنية كما كان يقول !!

وهذه الوثائق لم تقدم جديداً رغم ما حملته من مضامين نتعرف عليها لأول مرة ، فالعلاقات العربية – علاقات الأنظمة العربية – مع إسرائيل علاقات قائمة سراً وعلانية وهي قديمة وربما تكون هناك علاقات لبعض هذه الأنظمة مع الكيان منذ بداياته – أي منذ بداية النكبة الفلسطيني وتشريد وتهجير الشعب الفلسطيني ونشوء قضية اللاجئين التي لم تحل رغم مرور أكثر من سبعين عاماً حيث ضربت قرارات الشرعية الدولية بعرض الحائط .

اليمن بلد عربي أصيل وعريق بحضاراته وثقافته ، وهو شعب عروبي يؤمن بعروبته وتربطه علاقات تاريخية مع الشعب الفلسطيني والقضية الفلسطيني ، وربما يكون الشعب اليمني من أكثر الشعوب العربية التصاقاً بالقضية الفلسطينية ولطالما شهدت المدن اليمنية  مظاهرات مليونية داعمة لنضال الشعب الفلسطيني وحقوقه العادلة ، ولم تتوقف الفعاليات اليمنية عن نصرة فلسطين والقدس في أصعب المراحل بما في ذلك في ظل الحرب العدوانية التي تتعرض لها والتي أودت بحياة مئات الآلاف من أبناء الشعب اليمني العظيم .

إن ما تشهده اليمن اليوم أمر في غاية القسوة فقلوبنا حزينة لما وصلت إليه الأحوال في اليمن ، وكل ما نتمناه أن تتجاوز محنتها وأن يتوقف العدوان وأن تكف الأيدي الخارجية العابثة أحقادها وأشرارها عن هذا البلد لتستقر الأوضاع ويلتقي الفرقاء اليمينيين على قواسم وطنية مشتركة تخدم وحدة اليمن ومصالحه الوطنية العليا في ظل قيام الدول الوطنية التي ترعي حقوق ومصالح كل اليمنيين ، ليعود اليمن إلى أوله سعيداً عزيزاً مجيداً .

 

المصدر: -

جميع المقالات تعبر عن وجهة نظر أصحابها وليس عن وجهة نظر وكالة قدس نت