أشجار الزيتون الفلسطينية والانتهاكات الإسرائيلية

بقلم: سري القدوة

سري القدوة
  •  بقلم  :  سري القدوة

الاثنين 12 تشرين الأول / أكتوبر 2020.

الحقد الاسرائيلي الأعمى وتلك العنصرية التي تمارسها حكومة الاحتلال تثبت مجددا أن هذا الاحتلال لا يفهم لغة السلام ولم يكن يفهم يوما معنى التعايش السلمي فهم يسعون ويعملون بكل الوسائل الى قتل الشعب الفلسطيني ومحاربة العرب جميعا بدم بار وبأسلوب أهوج وقمعي وواقع العنصرية لديهم والعنجهية والغطرسة الإسرائيلية تدفعنا الى ضرورة توحيد الصفوف فأننا حقا في مواجه مفتوحة مع احتلال اسرائيلي حاقد، يعمل علي تدمير البنية الحياتية الفلسطينية، ويرفضون حتى العيش بأبسط وسائل الحياة ويحاربون كل شيء فلسطيني، وإن استمرار الاحتلال يشكل المشكلة الكبرى في المنطقة وهذا العدوان على الشعب الفلسطيني الذي يهدف الي النيل من صمود الإنسان الفلسطيني واقتلاعه من ارضه والنيل من إرادته وعزيمته وإثناؤه عن المطالبة بحقوقه لتقرير مصيره وإقامة دولته الفلسطينية المستقلة. واقع الارهاب الاسرائيلي الذي تقوده عصابات المستوطنين بحق الشعب الفلسطيني هو ارهاب دولة منظم واليوم الاحتلال يعيد استنساخ الاحتلال بصورة المستوطنين والممارسات القمعية المنافية لكل القيم الانسانية والقوانين الدولية، وتقوم عصابات من المستوطنين وتحت رعاية وحماية جيش الاحتلال باختراق فاضح للقوانين الدولية، في ظل رفض اي برامج للسلام ووقف الاستيطان، حيث يستمر نهج الاحتلال في استهداف الانسان الفلسطيني، ضمن عملية مبرمجة هدفها الاساسي سرقة ما تبقي من الاراضي الفلسطينية لتمدد الاستيطاني، واستمرار ممارسة الارهاب المنظم الذي تقوم به العصابات الاسرائيلية تحت رعاية وإشراف مباشر من قبل جيش الاحتلال الاسرائيلي حيث بات يستهدف تدمير ممنهج لكل شيء فلسطيني واستهداف حتى اشجار الزيتون المثمرة واقتلاعها، وتدمير وهدم المنازل ومصادرة مئات الدونمات، من اجل الاستيطان عليها. لقد اقدمت عصابات المستوطنين على تحطيم واقتلاع عشرات اشجار الزيتون قرب مستوطنة متسي يائير شرق بلدة يطا جنوب الخليل، حيث اقدم مجموعة من المستوطنين على تكسير واجتثاث عشرات أغراس الزيتون، في منطقة قواويص شرق يطا، وذلك في محاولة من المستوطنين للاستيلاء على اراضي المواطنين لصالح عمليات التوسع الاستيطاني، وكان مستوطنون قد أحرقوا الاسبوع الماضي ايضا اكثر من 50 شجرة زيتون في أراضي بلدة دير بلوط غرب سلفيت، بالمنطقة المسماة إسير دير سمعان والتي تعود تاريخها لآلاف السنين وعملوا على نقلها الى المستوطنات ومن ثم أضرموا النيران ببقية الأشجار الواقعة في الاراضي الفلسطينية. أن المستوطنات الاسرائيلية أقيمت فوق الأرض الفلسطينية بعد مصادرة وسرقت الارض من اصحابها الاصليين واستولت سلطات الاحتلال العسكري عـلـى الموارد الطبيعية والمياه وقطعت القرى الفلسطينية عن المدن، وفصلت الاتصال العمراني والتواصل الجغرافي بين المناطق الفلسطينية، كما أثرت على الاقتصاد الفلسطيني، وساهمت المستوطنات في إبقاء الفلسطينيين تحت رحمة حكومة الاحتلال بلا بُنية تحتية ولا مشاريع وأوقفت حركة التجارة والصناعة الفلسطينية وتعتدي ايضا على ثمار اشجار الزيتون، وفي ظل هذه الممارسات لا بد ان تعمل الأمم المتحدة علي توفير الحماية للشعب الفلسطيني، وان يتم اتخاذ إجراءات حقيقية لتدخل الفوري لوقف اعتداءات المستوطنين وحالة الفوضى التي خلفتها ممارسات الاحتلال الاسرائيلي . ان سياسة الأرض المحروقة التي ينفذها نتنياهو وحكومته وحملة الإبادة المنظمة والجماعية للشعب الفلسطيني والتدمير الممنهج للحياة الفلسطينية، وارتفاع وتيرة العدوانية الإسرائيلية ودمويتها، سواء تجاه المواطنين الفلسطينيين أو الأرض الفلسطينية وحتى اشجار الزيتون المثمرة، يهدف إلى جر المنطقة إلى دوامة جديدة من العنف وسفك الدماء، تعيد فيها حكومة الاحتلال العسكري خلط الأوراق ولتستمر في خداع المجتمع الدولي.

سفير الاعلام العربي في فلسطين

رئيس تحرير جريدة الصباح الفلسطينية

[email protected]

 

المصدر: -

جميع المقالات تعبر عن وجهة نظر أصحابها وليس عن وجهة نظر وكالة قدس نت