لك الله يا شيخ عاروري

بقلم: طلال الشريف

د. طلال الشريف
  • د. طلال الشريف

لو هذا التسريب الصوتي المهين للعقل كان بصوت الرجوب لصدقته وعذرته في كل ما قيل فهم يحلمون، ليلا ونهارا، بخيالات على شكل دحلان قادم.
يا شيخ إسمح لي أن أخبرك بأنني أشك أنه ليس كلامك، وقد زوروا الأعداء صوتك، ولكنك حتى اللحظة لم تنف أنه صوتك وكلامك، وإذا كان ليس كلامك فأخبر شعبنا، وهذا واجب عليك أن توضح، ويكفي شعبنا ما يدس له من أحجيات.

يا شيخ هذا ليس كلام سياسة ولا تحليل خبير إستراتيجي يتبوأ قيادة حركة حماس، وإذا كان هذا رأي قيادة حماس، فعلى حماس السلام.

هذا ليس كلام سياسة، لتقنع به على ما يبدو أحد القيادات الحمساوية على الطرف الآخر من المكالمة، بل هذا كلام مرتعب على كرسيه كالرئيس عباس، أو كلام طامح للكرسي كالرجوب، لأن حماس ليست طامعة في الكرسي كما أفهم ، ولكنها تخشى على الإطاحة بالقضية ولذلك كما تقول في حديثك بأنكم تبنون إستراتيجية للمواجهة، فهل يخشى من يبني إستراتيجية لمواجهة قوى عظمى وليست إسرائيل فقط، ومن يفعل ذلك لا يخاف من دول ستنصب رئيسا على شعبك كما تقول، لأن شعبك يلعب سياسة، ويتقدم في مواقفه على السياسيين والقادة والفصائل دائماً، ووالله قد ضايقني عدم ثقتك في شعب الجبارين، ولذلك مرروا عليك أن هناك بدائل وتنصيب وأنت صدقت، صدق أو لا تصدق، لن يخلق بعد من يأتي ليتنصب من خلال الآخرين على فلسطين.

إذا كنت كحماس الكبيرة التي تناطح الشرق والغرب بذراعها مقتنعاً بذلك، فتلك مصيبة، وإن كنت والمرعوبين على كراسيهم تضللون شعبنا ليقف معكم في الإنتخابات فالمصيبة أعظم. وهل هذه الثانية، أي تضليل الشعب لكسب الصوت، ديدن حماس، أقول لا، لم نر من قبل أن حماس ضللت الناس في انتخابات 2006، وفازت حماس لصدقها السابق للإنتخابات، رغم عدم قدرتها على تنفيذ ما وعدت به، فكثير من الوعود لا يستطيع، أو، يخفق السياسيون في تنفيذها، لوجود عقبات تحول دون ذلك، لكن أن تضلل شعبك بوجود مؤامرة لبديل لرئيس السلطة تعد لها دول، فهذا عجيب، وأتمنى على شعبنا ألا يعطيك صوته على هذا التضليل.

أريد أن أطمئنك ومن وصلوا بالتحليل، وليس بالتضليل، أن من تقصدونه دحلان، ليس بهذا الرجل الذي يأتي على دبابة، ولا بالتيار الإصلاحي وشركاه الكثر إذا كنت لا تعرف، هم من يسعى لمثل هذا، بل هم يسعون لإنهاض العملية الديمقراطية، وقالوها في المصالحة دائما، تصالحوا على حسابنا، ولم نر المصالحة،  فصناديق الانتخابات هي التي ستنصرنا في الانتخابات القادمة إن أجريت، وليس التضليل والبطش، بل هذا الرجل دحلان إن أراد ووجد إمكانية للنزاهة في العملية الإنتخابية، سيترك خياره لشعبه، ليقرر من يريد.

دحلان أقوى المنافسين على الرئاسة عبر صندوق الإنتخابات، وهو أقوى من مرشحي فتح ومرشحي حماس للرئاسة، فهل تريدون الرئاسة في حماس وأصابكم ما أصاب عباس والرجوب؟

إنها كارثة في التضليل السياسي للوضع الفلسطيني ولذلك أدعو شعبنا، ألا يمنحكم الصوت لقائمتكم المشتركة، "وهذه دعاية إنتخابية مبكرة"، إذا كنتم تخدعونه وتضللونه بهذه الخزعبلات، نحن في زمن العلم والثورة الرقمية، ولسنا في زمن أبي نواس، ولسنا أيضا في زمن الدبابة، ولديكم الكورنيت لتلك الدبابات التي قد تهاجم شعبنا،  فلو جاء دحلان بدبابة، أدعوك أن نطلق سويا 2 كورنيت، أو نفجرها بصدورنا .. حرام عليك يا رجل إحكي سياسة، ولا تجعلهم ينقلون الخوف من البديل، كما يتهيأ لهم، ويحلمون تلك الأحلام المزعجة ...  وحتى لو خدعتكم قطر وتركيا بأن هناك مؤامرة فوعيكم أكبر من هذه الإشاعات... وشعبنا أكبر من كل ما يقال.

سنخوض الانتخابات ونحن نعمل لها قبلكم،  وسنتنافس معكم، ومعهم، والصندوق سيقرر، ونحن واثقين من النصر حتى لو حدثت محاولات تزوير، لن نسمح بها، وعليكم بقائمتكم المشتركة أن تتقبلوا الهزيمة بروح رياضية...

 هذا ما نعمل من أجله لننتصر بالصندوق وبأصوات شعبنا وليس على ظهر دبابة... قول وغير يا شيخ، زعلتني على حماس، وما يجري لها..
ولنا رجاء واحد، وعليكم تقع هذه المهمة في حماس، مادمتم توافقتم مع فتح على انتخابات تشريعية أولاً، أن تضمنوا إجراء الانتخابات الرئاسية في موعدها، لنهزمكم ونهزمهم فيها أيضاً، وحظوظنا هي أكبر مع شعبنا.

 

المصدر: -

جميع المقالات تعبر عن وجهة نظر أصحابها وليس عن وجهة نظر وكالة قدس نت