انه زمن الانحطاط

بقلم: رشيد شاهين

رشيد شاهين
  • رشيد شاهين

على امتداد الارض العربية "من الخليج الثائر إلى المحيط الهادركما  تعلمنا" ، تنظر فتجد الشعوب في معظمها تعاني كل اسباب التخلف والجهل والقهر والمرض، كما تعيش حالة من الخنوع والمهانة والذل والاذلال، ووصل الامر ببعضها ان صار ينظر الىى الدول العظمى كمحرر من طغاة الديار، شعوب كأنما استكانت لعجزها أو "قدرها" الذي لا تستطيع معه شيئا.


 في بلادنا ومقابل تلك الشعوب، تجد انظمة بلا شرعية حقيقية أو حاضنة شعبية، أنظمة فُرضت أو فَرضت نفسها على شعوبها، لا تعرف سوى القوة والبطش والكبت والمزيد من القوة والكبت في تعاملها مع شعوبها، أنظمة لا تَبْرَع او تتميز الا ببناء السجون والمعتقلات بحيث تحول الوطن العربي "على رأي مظفر إلى سجون سجانا يمسك سجان" .

أنظمة نهبت البلاد والعباد ينخرها الفساد ويتسيدها المفسدون الذين تستروا وراء ماكنة اعلامية تروج لكل قذاراتهم وغسل عارهم وخسرانهم وتحول الهزائم الى انتصارات والخيبات الى نجاحات، أنظمة قسمت بلادها وباعت جزرها وأجرت اراضي بلدانها فحولتها الى قواعد عسكرية للقوى الاجنبية، كما تنازلت عن مياهها الاقليمية والدولية، وتخلت عن  ثروات بلادها ما تحت الارض وما فوقها فرهنت الغاز والبترول وكل الموارد وربطت البلاد والعباد باتفاقيات مذلة شملت كل الاشياء فقط من اجل ان تحافظ على عروشها وقهر شعوبها وبررت كل خياناتها بأتفه الاسباب التي ما عادت تنطلي على أحد .
.
 ما يزيد الطين بِِلة والمعدة تقرحا والقلب غما وهما ان شعوب الامة باتت تائهة شبه مخدرة وكأنما تنتظر الامام المخلص في ظل حالة من التمدد لفكر تكفيري لم تعهده المنطقة او العالم منذ قرون، الامر الذي استثمرته تلك الانظمة لبسط مزيد من الاستبداد بمباركة القوى لعظمى الحليفة التي "تعهدت" حماية هذه الانظمة منذ تأسست.

 ايتها الشعوب المغلوب على أمرها، المسلوبة حقوقها، ثوروا على الطغيان فوالله لن تخسروا سوى قيودكم التي ستتورثها الاجيال من بعدكم ان لم تفعلوا، والوعود التي توعدون بها لن توف اليكم، فلا إصلاح ولا حقوق انسان ولا سواه ان لم تخرجوا على الظلمة والفاسقين الذين استباحوا كل أشيائكم وكل انفاسكم حتى اصغر حرياتكم. وان لم تفعلو فابشروا بمزيد من الثبور  والبطش والحرمان ومزيد من السجون والمعتقلات، ثوروا فالحرية والحقوق لا توهب وانما تنتزع انتزاعا

المصدر: -

جميع المقالات تعبر عن وجهة نظر أصحابها وليس عن وجهة نظر وكالة قدس نت