التطبيع الناعم

بقلم: صلاح صبحية

صلاح صبحية
  • بقلم : صلاح صبحية

ها هو لبنان يسير على خطى دولة الإمارات ومملكة البحرين ولكن بشكل ناعم كنعومة أهل لبنان ، ماضياً نحو ترسيم الحدود مع الكيان الصهيوني على قاعدة اتفاق سايكس بيكو عام ١٩١٦ ، ملغياً بذلك خطوط هدنة عام ١٩٤٩ والتي تجاوزت خطوط عام ١٩٢٤ ، هذه الخطوط التي جاءت نتيجة حرب خاضتها الدول العربية ضد العدو الصهيوني ، فخطوط الهدنة ترسم خطوط وقف اطلاق النار بين دول متحاربة أو بين أطراف متصارعة ، وهذا يعني أنّ لبنان كان في حالة عداء مع العدو الصهيوني منذ عام ١٩٤٨ وحتى عام ٢٠٠٠ حيث تم رسم الخط الأزرق بعد أن استولى الكيان الصهيوني على المزيد من الأراضي اللبنانية ، وفي عام ٢٠٠٦ تم القبول اللبناني الرسمي بقرار مجلس الأمن رقم ١٧٠١ تاريخ ١١ آب ٢٠٠٦ والذي يدعو في مادته العاشرة إلى ترسيم الحدود والتي جاء فيها ( ١٠- يطلــب إلى الأمــين العــام أن يــضع، مــن خــلال الاتــصال بالعناصــر الفاعلــة الرئيسية الدولية والأطراف المعنية، مقترحات لتنفيذ الأحكام ذات الـصلة مـن اتفـاق الطـائف، والقرارين (٢٠٠٤ ) ١٥٥٩ و ( ٢٠٠٦ ) ١٦٨٠ ، بما في ذلك نزع السلاح، ولترسيم الحـدود الدولية للبنان، لا سيما في مناطق الحدود المتنـازع عليهـا أو غـير المؤكـدة، بمـا في ذلـك معالجـة مسألة منطقة مزارع شبعا، وعرض تلك المقترحات على مجلس الأمن في غضون ثلاثين يوما ).
 يبدو أنه ونتيجة تحرك الرئيس الفرنسي ماكرون بعد انفجار ميناء بيروت وزياراته المتكررة إلى لبنان جعلت الولايات المتحدة الأمريكية تسارع لتنفيذ الفقرة العاشرة من القرار ١٧٠١ مستهدفة بذلك انهاء حالة الحرب والقتال والعداء بين لبنان والكيان الصهيوني وأخذ لبنان رهينة لدول قوات الأمم المتحدة التي أنيط لها المحافظة على أمن لبنان ، فهل يتم ترسيم الحدود على أساس الخط الأزرق أم على أساس خطوط هدنة ١٩٤٩ ، وأياً كانت الحدود التي سيتم ترسيمها اليوم .
فليس ترسيم الحدود هو الهدف بقدر ما هو الاعتراف اللبناني بالكيان الصهيوني والوصول بالتالي إلى اتفاقية سلام ذهب إليها لبنان على مركب القرار ١٧٠١ الذي قبل به وباركه حزب الله في حينه ، حيث جاء صمت حزب الله اليوم وموافقته الضمنية على ترسيم الحدود نتيجة قبوله بالقرار ١٧٠١ ، هذا القرار الذي وضع لبنان كل لبنان رهينة لكل من فرنسا والولايات المتحدة ، وقد جاء اتفاق الترسيم عبر قصر بعبدا في ظل غياب مؤسسة الحكومة التي يلعب الجميع بمصيرها اليوم .
 ترسيم الحدود يعني تثبيت الخط الأزرق متجاوزاً خط الهدنة منهياً حالة الحرب والعداء بين لبنان والكيان الصهيوني ومقدماً بذلك لاتفاقية سلام غير مكتوبة للدخول في عملية تطبيع ناعمة أساسها القرار ١٧٠١ .
 صلاح صبحية

 ٢٠٢٠/١٠/١٤

 

المصدر: -

جميع المقالات تعبر عن وجهة نظر أصحابها وليس عن وجهة نظر وكالة قدس نت