- بقلم علي بدوان ... عضو اتحاد الكتاب العرب
يوم الثلاثاء الأول من أكتوبر/ تشرين الأول 1985، وعندما كانت قيادة منظمة التحرير الفلسطينية تستعد لعقد اجتماع دوري في تونس حيث مقرها القيادي بعد الخروج من بيروت نهاية العام 1982، بإشراف الرئيس الفلسطيني الراحل ياسر عرفات في الساعة التاسعة والنصف صباحاً. دخلت طائرات "إسرائيلية" إلى الأجواء التونسية وقصفت مدينة حمام الشط التونسية لتستهدف قادة منظمة التحرير الفلسطينية وعلى رأسهم الرئيس الفلسطيني الراحل ياسر عرفات، مخلفة عشرات القتلى والجرحى من التونسيين والفلسطينيين.
تاريخ الحادثة يعود بعد أن قرّرت "إسرائيل" تعقب القيادات الفلسطينية التي استقرت في تونس بطريقتها الخاصة من رصد هذا الاجتماع وتوقيته، ولذلك قررت مهاجمته بهدف القضاء على قيادات المنظمة وعلى رأسهم رئيسها ياسر عرفات، إلا أن قرار تأجيل الاجتماع أفشل خطتها.
الشهيد الفنان التشكيلي عبد العزيز ابراهيم، كان من شهداء تلك الغارة "الإسرائيلية"، وهو من مواليد العام 1961 في مخيم خان الشيح، الواقع غرب دمشق على طريق القنيطرة، وعلى مسافة أقل من اربعين كيلومتر من فلسطين، ويعود بأصوله لعائلة فلسطينية تم تهجيرها من (بلدة جب يوسف قضاء صفد)ـ تخرج في كلية الفنون الجميلة في جامعة دمشق عام 1983، وكان عضواً في الاتحاد العام للتشكيليين الفلسطينيين، فرع سوريا، وطبعت له العديد من الملصقات والبطاقات البريدية وأغلفة الكتب، اختار فن الملصق مركزاً لتجربته الفنية.
إن قراءة تجربته في الفن التشكيلي تحتاج لجهدٍ ملموس من قبل ناقد فني، ومن قبل الفنانين التشكيليين. خاصة عندما اختياره فن الملصق، انطلاقاً من إيمانه بأنه سلاح مهم كغيره من الأسلحة التي تقف جنباً إلى جنب مع البندقية والمقاتل في الخنادق الأمامية وفي البيوت وعلى تماس مع المشاهد عبر الجدران، وهذا ما حفز الفنان الشهيد عبد العزيز ابراهيم على اختيار هذا الجنس الفني كونه مقاتلاً، ولإيمانه بأن (الفن جزء لا يتجزأ من عملية ثورية واسعة تستهدف تغيير كل بنى المجتمع، نحو إزالة كافة أشكال الظلم والاستغلال والاضطهاد). كان من ملصقاته التي عاشت في أذهان الناس: (البرتقال المر)، و (صبرا وشاتيلا) ...رحمه الله.
جميع المقالات تعبر عن وجهة نظر أصحابها وليس عن وجهة نظر وكالة قدس نت