- بقلم كمال ابراهيم
رحيل المناضل حنا ابراهيم يستوجب وقفة عند مسيرته النضالية المشرفة دعمًا لشعبه الفلسطيني وترسيخًا لحقيقة أن هذه الشخصية البارزة تركت بصمة على المسيرة الأدبية المحلية وبالأخص على نضال الجماهير العربية في الوطن منذ النكبة وبعدها فحنا ابراهيم شاعر كبير وأديب وكاتب صحفي كان له الدور اللامع في الثقافة والأدب والإعلام الفلسطيني ولا ننسى مكانته ككاتب روائي ألف أجمل الروايات التي ترقى لمستوى الروايات العالمية وكلمة حق يجب أن تقال في حنا ابراهيم الذي قاوم سياسة الحكم العسكري بعد النكبة واقامة دولة اسرائيل فلوحق من قبل السلطة التي لم ترَ فيه الا معاديا لسياستها التعسفية في ظلم المواطنين العرب في الدولة العبرية .
وعلامة فارقة في تاريخ حنا ابراهيم وخطه السياسي الناضج فكريا ما حدث معه عندما قام مع آخرين بتوزيع منشور يدعو لقبول قرار التقسيم الأمر الذي أغاظ قيادة جيش الإنقاذ فاعتقلوه وزجوا به في السجن متهمين اياه بالخيانة وكاد هذا الاعتقال أن يصدر عنه قرار بإعدامه غير أنه نجا من هذا الحكم بأعجوبة وعاد الى بلدته ليعمل ويدعو الى عودة اللاجئين الى الوطن ودعا سكان البلاد العرب بالتمسك والصمود بارضهم ومنازلهم .
مسيرة حافلة بالنضال والتصدي لظلم السلطة ومعاداتها لتطلعات الجماهير العربية في البلاد وتدوين أرقى القصائد في انتاجه الشعري وابداعاته الأدبية وفي عمله الصحفي .
هكذا يلحق حنا ابراهيم برحيله كبار شعراء المقاومة الذين فارقوا الحياة كراشد حسين وتوفيق زياد وسالم جبران ومحمود درويش وسميح القاسم ليسجل التاريخ هذه الشخصيات وغيرها من شعراء المقاومة مع رحيلها شوكة في حلق الظلم والاستبداد .
جميع المقالات تعبر عن وجهة نظر أصحابها وليس عن وجهة نظر وكالة قدس نت