الغزاوي: علينا حماية هويتنا من الاختراق والتطبيع الزائف

عقدت اللجنة الدائمة للثقافة العربية، اليوم اجتماعاً استثنائياً عن بعد، وعبر تقنية الاتصال الرقمي، وذلك لبحث مشروع تحديث الخطة الشاملة للثقافة العربية.
 
وأكد جاد عزت الغزاوي وكيل وزارة الثقافة الفلسطينية رفض فلسطين لكافة أشكال التطبيع، لا سيما الثقافي، معتبراً أن هذا الاجتماع يأتي في ظروفٍ استثنائية يعيشُها العالم العربي في ظلّ تفاقم ظاهرة التّطبيع لدى بعض الدول الشقيقة بما يصحبها من تغيّرات استراتيجية وغيرها، تهدد وحدة الثقافة العربية، وتزعزع بناء الهوية، وتضع المنظمة العربية للتربية والثقافة والعلوم على مفترق طرق جديد، قائلاً: هذا الأمر يدعونا إلى قراءة الواقع بتمعّنٍ واستشراف، ويضعنا أمام مسؤولياتنا التاريخية تجاه الوحدة الثقافية العربية وميثاقها، وبما يضمن احترام دستور المنظّمة.
 
وأضاف الغزاوي: بالنظر إلى ما ورد في وثيقة مشروع مراجعة الخطّة الشاملة للثقافة العربية، فإننا نتساءل عن جدوى مثل هذه الخطط في ظل الضبابية وعدم الوضوح الذي يعتري المشروع العربي المشترك ويقوّض مسعاه في صون الرواية العربية فيما يتعلق بالوجود العربي على أرض فلسطين، فالثقافة بوصفها تراثاً قومياً وبوصفها دفاعاً عن الحقوق العربية أصيبت بالتراجع لصالح رواية الاحتلال الاستعماري، معرباً عن خشيته من أن يؤدي ذلك إلى تفريغ العمل العربي المشترك تحت مظلة "الألكسو" من مضمونه ومحتواه، بحيث يصبح مُختبراً للمزيد من التشكيك بعدالة القضية الفلسطينية، خاصة إذا ما تماهت بعض الدّول العربية الشقيقة في تطبيعها لا سيّما الثقافي مع الاحتلال الإسرائيلي.
 
وشدد وكيل وزارة الثقافة في الاجتماع: نُدرك تماماً أن هذا التطبيع لا يعبّر عن إرادة الشّعوب، ولكنه يعبر عن توجهات البعض إزاء فهمه لمصالحه، وهو ما من شأنه أن يضع الأجيال القادمة أمام أسئلةٍ حارقة لن ترحمَ من يشكّكون بالحق الفلسطيني، فهل يُعقل قبول الرواية الإسرائيلية؟  مؤكداً على أنّ قبول الرواية الاسرائيلية حول فلسطين والقدس والمقدسات يعني انكار الرواية العربية وانكار الحق الفلسطيني والعربي، وعلى مطلب فلسطين الدائم على إدراج القدس وعروبة فلسطين في أي خطط عربية.
 
وأكد الغزاوي: علينا جميعاً مسؤولية منع عقد اتفاقيات او تطبيع بين الدول العربية ودولة الاحتلال إلى ان يعترف المُحتّل بروايتنا وحقنا وانهاء احتلالهم للأراضي العربية والفلسطينية، وعلينا أيضا مسؤولية منع مد أية جسور تعاون مع دولة الاحتلال في تجاوز خطير وانتهاك صارخ لدعامة من دعامات الثقافة العربية القائمة على وحدة الرواية العربية في موقفها من الصراع الذي تم فيه سرقة فلسطين وانتهاك عروبتها وتشريد أهلها. إن مثل هذه العلاقات تهدد فعلاً ثقافتنا العربية وتشكل مدخلاً لضرب الهوية العربية وتشويهها في وقت نحن في أمس الحاجة فيه لتمكينها وصونها من التراجع والخذلان.
 
وختم: هنا لا بد من التنويه أنه قد يخطئ السياسي وقد يضل آخرون الطريق، لكن نحن حراس الثقافة وسدنة الهوية علينا أن نكون حراساً فعليين وسدنة حقيقيين نحمي هويتنا العربية من الاختراق ومن التضليل والتطبيع الزائف

المصدر: وكالة قدس نت للأنباء - رام الله