انطلق العام الدراسي الجديد في مصر يوم السبت، وسط حالة من القلق والخوف بين ملايين الطلاب وأولياء أمورهم من مرض فيروس كورونا الجديد (كوفيد-19)، رغم تطمينات الحكومة.
ويتجاوز عدد الطلاب فى المدارس بمرحلة التعليم قبل الجامعى في مصر 23 مليون طالب.
"أحب المدرسة جدا، لكنى خائفة من فيروس كورونا"، هكذا قالت أميرة عبد الله وهي طالبة فى الصف الثالث الإبتدائي.
وأضافت أميرة، وهي ترتدي الزي المدرسي وكمامة وقفازا، لوكالة أنباء (شينخوا)، أنه "منذ وصولي للمدرسة وأنا استخدم الكحول باستمرار وارتدي الكمامة ولا أقف مع أحد، لأن الفيروس سريع الانتشار، مثلما قال أحد الأطباء فى التلفزيون، والحمد لله أن المدرسة أصبحت ثلاث أيام فقط فى الأسبوع".
وتابعت "لقد أصبح عددنا فى الفصل أقل، وهذا أمر جيد، واتمنى أن تعود الحياة إلى وضعها قبل فيروس كورونا، وأن نرى علاجا لهذا المرض حتى نخرج من البيت كما في السابق".
أما هاجر إبراهيم، وهي طالبة فى الصف الخامس الإبتدائي، فقالت " كنت أفضل أن تكون الدراسة أونلاين بدلا من الذهاب إلى المدرسة فى هذا الوقت، لأننا مقبلين على فصل الشتاء، ومتوقع أن يعود فيروس كورونا أقوى من السابق".
واستطردت بلهجة عامية لـ (شينخوا)، "مفيش حد مش خايف من كورونا، لأنه فيروس قاتل، ومنذ ظهوره فى مصر وأنا لا أخرج من البيت إلا للضرورة، وطبعا لما أخرج ارتدي الكمامة والقفاز واستخدم الكحول، محدش يقدر يعيش من غيرهم".
ومع ذلك، أوضحت هاجر أن "اليوم فى المدرسة كان جميلا، والطلاب كانوا فرحانين رغم الخوف من كورونا، والحصة الأولى كانت عن التوعية بشأن فيروس كورونا وأعراضه وكيفية تنفيذ التباعد بين الناس".
وأشارت إلى أن "الجميع في المدرسة التزموا بارتداء الكمامات، كما استخدمنا فى الفصل أنواع من المطهرات والكحول، ويوجد تباعد بين الأصدقاء من أجل الحفاظ على صحتنا".
بينما قالت سحر شاهين (39 عاما)، وهي أم لولد وبنت فى المرحلة الإبتدائية، إن زوجها كان يرفض في البداية أن يذهب الطفلين للمدرسة، لكنى أقنعته بذهابهما خاصة أن التوصل لعلاج للفيروس سوف يأخذ وقتا طويلا.
وأشارت إلى أنها ذهبت إلى المدرسة اليوم لتفقد الوضع والاطمئنان بشأن تطبيق الإجراءات الاحترازية.
وأشادت الأم الثلاثينية بالإجراءات داخل المدرسة، حيث تم تقليل أعداد الطلاب في الفصل، وتقليل الأيام الدراسية إلى ثلاثة أيام في الأسبوع.
ومع ذلك، دعت شاهين إلى الدراسة عبر شبكة الإنترنت لتفادي الإصابة بفيروس كورونا.
من جهته، قال محمد عثمان (41 عاما)، وهو موظف فى إحدى شركات الاتصالات، وأب لطفل في الصف الرابع الإبتدائي، "أنا مختلف مع الناس التي تطالب بتأجيل الدراسة، لأن فيروس كورونا مستمر لفترة طويلة".
وتابع أن "الحياة لازم تستمر، وشجعت ابني على الذهاب للمدرسة، مع الالتزام بارتداء الكمامة والقفازات".
لكن مصطفى السيد (38 عاما)، وهو موظف فى شركة صرافة، وأب لطالبة فى الصف الثالث الإبتدائي، رأى أن "الدولة كان لابد أن تأخذ قرارا بعدم بدء الدراسة إلا بعد انتهاء أزمة كورونا أو ظهور علاج فعال للفيروس".
وقال السيد، إن الفيروس بدأ يعود بقوة فى أوروبا، وتوجد دول تدرس إعادة الإغلاق مرة أخرى.
وأردف "لقد رأيت اليوم نظاما وتباعدا بين الطلاب في المدرسة، لكن هل سيستمر هذا النظام طول فترة العام الدراسي، أنا خائف على ابنتي، وصحة أولادنا أهم بكل تأكيد".
بدورها، قالت هدى الحاوي وهي مديرة إحدى المدارس الإبتدائية بمحافظة الجيزة، جنوب غرب القاهرة، إنه تم تعقيم المدرسة بشكل كامل اليوم، والتزم جميع الطلاب بارتداء الكمامات لمواجهة الفيروس ومخاوف أهالي الطلاب.
وأضافت أنه "من الطبيعي أن يقلق الأهالي على أبنائهم، لكننا نراعي إجراءات التباعد بين الطلاب بشكل جيد جدا، والجميع التزم بالإجراءات الاحترازية".
من جهته، اعتبر طارق شوقي وزير التربية والتعليم والتعليم الفني، في تصريحات متلفزة أن بداية العام الدراسي مبشرة، قبل أن يضيف "يجب أن نطمئن، وإن كان هناك نوع من القلق لدى البعض".
وأكد استعداد وزارته لمواجهة أي طوارئ، مشيرا إلى أنه تم اتخاذ الإجراءات الاحترازية بالتنسيق مع وزارة الصحة.
ونوه بتخصيص رقم على تطبيق "واتساب" لتلقي شكاوي أولياء الأمور حول العملية التعليمية.