- المحامي علي ابوحبله
الحقوق لا تسقط بالتقادم وإسرائيل تغتصب الحقوق التاريخية للشعب الفلسطيني
في الوقت الذي يسجل فيه شعب البحرين خاصة والإمارات والخليج عامه موقف متقدم في دعمه للقضايا العربية وفي مقدمتها القضية الفلسطينية وفي وقت تقف فيه غالبية الشعوب العربية لجانب الحق الفلسطيني تخرج علينا " الكاتبة البحرينية " عهديه احمد السيد " ومشكوك في صدقيه انتمائها لعقيدتها وعروبتها أن "إسرائيل صديق موثوق".. وهي تشغل رئيسة جمعية الصحافيين البحرينية وتهاجم القيادة الفلسطينية..! "
عهديه احمد السيد ، وغيرها من الكتاب المأجورين فقدوا الإحساس بآدميتهم وصدقيه الانتماء لأوطانهم وقضاياهم الوطنية وأطلقوا العنان لساد يتهم ليمارسوها ضد الشعب الفلسطيني وإشادتهم بمن يحتل القدس والأقصى وبات التنكر والمجاهرة بعدائهم للفلسطينيين مفاخرة لدى هؤلاء المأجورين من الكتاب تدعي الكاتبة البحرينية " عهديه احمد السيد " أن الحلفاء الجدد في المنطقة سيعيدون تشكيل شرق أوسط جديد خال من النزاعات " تتناسى الكاتبة المتصهينه ، أن حقيقة و جوهر الصراع مع إسرائيل أن الصهيونية قامت كمشروع سياسي على مغالطات دينية وتاريخية، مثل القول "إن اليهود هم شعب الله المختار"، و"الوعد الإلهي بمنح الأرض المقدسة لهذا الشعب"، و"إن داود هو أول من بني القدس واتخذها عاصمة لملكه"، وغير ذلك من الادعاءات التي تروج لها الكاتبه الجاهلة بالتاريخ والجغرافية ،وطاقم المبعوثين الأمريكيين " ولدى الكثير من أمثالها السذج مشكلة كبيرة في التعامل مع التاريخ ومع الدين؛ فهم يستدعون التاريخ بشكل انتقائي متى كان ذلك في مصلحتهم.
ومن الأساطير الشائعة هنا القول إن "لليهود حقا تاريخيا في فلسطين"، والبحرين والسعودية والعراق وهذا هو مفهومهم للشرق الأوسط الجديد و"إن العبرانيين هم أول من سكن فلسطين"، و"إن فلسطين كانت أرضا صحراء"، وغير ذلك من الأضاليل وحملة الأكاذيب التي انساقت إليها الكاتبة البحرينية وبنفس المنطق يُستدعى الدين لتبرير سياسات ومواقف معينة، فمعظم الاعتداءات العسكرية التي قامت وتقوم بها دولة الاحتلال تتضمن أدوارا للحاخامات في دعم العدوان وتبريره ومباركته، وهناك مئات الفتاوى الدينية التي تبرر قتل العرب والتنكيل بهم.
ردد الرئيس الأميركي رونالد ترامب أسطورة من أساطير الصهيونية في زيارته الأخيرة لتل أبيب ، وهي أن "إسرائيل" تعبير عما أسماه "إرث الوجود اليهودي الديني" في فلسطين منذ آلاف السنين. وفي هذه الإشارة استدعاء للدين والتاريخ من أوسع أبوابهما، ولا سيما أنها جاءت في سياق الحديث عن الدعم الأميركي لدولة الاحتلال.
وبذات المنطق الذي يسوقه ترامب ومبعوثيه غرينبلات وفريدمان وكوشنير ؛ ممنوع على العرب والمسلمين الدفاع عن مقدساتهم الدينية في القدس، أو ذكر إرثهم الديني والتاريخي في المدينة وفي فلسطين .
وعندما نتحدث عن هذا تكون الحجة التي يرفعها الغربيون في وجوهنا هي ضرورة التحلي بالموضوعية والتركيز فقط على الواقع. وهذا الواقع في نظرهم مسألة نزاع على أرض بين طرفين يمكن حله بالتفاوض، وبتطوير الفرص الاقتصادية للشعب القابع تحت الاحتلال، أي بالتجاهل التام لأسباب الصراع السياسية وللأبعاد الإنسانية والحقوقية والجيوبوليتيكية للصراع.
دعونا نتوجه بالسؤال ؟؟ للكاتبة البحرينية ومقالها في الصحيفة العبرية ملئ بالمغالطات التاريخية مما يؤكد جهلها بالتاريخ ويؤكد سفسطائية كلامها وسذاجته حين تتحدث عن" شرق أوسط جديد خال من النزاعات " وهنا ننوه بالرد على تلك الادعاءات المغررة التي تنشرها وتروج لها الكاتبة البحرينيه للتغرير في القارئ العربي ونقول لها ولأمثالها من عبده الدولار والتزلف للمشروع الصهيو أمريكي للشرق الأوسط الجديد " سيظل الدين والتاريخ من العوامل الأساسية في صراعنا مع المشروع الصهيوني، الذي هو مشروع احتلالي عنصري قائم على أساس الدين. والموضوعية ذاتها -التي يرفعها كثيرون- هي التي تحتم علينا العودة إلى الدين والتاريخ، تماما كما تحتم علينا فهم الواقع الحالي وموازين القوة الإقليمية والدولية، وانتهاز الفرص وحساب المكاسب والخسائر.
الموضوعية والواقعية التي على الكاتبة البحرينية وغيرها من المتصهينيين المستعربين فهمه تقتضي أن تُطرح القضايا الحقيقية التي يحتمها جوهر الصراع. فالمسألة تكمن في حقيقة وجوهر ما قامت عليه إسرائيل كمشروع سياسي صهيوني توسعي ، يدور حوله الصراع- هو طبيعة الدولة الإسرائيلية ذاتها، التي تقوم على صفتيْ "العنصرية على أساس الدين"، و"التوسع على حساب الدول المجاورة، إنْ بالشكل العسكري المباشر أو بالاختراق والتخريب".
أما الاحتلال والاستيطان والحصار وكل الإجراءات القمعية والتعسفية الأخرى؛ فتأتي من هذه الطبيعة التي لا مثيل لها في عالمنا المعاصر، فمواجهة هذا المشروع العنصري التوسعي تقتضي أن يعود العرب إلى جوهر الصراع، ويرفعوا المطالب الحقيقية التي تحتمها مقتضيات الموضوعية والواقعية، كإلغاء كل القوانين والإجراءات التي ترسخ التمييز والعنصرية والتوسعية، ودفع تعويضات عن كل الانتهاكات التي ارتُكِبت منذ عقود، والتخلي عن الطبيعة الاحتلاليه .
وهنا يبرز الأهم في موضوع مقالتها حين تتحدث عن " تحول تاريخي التي ستحدثها الاتفاقيات الجديدة وفق مقالها في صحيفة "جيروزاليم بوست" الإسرائيلية، حيث أكدت فيها أن الاتفاقيات الجديدة التي أبرمتها الإمارات والبحرين مع إسرائيل، تعتبر نقطة تحول في التاريخ. " ونستشهد بالمؤرخ الإنجليزي الموسوعي الأستاذ "أرنولد توينبى" صاحب أكبر دراسة للحضارات ، وأحدث نظرية ظهرت في تفسير التاريخ ، قد تنبه إلى هذا الخطر الذي يتجاهله الكثيرون في العالم ، والذي يوشك أن يهز البناء الإنساني كله .
وقد وجه في سنة 1955م نداءً إلى الشعب اليهودي في إسرائيل وإلى العالم كله يقول لهم فيه: "لاتقترفوا أخطاء الصليبيين" . ويقول لهم فيه أيضـًا : لقد كان التخلف والتفسخ والفوضى والفساد يسيطر على العرب فصال الصليبيون وجالوا ، وانتصروا في عشرات المعارك ، وهددوا واستفزوا ما شاء لهم زهوهم وخيلاؤهم معتقدين أنهم قادرون على طرد العرب ، وطمس معالم العروبة و الإسلام بحد السيف ، كما اعتقد حكام إسرائيل بعد كل جولة منذ عام 1948، غير أن انكسارات العرب المتتالية في عهد الصليبيين قد فتحت عيونهم على عيوبهم ، فعرفوا أن سر قوتهم في وحدتهم وتفانيهم ، ووراء صلاح الدين ساروا فقطفوا ثمار النصر يوم 3 تموز/ يوليو 1187م في حطين.
وفي النهاية يطالب "توينبي" الأقلية اليهودية أن تعيش كأقلية مع العرب والمسلمين في أمن وسلام. والحق الذي يستأهل أن يضاف إلى ما ذكره "توينبى" الذي سجل نداءه قبل أحداث 1967م أن قمة المأساة في قضية القدس هي مأساة القدس ، فإن الأفراد والجماعات على السواء هي مخلوقات عابرة وذات أجل وتنتهي مآسيها بزوالها عن الحياة ، ولكن هذا الشيء لاينطبق على الحضارات التاريخية ، والتي تشكل أبنيتها وحجارتها وأزقتها وأماكنها المقدسة وذكرياتها والارتباط بها ، رمزًا تاريخيـًا وحضاريـًا لايمكن نسيانه ، إنها روح وجزء من دين وأنها حضارة وتاريخ ، وهذا هو حال الفلسطينيين والعرب المسلمين مع القدس وفلسطين .
وهذا حقيقة ما تجهله الكاتبة البحرينية " عهديه احمد السيد " وغيرها من الكتاب المتصهينون العرب يدلون بدلوهم بافتراءات وأكاذيب واستخفاف بالعقول وهم مأجورون وجهله يشرع الله والتاريخ ,الكاتبة البحرينية تروج للدعاية الصهيونية ويبدوا من مقالتها وفكرها أنها امتداد لليمين المتصهين الأمريكي التابعين للكنيسة الانجليكيه وهي في مواقفها تقف في مناصرة المستعمر المحتل الذي يحتل ارض الإسلام ويحاول تدنيس قدسية القدس والمسجد الأقصى والبحرين والإمارات وكل أراضي العرب ، .
ونختم ونذكر الكاتبة البحرينية عهديه وأمثالها بالآية الكريمة " وَلَن تَرْضَىٰ عَنكَ الْيَهُودُ وَلَا النَّصَارَىٰ حَتَّىٰ تَتَّبِعَ مِلَّتَهُمْ ۗ قُلْ إِنَّ هُدَى اللَّهِ هُوَ الْهُدَىٰ ۗ وَلَئِنِ اتَّبَعْتَ أَهْوَاءَهُم بَعْدَ الَّذِي جَاءَكَ مِنَ الْعِلْمِ ۙ مَا لَكَ مِنَ اللَّهِ مِن وَلِيٍّ وَلَا نَصِيرٍ " ونختم بان : "صهاينة العرب فاقوا أسيادهم الصهاينة بالصهينة!!".
جميع المقالات تعبر عن وجهة نظر أصحابها وليس عن وجهة نظر وكالة قدس نت