د. عريقات ما بين اريحا وهداسا والفشل في إقامة مشفى متقدم في الاراضي الفلسطينية خلال عقود من حكم السلطة

بقلم: رشيد شاهين

رشيد شاهين
  • رشيد شاهين

أثارت إصابة د.صائب عريقات وعلاجه في مشفى اسراىيلي الكثير من الجدل العميق واحيانا العقيم، وتم خلال ذلك كله الكثير من التبريرات كما والاتهامات والتشكيك في ما تقوله السلطة عن وقف للتنسيق، عدا عما اثارته من قضية التحويلات
 الطبية المتوقفة كما يشاع الى المشافي الاسرائيلية، وسادت حالة من عدم الفهم لماذا لم يتوجه عريقات الى الاردن خاصة بعد دعوة العاهل الاردني له للعلاج في الاردن*.

حتى لا أسهب في سرد الحكاية، اود القول ان السلطة، اية سلطة تفشل في اقامة مشفى محترم خلال ما يقارب الثلاثة عقود بينما نراها تشيد الفلل والقصور لاصحاب المعالي والفخامة بافضل المواصفات العالمية ، انما هي سلطة فاسدة ،فاسقة،
 يجب ازالتها وتغييرها من جذورها.

الجميع يدرك سواء أقر بذلك ام لا، انه توفرت لدى سلطة اوسلو كل الظروف المطلوبة خاصة في السنوات الاولى لاقامتها لانشاء افضل المشافي في المنطقة من خلال سيل التبرعات والمتبرعين الذين كانوا على اتم الجهوزية لتمويل مثل هذا
 المشروع لعدة اسباب من اهمها ايمانهم بان اوسلو لا بد سيقود الى عملية سلمية حقيقية، وثانيهما انه مشروع انساني بحت والبلد بحاجة حقيقية له، والثالث هو توفر الامكانيات اللازمة لاقامته"كوادر ،ارض..."

ان عدم اهتمام قادة سلطة اوسلو العار بناء مشاريع استراتيجية قادرة على خدمة الوطن والمواطن تأتي من ادارة الظهر للمصلحة العامة والاهتمام بتحقيق المصالح والامتيازات الشخصية ووضعها فوق كل اعتبار، وفي هذا الاطار يمكن التذكير
 بان احدهم اراد ان يحول مستشفى "بني الضخم والذي كان يقوم بمهام انسانية كثيرة بالاضافة الى دوره في علاج أبناء الضفةالغربية منذ ما قبل عام 1967 وفيما بعد شمل ذلك أبناء قطاع غزة" في بيت لحم لاهم مركز طبي في المنطقة، الا انه فوجيء بحجم الابتزاز والمساومات الذي
 تعرض له حيث وضعت عليه شروط "خاوة" بالشراكة والتقاسم...الخ مما جعله يتراجع عن فكرته، ليترك الفكرة وقيل انه توجه الى الاردن حيث أقام صرحا طبيا كبيرا.

هداسا هذا المشفى الذي يضاهي مشافي العالم المتقدمة كان فكرة صهيونية نشأت قبل قيام دولة الكيان بسنوات عديدة، لان قادة العصابات الصهيونية في ذلك الوقت،  كانوا يعلمون مدى اهمية اقامة مثل هذه المشاريع في الدولة التي لم تكن
 قد نشأت بعد، لكن وببعد النظر الذي كانوا يتمتعون به لم يتوانوا عن اقامته، وكذلك فعلوا فيما يتعلق بالجامعة العبرية على سبيل المثال والتي لا تقل تقدما عن هداسا، هذا بالاضافة الى العديد من المشاريع الحيوية والاستراتيجية.

مشفى هداسا، الذي تتفاخر دولة الاحتلال به وبما يقدمه من خدمات وعلاج يضاهي ما تقدمه مشافي عالمية معروفة، يضم في طاقمه الطبي المع الاطباء الفلسطينيبن والكوادر الطبية الاخرى في كافة التخصصات"لا يتوفر احصائية رسمية أو من
 جهات معتمدة حول نسبة هؤلاء، لكن يتردد ان معظم الكادر المتقدم هو فلسطيني".

لذلك فان مرض د. عريقات قد يكون الفرصة او الناقوس الذي يحب ان يدق في اذان وعقول وبقية ضمائر من له علاقة ، بحيث يتم الاهتمام بقطاع الصحة بشكل عام "هذا القطاع الذي نعلم جميعا حجم الفساد الذي نخره"، ونوفر على الميزانية الفلسطينية
 ملايين الدولارات التي تذهب الى مشافي دولة الاحتلال وغيرها من الدول العربية وغير العربية بسبب التحويلات التي تتسم بكل انواع الفساد.

*اثير لغط وجدل كبيرين حول عدم توجه عريقات الى الاردن، ذلك ان الملك عبد الله كان قد وجه دعوة له من خلال وزير الخارجية ايمن الصفدي الذي قام بزيارته في أريحا بداية الاصابة حاملا معه تلك الدعوة، واعتبر البعض ان ذهابه الى
 هداسا كأنما هي رسالة برفض الدعوة الاردنية وهذا ما سيجر على العلاقات الثناىية بعضا من الجفاء ربما، وقد حاول من برر ذهابه الى هداسا ان يقول ان الوقت كان من ذهب ليرد عليه من أدان ذهابه الى ان اريحا اقرب الى عمان خاصة وان نقله سيتم عبر مروحية كما قال البعض ان
 الاجهزة التي يحتاجها الرجل لا تتوفر بالاردن وما زال الجدل دائرا حتى اللحظة.

 

المصدر: -

جميع المقالات تعبر عن وجهة نظر أصحابها وليس عن وجهة نظر وكالة قدس نت