مستقبل السودان فى ظل اتفاق السلام

بقلم: محمد الفرماوي

محمد الفرماوى
  • بقلم.محمد الفرماوى

بعد مفاوضات استمرت عشرة شهور فى جوبا بين الحكومة السودانية والحركات المسلحة فى السوادن تكللت تلك الجهود بتوقيع اتفاق للسلام يؤكد على وقف الحرب التى استمرت زهاء ستة عقود من الحروب الاهلية, وجبر الاضرار الناجمة عنها,حيث حصدت الحرب أربعة ملايين سودانى ونزوح عشرة ملايين أخرى وخسائر مادية تقدر ب600 مليار دولار, كما أكد الاتفاق على احترام التعدد الدينى والثقافى والتمميز الايجابى للمناطق التى شهدت عقود من الحرب والتى تتمثل فى دارفور والنيل الازرق وجنوب كردفان ,وتمديد الفترة الانتقالية الى 39 شهر منذ تاريخ التوقيع ,على أن يتم مشاركة الاطراف الموقعه على الاتفاقية فى مجلس السيادة بثلاث مقاعد ليصل عدد اعضاءه الى 14 عضواً,وايضاً سيحصلون على 5 مقاعد فى مجلس الوزراء ,و75 مقعد فى المجلس التشريعي,وتمكين تلك المناطق من 40 % من عوائد الضرائب والموارد والثروات ,وستساهم تلك الحركات بنسبة تصل الى 30% فى القوات المشتركة مع الجيش والشرطة لحفظ الأمن فى تلك المناطق ,كما نص الاتفاق على منح منطقتى النيل الازرق وجنوب كردفان صيغة حكم ذاتي.

أن الاتفاق فى مجمل مخرجاته يعد نواة هامة لتحقيق السلام فى السودان وبداية مبشرة  يمكن الاستفادة منها فى معالجة القضايا العالقة فى السودان قد يكون من خلال مؤتمر كبير يتم طرح القضايا خلاله برؤية عميقة,فلا شك أن السودان الشقيق عانى الكثير من الأزمات والحروب خلال تاريخة الحديث ,والتى تركت اثاراً سلبية  على خطط التنمية والاصلاح داخل الدولة ,بل إنها إنعكست بشكل أو بأخر على العلاقات السودانية الخارجية سواء مع الاشقاء العرب أو على المستوى الاقليمي والدولى , ولا شك أن مشاركة مصر فى مؤتمر توقيع الاتفاق يعبر عن عمق العلاقات التي تربط الدولتين والمصير المشترك للشعبين السوداني والمصرى حيث يجمعهم التاريخ المشترك والثقافة العربية والاسلامية العميقة , وحرصت مصر على الوقوف دائماً الى جانب السودان فى كافة الملفات والقضايا التى تهم الشعب السودانى,فالمبادىء الراسخة فى السياسة المصرية تكرس لوحدة المصير بين الشعبين ,فأمن واستقرار السودان هو بالضرورة يمثل أمن واستقرار مصر وأحد ركائز دعم الأمن القومى العربى.  

 

المصدر: -

جميع المقالات تعبر عن وجهة نظر أصحابها وليس عن وجهة نظر وكالة قدس نت