- محمد سيف الدولة
· على امتداد عقود طويلة وبالتحديد منذ نهاية حرب ١٩٧٣، شاركت كل اطياف المجتمع فى كل المعارك الوطنية، من اول رفض التبعية المصرية للأمريكان على امتداد ما يزيد عن اربعين عاما، واتفاقيات كامب ديفيد 1978 ـ 1979، والتطبيع مع (اسرائيل) ومناهضة الغزو الأمريكي للعراق، ودعم المقاومة الفلسطينية، حتى معركة الدفاع عن مصرية تيران وصنافير.
· شارك الجميع فيها، فيما عدا فئة واحدة لم يظهر منها ولو شخص واحد يوحد ربنا ضبط متلبسا فى اى معركة وطنية، هى فئة رجال الأعمال التى تسمى فى الكتابات المتخصصة بالطبقة الرأسمالية المصرية.
· لم يكتفوا بالتزام الصمت والسلبية وعدم المشاركة، بل على العكس تماما، كانوا يقفون وينحازون على الدوام الى الاطراف والمواقف غير الوطنية.
· بل كانوا هم الطابور الخامس الذى اخترقت منه قوى الراسمالية العالمية بقيادة الأمريكان والشركات متعددة الجنسية ومؤسسات الاقراض الدولى، مصر لتدمير اقتصادها الوطنى ونهب ثرواتها.
· وكانوا هم ايضا الثغرة التى اخترقت منها (اسرائيل) الاسواق المصرية وحائط المقاطعة الشعبية من خلال اتفاقيات وصفقات البترول الغاز والكويز والشتلات الزراعية والسياحة وغيرها، وكل هذا بالطبع بتوجيه ومباركة السلطة المصرية.
· كل النقابات المهنية والعمالية والاحزاب السياسية والمفكرين والكتاب والفنانين المصريين وقفوا ضد التطبيع مع (اسرائيل)، الا رجال الاعمال فقط الذين وقفوا منفردين فى صف النظام يعقدون الصفقات مع العدو الصهيونى ويترددون على سفارته ويشاركونه فى الاحتفال بأعياده القومية.
· وهم يدينون فى جزء كبير من وجودهم للولايات المتحدة الامريكية التى كان لها الدور الابرز فى اعادة تأسيس وبناء طبقة رأسمالية مصرية، من خلال اموال المعونة الاقتصادية التى كانت تبلغ 815 مليون دولار بما فى ذلك برنامج الاستيراد السلعى الامريكى والتى تم من خلالها ترسية مئات الصفقات والعقود بتسهيلات خيالية على نخبة مختارة من رجال الاعمال والشركات المصرية الذين أصبحوا اليوم يتصدرون السوق المصرى ويستأثرون بالنصيب الاكبر من ثروات البلاد، على حساب عشرات الملايين من فقراء المصريين.
· الغالبية العظمى منهم مجردة من أى مبادئ أو قيم وطنية، طلاب مصلحة يعبدون المال وينافقون اى سلطة وأى نظام وعلى استعداد للتعاقد من الشيطان نفسه اذا كان فى ذلك أى ربح ومكسب.
· كانوا هم رأس الحربة فى ضرب الصناعات الوطنية بعد أن تحول قطاع واسع منهم الى سماسرة واصحاب توكيلات يبيعون الاسواق المصرية للمنتجات الاجنبية.
· اشتروا شركات القطاع العام وقاموا بتفكيكها على طريقة وكالة البلح فى تفكيك السيارات المسروقة وبيعها قطع غيار.
· أخذوا الاف الافدنة من الدولة بتراب الفلوس، وحولوها الى قروض وتمويلات من البنوك بمئات الاضعاف من ثمنها، ثم الى منتجعات سكنية وسياحية تباع وحداتها بملايين الجنيهات.
· استولوا على قروض البنوك بأقل ضمانات أو بضمانات وهمية ومزورة.
· كونوا ثروات هائلة عن طريق الدولرة والمضاربة فى العملة، لتضاعف ثرواتهم عدة مرات مع كل تخفيض للجنيه امام الدولار.
· بل كانوا هم القلة الضئيلة الوحيدة فى مصر التي استفادت واحتفت بالانهيار الاخير للجنيه وسط معاناة وصرخات غالبية المصريين من كل الطبقات.
· ضللوا الناس ونجحوا فى اختراق ثورة يناير وركبوها بأموالهم وصحفهم وقنواتهم الفضائية، ليكونوا فيما بعد فى طليعة الثورة المضادة.
· انهم الطابور الخامس الحقيقى فى مصر ولا أمل لهذ الشعب الطيب طالما يسيطر هؤلاء على اقتصاد البلاد ويستأثرون بثرواتها وينهبون خيراتها.
*****
جميع المقالات تعبر عن وجهة نظر أصحابها وليس عن وجهة نظر وكالة قدس نت