نحو كهرباء لمدة 24 ساعة بنصف شيكل

بقلم: مروان أبو شريعة

مروان أبو شريعة
  • بقلم: مروان أبو شريعة

اولا: يجب ان يتوفر القرار والإرادة والشعور بحجم الكارثة الاقتصادية  والكارثة الوطنية واثارها على تفاصيل حياة المواطنين . ويجب حساب حجم الخسائر الفلكية التى تقع بشكل يومى على رؤوس العباد.

ثانيا: المكاشفة التامة والشفافية وتصميم الآليات فيما يخص جميع الكميات التى يتم سلبها وسرقتها من الشبكة بدون وجه حق وتركيب عدادات لاى كيلو وات واحد يتم سحبه وتهريبه  من الشبكة واعتبار اى نقطة يتم تهربها سرا وبدون عداد هى خيانة وطنية وعدوان اجرامى على ممتلكات الشعب وحقوق الناس المنكوبين فى هذا البلد .

ثالثا : لا بد ان تحدد وزراة المالية فى غزة بشكل شفاف ومكشوف الجزء الذى يجب ان يُخصص من الايرادات التى تجنيها حكومة غزة لحل مشكلة الكهرباء . وهو مبلغ ليس كبيرا وهو اقل من خسائر شهربن فقط من الخسائر الناجمة عن الوضع الحالى.

ولكن فى البداية اسمحو لى بقديم فكرة عن أنظمة توزيع الكهرباء والفرق بين نظامين فى التوزيع ونترك لكم الحكم على جودة كل من النظامين .

النظام الاول وهو نظام التوزيع الرأسى:

وهو النظام المعمول به حاليا . حيث يتم قطع التيار عن منطقة ووصله الى منطقة اخرى.

 وفى وقت الوصل يستطيع المشترك سحب أى كمية يريدها من الكهرباء.

النظام الثانى هو نظام التوزيع الأُفقى:

وهو يعنى أن تصل الكهرباء الى جميع المشتركين فى جميع أنحاء قطاع غزة فى وقت واحد  . ولكن بكمية أقل .وسوف يتم تحديدها بعد قسمة الكمية الاجمالية المتوفرة لقطاع غزة من المصادر المتعددة على عدد المشتركين.

وهى تقدر حاليا حسب المعلومات المتوفرة ب 1000 وات تقريبا لكل مشترك .

وهذا النظام يستدعى البدء الفورى لتغيير جميع عدادات المشتركين بالعدادات الذكية مسبقة الدفع التى يمكن من خلالها التحكم فى كمية الكهرباء المتدفقة الى المشترك .

ولهذا النظام فوائد عظيمة اخرى وهى :

1- كشف جرائم الاعتداء والنهب من الشبكة . وكشف طرق تسرب الكهرباء المنهوبة .

2- لان العدادات الذكية المسبقة الدفع ستجبر المشترك على الترشيد على قاعدة ان الذى لا يدفع هو انسان مُستهتر فى الاستهلاك . اما فى حالة الدفع فانه سيجبر على الترشيد.

وأرجو منكم متابعة

كيف يتم تنفيذ هذا المشروع:

الخطة تنقسم الى مرحلتين سأشرح فى هذا المنشور المرحلة الاولى وأكمل المرحلة الثانية فى منشور لاحق

المرحلة الاولى:

وهى خاصة بأوقات الليل وتمتد مدة ١٤ ساعة متواصلة ( من الخامسة مساء وحتى الساعة السابعة من صباح اليوم التالى).

وفى هذه الفترة يتم  تلبية احتياجات جميع المواطنين بشكل تام لمدة ١٤ ساعة كاملة خلال الليل:

وهنا يجب اعتماد نظام التوزيع الافقى

وللتوضيح اكثر نوضح اليكم بالأرقام نتائج التوزيع الافقى .

يتوفر حاليا فى قطاع غزة من مصادر متعددة  من الكهرباء 180 ميقا

والميقا تعنى 1000 كيلو وات . اى ان الميقا تعنى مليون وات  .

ففى حالة تطبيق التوزيع الافقى :

سوف يتم توزيع 180 مليون وات على عدد المشتركين وهم حوالى 180 الف مشترك.

فهذا يعنى ان كل مشترك يستطيع ان يحصل على ١٠٠٠ وات ليلا لمدة ١٤ ساعة.

ولكن هنا سنصطدم بقيد على هذا التوزيع حيث يجب ان يتم خصم 600 الف وات من الاجمالى وذلك لتغطية المفقود والمسروق من الشبكة (والذى يجب حصره وتتبعه لاحقا) وكذلك يجب استثناء المنشآت الحيوية التى لا يمكن تقليص  وضبط استهلاكها مثل المستشفيات ومحطات المياه والمجارى .

ولهذا وحتى يكون المشروع عمليا وواقعيا سوف نعود ونقسم الكمية المتبقية بعد استثناء الفاقد والمنشات الحيوية لتكون 120 ميقا فقط .

فاذا قسمنا كمية 120 ميقا على عدد المشتركين 180 الف مشترك فيصبح متاح لكل مشترك استخدام 660 وات من الكهرباء لمدة 14 ساعة متواصلة وبدون المس بحصة المنشات الحيوية وبدون استعادة الكمية المفقودة .

وللعلم فان كمية 660 وات تكفى لسداد حاجة اى منزل مستثنيا من ذلك السخان الحرارى والمكيف الكبير .

والسعر طبعا سيكون بنصف شيكل فقط .

وبهذا يمكن ان تنتهى ظاهرة المولدات السوداء و يحتفل اهالى غزة باحراق الخطوط السوداء. وستتقلص جدا او تتلاشى كمية البطاريات التى يحتاجها الناس فى حياتهم.

وسوف يُسدل  الستار على فصل اسود فى حياة المواطنين فى غزة .

طبعا اصحاب المولدات سوف يكون امامهم استثمار اكثر جدوى واكثر نزاهة واكثر ربحا عندما نتحدث عن المرحلة الثانية من المشروع.

وهو الخاص بتوفير الطاقة بالساعات العشرة المتبقية خلال النهار . والتى تتضمن زيادة الانتاج

 

يتبع

المصدر: -

جميع المقالات تعبر عن وجهة نظر أصحابها وليس عن وجهة نظر وكالة قدس نت