طالب مركز فلسطين لدراسات الأسرى بالاهتمام أكثر بقضية الأسيرات الفلسطينيات في سجون الاحتلال، واللواتي يعانين ظروف قاسية نتيجة انتهاكات الاحتلال المستمرة بحقهن .
جاءت مطالبة المركز بمناسبة اليوم الوطني للمرأة الفلسطينية والذي يصادف السادس والعشرين من أكتوبر ان الاحتلال لا يزال يعتقل 38 أسيرة فلسطينية في ظروف اعتقال قاسية، بينهن 23 أسيرة صدرت بحقهم أحكام مختلفة .
وأوضح الباحث رياض الاشقر مدير مركز فلسطين ان قضية الأسيرات لم تأخذ حقها في الحضور الإعلامي او الشعبي، وان هناك تقصير كبير في اظهار معاناة الأسيرات رغم ظروفهن القاسية وخصوصية اعتقالهن لدى الاحتلال .
ووصف الأشقر أوضاع الأسيرات تراجعت بشكل واضح خلال الشهور الماضية بالمؤلمة والقاسية حيث صعدت ادارة السجون انتهاكها لحقوقهن، وحرمانهن من كل مقومات الحياة، فلا تزال الأسيرات محرومات من زيارة ذويهن منذ 7 شهور بحجة جائحة كورونا ، و لم تسمح لهن سوى باتصال واحد لمدة 5 دقائق لكل أسيرة طول تلك الفترة.
ولا تزال ادارة السجون تماطل في تركيب تلفونات عمومية لتمكين الأسيرات من الاتصال بذويهن بشكل دائم، وخاصة في ظل وقف الزيارات ، كما تواصل انتهاك خصوصية الأسيرات بوضع كاميرات مراقبة في ساحة الفورة، حيث تضطر الأسيرات للخروج إليها وهنّ باللباس الشرعي، إلى جانب عدم وجود أبواب للمراحيض التي تغطّينها الأسيرات بالشراشف والأغطية، ولا تزال تمنع دخول الأغراض الخاصة بالأشغال اليدوية، هذا عدا عن معاناة النقل في سيارة "البوسطة" التي تعتبر قطعة من العذاب.
وبَّين الأشقر أن من بين الأسيرات (8) صدرت بحقهن أحكاماً بالسجن الفعلي تزيد عن 10 سنوات، اعلاهن حكماً الاسيرتين الجريحة " شروق صلاح دويات" 22 عاماً من القدس، والأسيرة " "شاتيلا سليمان أبو عيادة" (27 عامًا) من مدينة كفرقاسم بالداخل المحتل، وقد صدر بحقهن حكماً بالسجن الفعلي لمدة 16 عاماً .
واضاف الأشقر ان 9 أسيرات صدرت بحقهن أحكام تراوحت ما بين 5 الى 10 سنوات، بينهم عميدة الأسيرات أقدمهن الأسيرة الجريحة "أمل جهاد طقاقطه" من بيت لحم وهى معتقلة منذ 2014 وصدر بحقها حكم بالسجن لمدة 7 سنوات .
وبين الأشقر أن من الأسيرات 14 أسيرة أمهات، لديهن العشرات من الأبناء في مختلف الأعمار، يحرمون من رؤيتهم ويفتقدون الى حنانهم والاجتماع بهم وخاصة الصغار جداً منهم والذين يحتاجون الى رعاية مباشرة، حيث هناك عدد من الأسيرات تركن خلفهن اطفال رضع لا تتجاوز أعمارهم عدة شهور حين الاعتقال .
كما يوجد بينهن 7 أسيرات مريضات وجريحات يعانين من ظروف صحية صعبة للغاية، ولا يتلقين العلاج المناسب، وفى مقدمتهن الأسيرة المقدسية "إسراء الجعابيص" والتي تعاني من حروق في كافّة أنحاء جسدها، و تحتاج إلى عدة عمليات جراحية وتجميلية، ولا تتلقى سوى وعود وهمية ومماطلة، والأسيرة "نسرين حسن" من قطاع غزة والتي تعاني من السكري ومشاكل في الأعصاب، والأسيرة "أنسام شواهنة" والتي تعاني من آلام شديدة في المفاصل لا تستطيع معها النوم .
وطالب مركز فلسطين المؤسسات الدولية المعنية بشؤون المرأة، التدخل لحماية نساء فلسطين من جرائم الاحتلال وخاصة الاعتقال التعسفي دون مبرر قانونى، كما دعا وسائل الاعلام الى تسليط الضوء بشكل اكبر على قضية الأسيرات ومعاناتهن .