نظمت الحملة الاكاديمية الدولية لمناهضة الاحتلال ومخطط الضم بالشراكة مع المركز الفلسطيني للحوار الديمقراطي ندوة رقمية شارك فيها العديد من الباحثين والاكاديميين في الوطن والشتات. حيث قدمت في الندوة أوراق علمية متخصصة لكل من الدكتور خليل جهشان مدير المركز العربي في واشنطن و نادر الغول الباحث والاعلامي في الولايات المتحدة . وأدار الورشة الدكتورة سنية الحسيني أستاذ العلوم السياسية والعلاقات الدولية في الجامعة العربية الامريكية.
افتتح الندوة الدكتور رمزي عودة مدير وحدة الابحاث في معهد فلسطين لابحاث الامن القومي ومنسق الحملة الاكاديمية الدولية لمناهضة الاحتلال والضم مرحبا بالمدعويين والباحثين،وأشار عودة الى أن الانتخابات الامريكية القادمة تشكل نقطة فاصلة في تاريخ القضية الفلسطينية لاسيما أن المرحلة السابق لادارة ترامب انتابها حالة من العدائية ضد حقوق الشعب الفلسطيني في موضوعات القدس واللاجئين وقطع المساعدات الامريكية ووصفقة القرن.
من جانبه، تحدث الدكتور خليل جهشان عن خصوصية الانتخابات الامريكية التي ستجرى في الثالث من نوفمبر القادم،حيث يشكوا الناخبون الامريكيون من الاوضاع الصحية والاقتصادية المتفشية بسبب انتشار وباء كورونا، والذي أدى الى وفاة أكثر من 230 ألف أمريكي واصابة نحو 9 ملايين أخر، اضافة الى تراجع الناتج القومي الامريكي الى أكثر من الثلث تقريبا،وارتفاع معدلات البطالة في الولايات المتحدة الى أن وصلت الى معدلات غير مسبوقة (نحو 7.5 %).
واشار جهشان الى انه بسبب هذه الاوضاع المعيشية والصحية التي يعيشها الناخبون في الولايات المتحدة، فان فرص فوز ترامب تبدو صعبة، وتشير غالبية استطلاعات الرأي خلال الاسبوعين الماضيين الى اتساع الفارق بين المرشح الجمهوري ترامب وبين منافسه الديمقراطي بايدن. ويصل هذا الفارق الى اكثر من 7 نقاط. وهو ما يضمن حصول بايدن على نحو 290 صوت من المجمع الانتخابي، وهو فارق سيحسم فوزه المحقق في الانتخابات القادمه.
بدوره،أوضح نادر الغول بأن التصويت في الولايات المتأرجحة لم يحسم بعد في غالبية الولايات بالرغم من أنه قدأعطى أفضلية محتملة لفوز تارمب في بعضها مثل فلوريدا. وقد أشار الغول بأن بايدن حصل على 5 نقاط كافضلية عن ترامب في أصوات الناخبين البيض، وهو أمر سيكون حاسما في نتائج الفرز النهائية.
يذكر أنه قد توافقت نتائج أوراق المتحدثين بأن سلوك ترامب الشعبوي والمتطرف ربما سيؤدي الى مشاكل دستورية في الولايات المتحدة عقب فرز الاصوات، حيث أنه من المتوقع وخاصة بعد تصريحات ترامب العلنية بان الاخير لن يقبل بنتائج الانتخابات متهما الديموقراطيين بتزوير الانتخابات أو تشويه نزاهتها.
وفي التحليل السابق، فان الانتخابات المبكرة عبر البريد الالكتروني للناخبين والذين لا يفضلون التصويت مباشرة في صناديق الاقتراع بسبب التخوف من الاصابة بفيروس كورنا، فان مثل هذه الطريقة الجديدة في التصويت قد تتيح الفرصة لترامب في حال هزيمته الانتخابية المتوقعة بان يطعن في نتلائج الانتخابات.
وفي السياق نفسه، فان قيام ترامب مؤخرا بتعيين قاضية جمهورية متطرفة في المحكمة العليا في الولايات المتحدة، وحصول الجمهوريين القضاة في أعلى سلطة قضائية في الولايات المتحدة على أغلبية مقاعد هذه المحكمة، فان ذلك سيتيح المجال لمزيد من الطعون الانتخابية، وفي المحصلة قد يؤدي ذلك الى مرحلة جديدة لم تعهدها سابقا الولايات المتحدة، وخاصة انه في هذه الاثناء الحرجة تجري محاولات من بعض الولايات الجمهورية للتضييق على المصوتين المبكرين من خلال حصر مكاتب بريد قليلة العدد ومحصورة في أماكن محددة . وفي ختام المداخلات رشحت عن الندوة مجموعة من الاستنتاجات؛ أهمها ان هنالك اختلافات مهمة بين بايدن وترامب في ادارة ملف الشرق الاوسط والقضية الفلسطينية، ولكنها ليست اختلافات جوهرية، حيث أنه من المتوقع أن يعيد بايدن اذا ما تم فوزه في الانتخابات القادمة العلاقات الدبلوماسية مع منظمة التحرير، وان يقدم اطارا جديدا معدلا عن صفقة القرن ولكن ربما لن يكون هذا الشكل مغايرا كليا للشكل الحالي الذي قدمه ترامب .
وبالضرورة، فان فوز بايدن سيفتح فرصا أفضل للدبلوماسية الفلسطينية يجب استغلالها في تعديل السياسية الامريكية الخارجية الديمقراطية تجاه ملف القضية الفلسطينية، وان مثل هذه الفرص تزداد يوما بعد يوم نتيجة لاقتراب الموعد النهائيللانتخابات الامريكية في الثالث من الشهر القادم . وفي ختام الندوة، شكر الدكتور وجيه ابو ظريفة الاخوة المشاركين في الندوة مثمنا دور الاكايمين ومراكز الفكر في التنبؤ بالسياسات واستشراف المستقبل وفقا لمنهجيات علمية قابلة للتحقق وتساعد صانع القرار في تحديد البدائل وفقا لهذه التوقعات، وهو الامر الذي يعتبر أحد الاهداف الرئيسية للندوة من خلال قراءة نتائج الانتخابات الامريكية وتداعياتها المحتملة على القضة الفلسطينية.