- بقلم : ثائر محمد حنني الشولي
في مساء الخامس والعشرون من أكتوبر 2020م وبالتزامن مع ذات الشهر الذي تجلت فيه بطولات العرب بقيادة الجيش العراقي الباسل في حرب اكتوبر مع الإحتلال الصهيوني ..ترجل الفارس الأسطورة عن صهوة جواده وإرتقت روحه الطاهرة عنان السماء ملتحقةً بكوكبة من سبقوه من الشهداء الأبرار.. من رفاق دربه المناضلين والمجاهدين والصالحين الأبطال وفي المقدمة منهم سيد الشهداء صدام حسين .. بعد أن أمضى حياة حافلة بالعطاء والتضحية والماّثر البطولية في قتال الأعداء وفي معركة البناء وتقدم العراق وبعث الأمة وتحرير فلسطين وجع العرب وجرحهم الذي لم ولن يندمل إلا بشلال الدماء الزكية التي تنساب أنهاراً في دروب الحرية والتحرير ..فكان لها أسطورة العرب عزت ابراهيم الفدائي العنيد والمناضل المثابر الذي لا يكل ولا يمل في سوح الوغى وساحات العز والفخار والشرف.. ساحات الإشتباك المباشر بفلول الأعداء متنقلاً بين ساحة وأخرى ومن نصر الى نصر غير اّبه لعيشه طريداّ في جبال وسهول العراق المحتل ومطارداً لأسراب العلوج التي تداعت على العراق من كل حدب وصوب .
وفي الوقت الذي نودع روحه الطاهرة لابد ان نشير الى الصفحات المضيئة في تاريخ الرجل الأسطورة وهي مدعاة لكل الكتاب للبحث في سجله البطولي وتوثيق ماّثره الملحمية ..إنه الرفيق المناضل عزت إبراهيم الذي إختار ومنذ نعومة أظافره دروب النضال والجهاد والفداء والبناء ليس في سبيل العراق فحسب , وإنما في سبيل رفعة وسمو وعلياء أمته العربية وعلى خطى من سبقوه في ذات الدرب القائد المؤسس (ميشيل عفلق) والأب الملهم الشهيد (صدام حسين) الذين إستلهموا ماضي الأمة الزاخر بالعطاء الحضاري للإنسانية جمعاء وتاريخها الحافل بالأمجاد والبطولات والإنتصارات على طريق الحق والعدل والقيم السامية وتلكم رسالتها الخالدة .. وإستقرئوا حاضرها المعاش والمثخن بالجراح والويلات وهول المؤامرات والمشاريع التصفوية والإحتلالات التي طالت كل شبر وناحية فيها , حتى باتت أمة منهكة ذليلة مقطعة الأوصال ومتناثرة الأجزاء , تنهشها أنياب الطائفية والجاهلية والفساد والإستحواذ والتسلط والإستغلال والجوع والفقر والعوز والحرمان والدكتاتورية من جهة, ومن جهة ثانية تنغرس في جسدها الهزيل المتعب أيضاً أنياب الإستعمار والإحتلال والإستيطان والتهويد والتفريس والتتريك والأمركة ووووو... وليرسموا لنا طريق المستقبل المعبد بالدماء الزكية الطاهرة وجزيل العطاء والتضحيات في دروب الوحدة والحرية والإشتراكية ونحو تحرير كافة الأراضي العربية المحتلة وفي المقدمة منها قضية العرب المركزية (فلسطين) , وتطهير بلادنا من كل أدرانها المعيقة لنهوضها نحو دولة عربية واحدة من المحيط الى الخليج ..دولةً حرةً مستقلة وديمقراطية إشتراكية ..دولة كل مواطنيها ينعمون فيها بالرخاء والأمن والإستقرار والإزدهار والسلام والعدل والمساواة وتكافؤ الفرص.
نعم لقد أفنى هذا الرجل الأسطورة حياته وجسده النحيل في دروب الكفاح الطويلة ودروب العز والفخار والبناء , متصدياً بشجاعته النادرة وذكائه المعهود لكل المؤامرات التي حيكت ضد العراق وفلسطين والأمة العربية وخاض بنفسه الى جانب ثلة من رفاقه الأفذاذ الأبطال الذين عاهدوا البعث وصدام على مواصلة قتال الأحتلال والإنتصار لمبادئ وأهداف الامة, وخاضوا حرباً ضروس ضد جيش الإحتلال الأمريكي حتى أشبعوه ضرباً مميتاً كان صداه إنهيار القوة العظمى في العالم , مما دفعها للإستجداء بالعدو الإيراني الصديق بهدف معاونتها في السيطرة على العراق وتقاسم الأدوار والمصالح , وهذا بدوره أثقل الأعباء على المجاهدين بقيادة عزت الدوري الذين لم يفت هذا الأمر في عضدهم وأصروا على مواصلة المسير الكفاحي بكل الوسائل والأشكال النضالية واضعين نصب أعينهم تحرير العراق تحريراً شاملاً وعميقاً لا يحيدهم عن الدرب إلا الموت أو الشهادة .. وهكذا بقي الرجل الأسطورة متمترساً في خنادق الجهاد والمقاومة حتى وافته المنية دون أن يبقي للموت سوى عظام نخرة بعد أن ضحى بلحمه وشحمه وروحه فداءً للعراق وفلسطين والأمة العربية..مهرولاً في دروب ملاقاة الأعداء وقتال المحتلين وفي سبيل بناء أمته الحرة الأبية بينما حكام العرب أنصاف الرجال يهرولون نحو التطبيع مع الإحتلال وخدمة المشروع الصهيوني .. هو إختار طريق العز والفخار والأمجاد .. وهم إرتضوا لأنفسهم الإرتماء في حضن صهيون مكللين بالخزي والعار .
وفي الختام ندعوا الله له بالرحمة والمغفرة وجنات النعيم وألحقه ربه الكريم العزيز الجبار بكوكبة من سبقوه من الشهداء الأبرار في عليين مع الأنبياء والصديقيين والصالحين وحسن أولئك رفيقا .
بقلم : ثائر محمد حنني الشولي
بيت فوريك – فلسطين المحتلة
تشرين ثاني - 2020
جميع المقالات تعبر عن وجهة نظر أصحابها وليس عن وجهة نظر وكالة قدس نت