يحبس الفلسطينيون أنفاسهم بانتظار نتائج الانتخابات الرئاسية الأميركية الثلاثاء المقبل دون أن يُخفوا آمالهم بخسارة الرئيس الأميركي دونالد ترامب.
وقال مسؤولون فلسطينيون لـ"الأيام" إنهم يتابعون للمرة الأولى عن كثب السباق الأميركي إلى البيت الأبيض.
ويقدر مسؤولون فلسطينيون بأن فوز المرشح الديمقراطي للانتخابات الرئاسية جو بايدن قد ينهي أكثر من 3 سنوات من القطيعة السياسية مع الإدارة الأميركية.
وقال د. نبيل شعث، المبعوث الخاص للرئيس، لـ "الأيام" "ليس هناك أسوأ من ترامب، لقد اكتوينا على مدى 4 سنوات بسياسات إدارته عبر قرارات مجحفة ومن الصعب تخيل 4 سنوات إضافية في ظل ذات الانحياز الأعمى للاحتلال الإسرائيلي".
وأضاف شعث "لا أستطيع أن أجزم بالسياسات التي سيتبناها المرشح الديمقراطي جو بايدن في حال فوزه، ولكنني على يقين من أن أي رئيس آخر سيكون أفضل من ترامب".
بالنسبة للعديد من القادة الفلسطينيين، فإن فوز المرشح الديمقراطي جو بايدن في انتخابات الثلاثاء قد يمثل أملاً جديداً في وقف سيل القرارات الأميركية غير المسبوقة ضد الفلسطينيين.
وعلى مدى 4 سنوات اتسمت العلاقة ما بين إدارة ترامب والقيادة الفلسطينية بالتوتر بعد أن لم يُخفِ الرئيس ترامب انحيازه لإسرائيل وطلبه من بعض الدول حتى وقف المساعدات المالية للفلسطينيين بما في ذلك في ظل جائحة كورونا.
فكانت القيادة الفلسطينية آخر الأنظمة بالمنطقة التي تواصل معها ترامب بعد وصوله إلى البيت الأبيض في كانون الثاني 2017.
وبعد 4 لقاءات عقدها مع الرئيس محمود عباس وعشرات اللقاءات التي عقدها مسؤولون من الإدارة الأميركية مع مسؤولين فلسطينيين خلال العام 2017، تفجرت أزمة سياسية حادة بين الطرفين.
ففي كانون الأول 2017 ، قطعت القيادة الفلسطينية الاتصالات السياسية مع الإدارة الأميركية بعد قرار ترامب الاعتراف بالقدس عاصمة لإسرائيل ونقل السفارة الأميركية إليها.
منذ ذلك الحين، أوقفت إدارة ترامب التمويل للسلطة الفلسطينية والمستشفيات الفلسطينية في القدس الشرقية ووكالة الأمم المتحدة لغوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينية "الأونروا" ، وأغلقت مكتب منظمة التحرير الفلسطينية في واشنطن، ودمجت القنصلية الأميركية في القدس في السفارة الأميركية وسمحت لإسرائيل بالاستيطان في الأراضي الفلسطينية المحتلة.
ووجه الفلسطينيون انتقادات حادةً إلى صفقة القرن التي عرضها ترامب بحضور رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو بالبيت الأبيض في كانون الثاني 2020 .
فالخطة أعطت القدس الشرقية لإسرائيل ومنعت حق العودة للاجئين ومنحت إسرائيل الحق بضم ما يزيد على 30% من مساحة الضفة الغربية فضلاً عن منحها سيطرةً دائمة على المعابر المؤدية إلى الأراضي الفلسطينية ومنعت أي إمكانية لقيام دولة فلسطينية متواصلة جغرافياً.
غير أن العلاقة المتوترة ما بين الفلسطينيين وإدارة ترامب لم تعكس نفسها على الحزب الديمقراطي الأميركي الذي ينحدر منه المرشح الديمقراطي جو بايدن.
وكان الرئيس عباس ورئيس الوزراء د. محمد اشتية وأمين سر اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير الفلسطينية د. صائب عريقات استقبلوا خلال السنوات الماضية أعضاء كونغرس من الحزب الديمقراطي في الضفة الغربية والولايات المتحدة الأميركية.
وقال مسؤول فلسطيني كبير لـ"الأيام" "لقد خالف الحزب الديمقراطي فعلياً كل القرارات المجحفة التي اتخذتها إدارة ترامب ضد القضية الفلسطينية".
ولفت في هذا الصدد إلى أن العشرات من أعضاء الكونغرس الديمقراطيين، وقّعوا خلال السنوات الثلاث الماضية، على بيانات ورسائل وجهوها إلى ترامب ووزير الخارجية مايك بومبيو والسفير الأميركي في إسرائيل ديفيد فريدمان، وحتى رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو عارضوا فيها العديد من القرارات الأميركية والإسرائيلية بشأن الفلسطينيين.
وأضاف المسؤول الفلسطيني: "لقد عارضوا التخلي عن حل الدولتين ووقف التمويل للمستشفيات الفلسطينية بالقدس الشرقية ووكالة "الأونروا" وعارضوا الاستيطان الإسرائيلي بالأراضي المحتلة بما فيها القدس الشرقية، واتخذوا موقفاً قوياً ضد الضم الإسرائيلي لأراض فلسطينية بالضفة الغربية، وعارضوا إغلاق مكتب منظمة التحرير الفلسطينية في واشنطن".
ويأمل الفلسطينيون أن تعكس هذه المواقف نفسَها على سياسات الإدارة الأميركية في حال فوز بايدن بالانتخابات الرئاسية الأميركية.
وكان رئيس الوزراء د. محمد اشتية قال في لقاء عبر الفيديو مع أعضاء لجنة الخارجية بالبرلمان الأوروبي، منتصف الشهر الماضي، "إذا فاز ترامب لأربع سنوات إضافية، كان الله في عوننا وعونكم وعون العالم".
وتسود تقديرات فلسطينية بعودة الاتصالات الفلسطينية-الأميركية في حال فوز بايدن بالانتخابات، خاصةً وأن صفقة ترامب ستعتبر لاغية، دون استبعاد قيام الإدارة الجديدة باتخاذ قرارات لتصحيح ما قام به ترامب وفريقه.
وقال د. شعث "نهاية حقبة الإدارة الحالية هي مصلحة كبرى لفلسطين والعالم وأميركا".
نقلاً عن صحفية الأيام