- كتب / ماهر أبو مرزوق
مدير مدرسة SDR البحرية
في الحقيقة أعجبني حديث اللواء جبريل الرجوب الذي ركز خلاله على الطاقات الشابة وضرورة استثمارها في ظل الواقع الصعب التي تعيشه الرياضة الفلسطينية وسبل تطويرها أمام الدول الأخرى. لم يكن هذا الموقف الذي نرحب به جديدا على من حملوا الأمانة طوال هذه السنوات من الجد والاجتهاد في تحقيق رفعة هذا الوطن في الساحة الرياضية العربية والدولية، بل ندعمه بطاقاتنا وابداعاتنا تعبيرا منا عن انتماؤنا وفخرنا بهذا الوطن.
اللافت أن النقاط العريضة التي ذكرها اللواء الرجوب تأتي في سياق التطوير وهذا لم يختلف عليه اثنان، إنما من واجبنا أن نكون جنود لتحقيقها، لكن الغريب أن صوتنا في مدرسة SDR البحرية التي تأسست بجهود شبابية تطوعية لم تصل للمسؤولين ولم نجد آذان صاغية لشغف الشباب الرياضي المميز في العطاء والتطوع كما ذكر اللواء.
منذ اللحظة التي انطلقت فيها المدرسة قبل سنوات كان شعارها نشر الثقافة الرياضية في المجتمع الفلسطيني وتنمية القدرات للشباب الرياضي بمختلف تخصصاته البحرية، كيف لا وهذه المدرسة تمتلك ارشيفا كبيرا من الإنجازات والأنشطة المميزة في مجال السباحة والغوص والإنقاذ، بل عملت على بناء هذا الجسم الرياضي الذي امتد إلى محافظات الوطن بكل حب وانتماء وتعاون حرصا على بقاء اسم فلسطين خفاقا في العالم العربي تحديدا.
لقد وصلت رسالة المدرسة على مدار سنوات من الاجتهاد دون أدنى اهتمام فلسطيني سواء في غزة او الضفة إلا انه أثبت الشباب على انه قادر لأن يبقى رياديا كما ذكر الدكتور محمد اشتيه ولكن للأسف لم نجد مسؤولا واحدا يهتم لأمر هؤلاء الشباب، بل هز صوتهم أركان الساحة الرياضية الفلسطينية بفعل انجازاتهم وكانوا مصدر ثقة لدى أبناء شعبهم خلال التدريب والتعلم وتخريج أبطال قادرين على نشر الرسالة البحرية في الوسط الشعبي والمجتمعي.
( الرياضة وسيلة لخدمة قضيتنا ) يبدو ان السيد الرجوب لا يعلم ان مدرسة SDR البحرية لم تكتفي برفع هذا الشعار بل عملت على تحقيقه بالفعل دون مبالغة فهي الآن تترأس مبادرة عربية كبرى برفقة دول أخرى، حيث تضم المبادرة في صفوفها المئات من السباحين والغواصين وسخرت كافة طاقاتها لأن ترفع علم فلسطين وأن يكون حاضرا في كل الساحات الرياضية العربية من اجل خدمة قضيتنا الوطنية، لا سيما أعلنت عن المدرسة منذ فترة قصيرة عن مشاركتها بهذه المبادرة باسم دولة فلسطين، لكن يبدو لم يكن الاهتمام الفلسطيني على ما يرام بل كان الشباب الفلسطيني المهمش كافيا لأن يصبح سفيرا لبلده من خلال الرياضة.
اعتقادكم غير موفق يا سيادة اللواء بأن الشباب الرياضي في مدرسة SDR البحرية بحاجة لأن ياخد من الأولمبية، بل قدمت المدرسة نفسها نموذجا فريدا من خلال سلسلة الأفكار والإنجازات التي تحققت، والتي تم عرقلتها من خلال أشخاص غير معنيين بالنجاح لبلدنا وقضيتنا بل تم محاربتنا ورغم ذلك تفوقت مدرستنا البحرية وأصبحت رقما صعبا لا يمكن تجاهله في الوسط الرياضي، كيف لا وهي من تضم في صفوفها جيشا من الرياضيين بمختلف تخصصاتهم البحرية، وهي من صاغت قانونا خاص بالمدرسة، وهي من رسمت الخطط الإدارية، وهي من تقدم الخدمة التطوعية على شاطىء البحر في اي وقت وتحت أي ظرف من خلال كوادرها في كل مكان.
نحن نخاطبكم من رحم المعاناة، وتحت وطأة الحصار والظلم والاحتلال، نوجه لكم رسالتنا في مدرسة SDR البحرية ونطلب منكم ان تقودوا السفينة والخروج بها إلى بر الأمان من خلال توحيد الجهود، وتصحيح المسار، وأن يسود جو من الديمقراطية وتوفير مساحة كافية لأن ننهض بواقعنا الرياضي، كما ان نخلق برنامجا سليما يجمع الكل الرياضي ليحقق اهدافنا المنشودة، ونؤكد على أن المدرسة بمجلسها التاسيسي وكوادرها الفعالة في كافة المحافظات على جهوزية تامة لأن تكون سندا ودعما لكم.
سيدي اللواء، نحن بحاجة لأن نكون بين يديكم عونا وسندا لقضيتنا وشعبنا، ونأمل منكم الاستجابة لندائنا هذا بعد أن تفائلنا بخطابكم الأخير الذي يحث على مواصلة المسيرة بل كان دافعا لنا لأن نستمر، وأن نستمد الروح المعنوية من كلماتكم المفعمة بالأمل والحب والعطاء
جميع المقالات تعبر عن وجهة نظر أصحابها وليس عن وجهة نظر وكالة قدس نت