عقدت المؤسسة الفلسطينية للتمكين والتنمية المحلية - REFORM بالشراكة مع دائرة التنمية البشرية في منظمة التحرير الفلسطينية يوم امس في فندق السيتي ان بلاس جلسة حلول نهاية الاسبوع بعنوان: "الثابت والمتغير في طبيعة العقد الاجتماعي بين المواطن والدولة"، وذلك بهدف مناقشة التغييرات الحاصلة على قيم المواطنة في فلسطين بعد 27 عاماً من انشاء السلطة الوطنية الفلسطينية، والفجوة التي خلقتها الممارسة على الأرض من انقسامات على المستوى الجغرافي والفئوي والحزبي، وتوقف العملية الديمقراطية، وعدم وجود شراكة حقيقية للشباب والشابات في المشاركة في الشأن العام. حيث شارك في الورشة عدد من الفاعلين والنشطاء المجتمعيين والسياسيين و وزارة التربية والتعليم.
افتتح اللقاء الدكتور فيصل عرنكي عضو اللجنة التنفيذية لـ م.ت.ف، رئيس دائرة التنمية البشرية بإستعراض التطور التاريخي لمفهوم المواطنة، حيث قام بوضع الخطوط العريضة اللازمة لصياغة ميثاق المواطنة ، وقام بإستعراض حقوق وواجبات المواطن والتي تضمن له حياة طبيعية على الأرض الفلسطينية ، والتمتع بجميع الحقوق الفردية والجماعية، حيث قال "يستوقفنا العِقد الحالي أمام تحديات جمة في التمحيص بموضوع العقد الإجتماعي في هذه الفترة، فالثابت لم يعد ثابتاً، والمتغير متقلب المزاج ويصعب تنبؤه أو توخيه ولكن يحتم علينا التعامل معه. "اعطت هذه الفرصة مجال للمشاركين طرح عدد من الاسئلة على الدكتور عرنكي ونقاش بعض البنود التي تم طرحها بالوثيقة.
كما تحدث حسن محاريق عضو مجلس إدارة المؤسسة عن أهمية هذا اللقاء وذلك للخروج بمقترح ميثاق وطني للمواطنة يساهم في الحفاظ على الصفة المدنية والديمقراطية بما يصون الحقوق الفردية والجمعية للمكونات المجتمعية الفلسطينية وليؤسس لمراجعة قيم العقد الاجتماعي.
وفي اطار الورشة دار نقاش معمق على مدار ثلاثة ايام بين الحضور و تم التوصل لمسودة اولية لميثاق وطني للمواطنة. احتوت هذه الوثيقة على بنود تضمن حقوق المواطنين والجهات والاطراف المجتمعية الفاعلة في ترسيخ قيم المواطنة كما تم الاتفاق على دور المواطن في تفعيل المواطنة وانتهت بسبل ضمان الحقوق الجماعية للشعب الفلسطيني. كما شاركت وزارة التربية والتعليم العالي بورشة العمل من خلال ترشيح خمسة موظفين من طرفهم وحيث كان لهم الأثر الواضح والمشاركة الفاعلة خلال فترة الجلسة.
تم تخصيص اخر يوم في الورشة لمراجعة الوثيقة ونقاشها مع الدكتور فيصل العرنكي الذي انضم للمشاركين عن طريق تطبيق ZOOM الذي رحب بالمبادرة واهميتها في إعادة تعريف مفهوم المواطنة بعد كل التغييرات التي حصلت. بدورهم اكد الحضور على أهمية تكريس اليوم الوطني للمواطنة لتعزيز وعي المواطنيين بأهمية دورنا كمواطنيين في بناء الوطن ودور الدولة في تعزيز صمود المواطن وتحقيق الطماننية له.
يأتي هذا اللقاء ضمن مشروع "بلا قيود"، والذي يهدف إلى تعزيز المشاركة المجتمعية للفئات المهمشة، وتطوير سياسات عامة مستجيبة لاحتياجات الشباب والشابات، من خلال خلق مساحات تفاعلية، بين المجموعات الشبابية والمؤسسات القاعدية وهيئات الحكم المختلفة. يأتي تنفيذ هذا المشروع بالتعاون مع برنامج تيسير المشاركة الاجتماعية للاجئين الفلسطينين (PART) التابع لل GIZ وبتفويض من الوزارة الاتحادية للتعاون الاقتصادي والتنمية الألماني BMZ.