ستعقد فعاليات الدورة الثالثة من معرض الصين الدولي للواردات في الفترة من 5 إلى 10 نوفمبر في شانغهاي وتوافد رجال أعمال من أنحاء العالم إلى المدينة الواقعة في شرقي الصين للمشاركة في المعرض.
ونظرا لكون هذه الدورة من المعرض هي الأولى بعد تفشي جائحة كوفيد-19، فإن إقامتها تحمل في طياتها معنى أكبر لانتعاش الاقتصاد العالمي.
لقد تعرضت كل من الصين والعالم العربي لأزمة كوفيد-19 بشكل كبير وواصل الجانبان وسط هذه الجائحة تعاونهما القائم منذ أمد بعيد، وهو ما دفعهما إلى البحث عن فرص جديدة وسانحة لتعميق التعاون التقليدي وإنعاش تنمية الاقتصاد. لذلك، توفر فعاليات هذه الدورة من معرض الصين الدولي للواردات بشانغهاي، الذي يشمل العديد من الأجنحة، منصة واسعة وهامة لتوطيد التعاون الصيني العربي وتعزيز دفع التجارة بين الجانبين.
وتحرص الشركات الصينية العربية، المستعدة لعرض مزايا منتجاتها وابتكاراتها للجمهور، على ألا تفوتها الفرصة الذهبية للمعرض وبالمثل العديد من رجال وسيدات الأعمال، ومن بينهم عفاف الرايس المديرة التجارية لشركة ((إينتيل كير)) المغربية لمستحضرات التجميل، وهي سيدة أعمال تعشق عملها في مجال التجارة وتسعى لتحقيق أحلامها في هذا المجال.
وقالت الرايس، في مقابلة مع وكالة أنباء ((شينخوا)) إن المعرض يعتبر منصة مثالية رئيسية للشركات المختصة لتطوير مبادلاتها وعرض منتجاتها والتعريف بعلاماتها التجارية لدى الجمهور الصيني والبحث عن شركاء، خاصة في ميدان مستحضرات التجميل والأغذية والأدوية، مضيفة أن شركة ((إينتيل كير)) تعتزم المشاركة للمرة الثالثة في هذه التظاهرة الهامة.
واعتبرت الرايس أن مشاركة شركة ((إينتيل كير)) المغربية في هذا المعرض الدولي بجانب مختلف المنافسين على الصعيد الدولي يتيح لها "مراقبة ومواكبة التوجهات الجديدة للسوق" من أجل مواصلة تحسين جودة منتجاتها، مسلطة الضوء على أن السوق الصينية لمستحضرات التجميل تتيح فرصا هائلة للمقاولات الراغبة في تصدير منتجاتها.
وذكرت في هذا الصدد أنها على يقين من أن شركتها لديها من المؤهلات ما يمكنها من إقناع المستهلكين الصينيين، خاصة وأن العديد من منتجاتها تعتمد في صناعتها على زيت الأركان البيولوجي، مؤكدة أن هذا المورد الطبيعي ينفرد به المغرب "وهو ما يميزنا على صعيد المنافسة الأجنبية".
وخلصت الرايس إلى القول إنه بفضل الدورة الثالثة من معرض الصين الدولي للواردات سطرت شركة ((إينتيل كير)) المغربية لمستحضرات التجميل، هدف استكمال اتفاقيات التوزيع وتحقيق مبيعات تناهز مليون دولار بالسوق الصينية سنة 2020.
في الصورة الملتقطة يوم 9 أكتوبر 2020، عفاف الرايس، المديرة التجارية لشركة ((إينتيل كير)) لمستحضرات التجميل، تفحص عينات من منتجات الشركة، بمدينة الدار البيضاء المغربية.(شينخوا)
شهدت بعض الشركات صعوبات في الشهور الماضية التي اجتاحت فيها جائحة كوفيد-19 العالم، ومن بينها شركة سيتروس عالم التسوق في الإمارات. وروى وي بانغ، الرئيس التنفيذي لشركة سيتروس عالم التسوق، لـ((شينخوا)) تجربته حول أعمال شركته.
وقال وي إن الوضع الوبائي وسياسات الإغلاق في منطقة الشرق الأوسط فرضت أمامهم الكثير من التحديات، فرغم الارتفاع الملحوظ في الإقبال على التسوق عبر الإنترنت، إلا أنه لم يكن من الممكن تسليم طلبات العملاء بسبب عدم كفاءة نقل البضائع إلى المخازن وكذلك عملية التوصيل للمنازل بسبب القيود التي تفرضها الحكومات المحلية، وتفاقمت التحديات بعدما تأثرت عملية التوريد العالمية عبر الدول. ونتيجة لذلك، واجهت شركة سيتروس تأخيرا في عمليات الشحن على عدة مستويات، ما أدى إلى خسائر في الإيرادات.
ولفت وي إلى أن "سيتروس شاركت في الدورة الأولى من المعرض في شانغهاي عام 2018، وسعدنا برؤية العملاء الصينيين الذين أبدوا اهتماما بمنتجات الشرق الأوسط مثل التمر، وحليب الإبل، والزعفران، ونعتقد أنها ستحظى بإقبال بين العملاء الصينيين".
وفي الوقت ذاته، أشاد وي بمبادرة الحزام والطريق المتمثلة في فعاليات المعرض التي ستعقد قريبا، قائلا "يسعدنا للغاية أن نرى الحكومة الصينية وهي تعمل على تعميق مبادرة الحزام والطريق التي تسعى دائما إلى نهج تجاري متبادل المنفعة مع جميع البلدان".
وقال إن "هذه المبادرة ألهمت سيتروس، فنحن لا نقدم المنتجات الصينية إلى الشرق الأوسط فحسب، بل نقدم أيضا منتجات بلدان الشرق الأوسط، بالإضافة إلى عرض ثقافاتها وتاريخها وأحلامها بمستقبل أفضل لتتعرف عليها المزيد من العائلات الصينية، لأننا لسنا مجرد قناة بيع تليفزيونية، بل منصة وسائط متعددة وتواصل اجتماعي تمتلك القدرة على سرد القصص".
وعبر معظم رجال الأعمال عن تطلعاتهم وآمالهم تجاه المعرض في دورته الثالثة. فقد لفت رجل الأعمال العراقي حيدر الربيعي، رئيس مجموعة الربيعي التجارية، إلى أن عدة مشاكل واجهت - خلال تفشي جائحة فيروس كورونا الجديد - التجار العراقيين المنخرطين في تبادلات تجارية مع الصين، أهمها التنقل والحضور إلى الصين بسبب توقف حركة الطيران.
وتابع الربيعي أن الفرص التي أتاحتها معارض الصين، والتي استفاد منها التجار العراقيون من خلال الدخول للتواصل مع المصانع التي يتعاملون معها، ساهمت في استمرارية التواصل بين السوق الصينية والتاجر العراقي.
أما لي تشه، المدير العام لشركة طريق الحرير السعودية للخدمات الصناعية، فقال إن منصات التبادلات التجارية مثل معرض الصين الدولي للواردات بشانغهاي مفيدة للغاية، مشيرا إلى أنه "في ظل الحمائية وجائحة كوفيد-19 وغيرها من التحديات، يساعد بناء منصة للتبادلات الدولية على تعزيز التبادلات التجارية بين الدول وحفظ استقرار حركة التجارة بما يسهم في تدفق الأموال وتنمية السوق".
كما أكد وي جيان قوه، نائب رئيس مركز الصين الدولي للتبادلات الاقتصادية الدولية، ثقته في أن فعاليات معرض الصين الدولي للواردات ستزيد الثقة في القدرة على إنعاش الاقتصاد العالمي وتعزز الآمال في تحقيق ذلك في مرحلة ما بعد الجائحة.
"إننا نأمل حقا في إعطاء دفعة لنمو الاقتصاد العالمي من خلال المنفعة المتبادلة والفوز المشترك، ونثق بأن فعاليات المعرض ستطرح ثمارا وافرة"، هكذا عبر وي.