أغلقت صناديق الاقتراع في مناطق من ولايتي إنديانا وكنتاكي، فيما تتواصل عملية التصويت في أماكن أخرى من الولايتين، بعد سباق محموم في الانتخابات الرئاسية الأميركية، التي جرت يوم الثلاثاء بين الرئيس الجمهوري دونالد ترامب ومنافسه الديمقراطي جو بايدن، وسط انقسام في المشهد السياسي الأميركي.
وأورد الموقع الرسمي لمفوضي مدينة فيلادلفيا في بنسلفانيا -التي تعد أهم ساحات المعارك الانتخابية- أنه تقرر نقل عملية فرز الأصوات على الهواء؛ وذلك ردا على أي مزاعم بحدوث فساد أو تزوير.
وكان الرئيس ترامب وحملته انتقدا قرار المحكمة العليا السماح بتلقي الأصوات عبر البريد حتى بعد 3 أيام من يوم الاقتراع، وهو "ما سيفتح الباب أمام الفوضى"، وقال إن أشياء سيئة ستحصل هناك.
ونقلت شبكة "إن بي سي" (NBC) عن مصدر مطلع في حملة ترامب أن هذه التصريحات للرئيس قوضت جهود الجمهوريين في الولاية، وأوردت أن هناك مخاوف لدى مساعدي ترامب بشأن فرص الفوز في ولاية بنسلفانيا.
والملفت في هذه الانتخابات أن المرشحين (ترامب وبايدن) حرصا حتى اللحظة الأخيرة قبل انتهاء التصويت على حث الناخبين على التصويت والإدلاء بتصريحات تعبوية.
فخلال زيارته لمقر للحزب الجمهوري بولاية فرجينيا، قال ترامب إن لديه شعورا جيدا تجاه نتائج الانتخابات، وطالب الجميع بالوحدة، مضيفا أنه لا يفكر الآن بشأن خطاب الفوز أو الخسارة.
بدوره، دعا المرشح الديمقراطي جو بايدن (77 عاما) الأميركيين للتصويت بكثافة، وقال -وسط جمع من أنصاره في ولاية بنسلفانيا- إنه يتوقع تصويت 150 مليون أميركي، مضيفا أن الشعب هو من سيقرر الرئيس، وأن أمام الأميركيين فرصة كبيرة في هذه الانتخابات.
وتعهد بايدن -في كلمته أمام حشد محدود في مدينة فيلادلفيا باستخدامه مكبر صوت- بالسيطرة بشكل أفضل على جائحة كورونا، التي أودت بحياة أكثر من 232 ألف شخص في الولايات المتحدة.
وأضاف أن الأميركيين من ذوي الأصول الأفريقية يلعبون دورا مهما جدا في المجتمع الأميركي.
وفي هذا السياق، قالت كامالا هاريس المرشحة الديمقراطية لمنصب نائب الرئيس إن تصويت النساء سيكون حاسما في تحديد نتيجة الانتخابات ورسم مستقبل الولايات المتحدة.
وأظهرت بيانات التصويت المبكر في الولايات المتحدة أن أكثر من 100 مليون أميركي شاركوا في التصويت المبكر قبل يوم الانتخابات، وفق وكالة أسوشيتد برس، وهو رقم قياسي يشكل أكثر من 72% من إجمالي المشاركين في انتخابات عام 2016.
وانطلقت الانتخابات الثلاثاء بفتح مراكز الاقتراع أمام الناخبين في 8 ولايات على الساحل الشرقي، بينها فرجينيا، ونيويورك، ونيوجيرسي، وكارولينا الشمالية.
وذكرت قناة الحرة الأميركية أنه في وقت لاحق انضمت ولايات: ماين، ونيوهامشير، وكونيتيكت، وأوهايو، وواشنطن، وماريلاند، وماساشوستس، وديلاوير، وكارولينا الجنوبية، وجورجيا، ورود آيلاند لقائمة التصويت.
مكالمات غامضة
وأفادت وسائل إعلام أميركية بأن مكتب التحقيقات الفيدرالي يحقق في مكالمات هاتفية مضللة تطلب من الناخبين الأميركيين في بعض الولايات البقاء آمنين في منازلهم.
وحذر مسؤولون في ولايات -بينها ميشيغان- من اتصالات آلية تطلب من الناخبين الانتظار إلى الأربعاء للإدلاء بأصواتهم تجنبا للطوابير الطويلة.
وكانت المدعية العامة لولاية ميشيغان دانا نيسل حذرت الاثنين من رسائل قصيرة تستهدف ناخبي مدينة ديربورن تدعي وجود عطل في أجهزة التصويت بمراكز الاقتراع، وتنصح بتجنب العطل عبر تعبئة بطاقة الاقتراع لصالح المرشح الذي لا يريده الناخب.
من جانبه، نبّه وزير خارجية ولاية نبراسكا بوب إيفنين من وصول مكالمات مضللة تطلب من الناخبين البقاء في المنازل.
تسريع التسليم
وأمر قاض فدرالي دائرة البريد الأميركية بتسريع جهودها لتسليم بطاقات الاقتراع عبر البريد قبل انتهاء الموعد النهائي المحدد في العديد من الولايات بيوم الانتخابات، التي جرت الثلاثاء.
وأعطى إيميت سوليفان دائرة البريد مهلة حتى الساعة 3 مساءً بتوقيت شرق الولايات المتحدة (20:00 ت.غ)، لضمان تسليم كل بطاقات الاقتراع في المناطق التي كانت فيها معالجة بطاقات الاقتراع بالبريد متأخرة.
وكان القاضي ذاته قد أمر الأحد الماضي بتعزيز التدابير الاستثنائية لاستخدام شبكة البريد السريع من أجل ضمان تسليم كل بطاقات الاقتراع قبل الموعد النهائي.
مشاكل فنية
وكانت بعض الولايات أبلغت عن مشكلات فنية تواجه الناخبين الذين يتدفقون على مراكز الاقتراع الثلاثاء للإدلاء بأصواتهم في الانتخابات الرئاسية.
ففي ولاية أوهايو -التي تعد من الولايات المتأرجحة بين ترامب ومنافسه بايدن- تجمع الناخبون في طوابير طويلة للإدلاء بأصواتهم، وسط قلق كبير من مخاطر تفشي وباء كورونا.
ومع ذلك، لجأ العاملون إلى الأسلوب القديم لتسجيل أصوات الناخبين بشكل ورقي، بعد أن أدركوا أن نظام التسجيل الإلكتروني الخاص بهم فشل بسبب نقص التحديثات.
وبسبب الصعوبات الفنية، بدأ العاملون استخدام بطاقات الاقتراع الورقية في مقاطعة فرانكلين، الأكثر اكتظاظًا بالسكان في أوهايو، وفقًا لتقارير إعلامية محلية.
وفي ولاية جورجيا -التي تعتبر ساحة معركة جديدة بين ترامب وبايدن- أجبرت بعض المشكلات الفنية العاملين على جعل الناخبين يستخدمون بطاقات الاقتراع الورقية في مقاطعتي مورغانو وسبالدينج بالقرب من مدينة أتلانتا.
كما أكد تقرير مبكر عن مواجهة مشاكل فنية في آلية التصويت في مقاطعة بروكلين التابعة لولاية نيويورك، لكن أحد المسؤولين غرد بأن المشاكل التقنية في بورو بارك تم حلها في تمام الساعة 8:11 صباحًا بالتوقيت المحلي.
شروط الفوز
ومن أجل الفوز، يجب أن يحصل المرشح على أغلب أصوات كبار الناخبين، والبالغة 270 من أصل 538، والتي تمنح بشكل نسبي على مستوى الولايات.
وستتجه كل الأنظار بعد التصويت مباشرة إلى فلوريدا بداية، وهي إحدى الولايات الحاسمة في الانتخابات، ومن دون الفوز بهذه الولاية -التي سبق أن كسبها عام 2016- ستكون المهمة شبه مستحيلة أمام دونالد ترامب للبقاء في البيت الأبيض.
في المقابل، في حال فاز ترامب في فلوريدا -حيث المنافسة محتدمة جدا مع بايدن في استطلاعات الرأي- سينصب الاهتمام على بنسلفانيا، مسقط رأس المرشح الديمقراطي.
وتظهر استطلاعات الرأي فيها تقدما لنائب الرئيس السابق، لكن الفارق قريب من هامش الخطأ.
وثمة ترقب كبير لنتائج المرشحين إلى الكونغرس؛ إذ إن هامش تحرك الرئيس المقبل رهن بالأغلبية في مجلسي النواب والشيوخ.