حذر المركز الفلسطيني لحقوق الإنسان من تداعيات توقف محطة توليد الاكسجين في مستشفى بقطاع غزة على حياة مئات المرضى.
وتوقفت مساء أمس الأربعاء 4/11/2020، محطة توليد الأكسجين في مستشفى "شهداء الأقصى" وسط قطاع غزة عن العمل، وذلك بعد مماطلة سلطات الاحتلال الإسرائيلية في الموافقة على توريد قطع الغيار اللازمة لصيانتها.حسب المركز
وأفاد المهندس بسام الحمادين، مدير عام الهندسة والصيانة في وزارة الصحة بقطاع غزة، لباحث المركز الفلسطيني أن محطة توليد الأكسجين في مستشفى "شهداء الاقصى" تعرضت لأعطال خلال الأيام السابقة، وتطلب اصلاحها مواد وقطع غيار غير متوفرة في قطاع غزة، وتتوفر في مخازن شركة صندوقة في القدس المحتلة. وقد طلبت الوزارة من شركة صندوقة توريد قطع الغيار اللازمة لصيانتها، غير أن سلطات الاحتلال الاسرائيلية ماطلت في اعطاء الموافقة على إدخال قطع الغيار، مما تسبب في توقف محطة الأكسجين عن العمل مساء أمس الأربعاء. وأضاف الحمادين أن توقف محطة توليد الأكسجين سوف ينعكس بشكل سلبي على أوضاع 100 مريض في أقسام المستشفى المختلفة، و9 مرضى في غرف العناية المركزة، و12 طفلاً (خدج) في حضانات الأطفال، عدا عن توقف 5 غرف عمليات جراحة عامة وجراحة نساء (توليد قيصري).
المركز الفلسطيني جدد تحذيره من التداعيات الخطيرة على حياة المرضى في مستشفى "شهداء الاقصى"، مُذكرا بأن المرافق الصحية في قطاع غزة تعاني أصلاً، من تدهور خطير ناجم عن سياسة الحصار الذي تفرضه سلطات الاحتلال الإسرائيلية على القطاع منذ 14 عاماً، وناتج أيضاً عن تداعيات الانقسام الفلسطيني الداخلي والمناكفات السياسية.
وقد نجم عن ذلك هشاشة النظام الصحي في قطاع غزة، ونقص دائم في قائمة الأدوية الأساسية، والأجهزة الطبية، ونقص الكادر الطبي المتخصص، وهو ما جعله في الأوقات العادية، عاجزاً عن تلبية الاحتياجات الأساسية الطبية لسكان القطاع.حسب المركز
ووفقاً لوزارة الصحة في غزة، فإن مستودعات الأدوية المركزية تعاني نقصاً حاداً وخطيراً في قائمة الأدوية الأساسية، حيث بلغ عدد الأصناف الصفرية من الأدوية 244 صنفاً من أصل 516 صنفاً، وبنسبة عجز وصلت إلى 47.2%، فيما يبلغ عدد الأصناف التي يكفي رصيدها لأقل من 3 شهور 69 صنفاً (13.3%). كما تعاني مستودعات الأدوية المركزية نقصاً حاداً وخطيراً في قائمة المستلزمات الطبية الأساسية، حيث بلغ عدد الأصناف الصفرية 278 صنفاً من أصل 853 صنفاً، بنسبة عجز وصلت إلى 32.5%، فيما يبلغ عدد الأصناف التي يكفي رصيدها لأقل من 3 شهور 69 صنفاً (8%).حسب المركز
جدير بالذكر أن سلطات الاحتلال الاسرائيلية تفرض منذ 14 عاماً قيوداً مشددة على توريد السلع التي تصنفها على أنها “مواد مزدوجة الاستخدام”، حيث تضع السلطات الاسرائيلية رسمياً على قائمة المواد مزدوجة الاستخدام 62 صنفاً، تحتوي على مئات السلع والمواد الأساسية. وتعتبر المواد المدرجة على قائمة المواد مزدوجة الاستخدام أساسية لحياة السكان، ويساهم فرض القيود على توريدها في تدهور الجهاز الطبي، وتدهور الأوضاع الاقتصادية، وأوضاع البنية التحتية.
المركز الفلسطيني لحقوق الإنسان عبر عن خشيته من انهيار الأوضاع الصحية في قطاع غزة، مؤكدا على أن المسؤولية الأولى في توفير الإمدادات الطبية لسكان قطاع غزة تقع على إسرائيل، وذلك وفقاً للمادتين 55 و56 من اتفاقية جنيف الرابعة لعام 1949.
ودعا المجتمع الدولي ومنظمة الصحة العالمية إلى الضغط على إسرائيل من أجل إجبارها على الالتزام بواجباتها، والسماح بإدخال كافة الاحتياجات الطبية إلى قطاع غزة، وخاصة الأجهزة والمعدات الطبية اللازمة للفحص الطبي لفيروس كورنا.