طالب ممثلو منظمات صحية حكومية وأهلية ومختصون صحيون المجتمع الدولي ومؤسساته المختلفة بالعمل تجاه تزويد القطاع الصحي فيبكافة الاحتياجات اللازمة من أجهزة وفحوصات مخبرية لمو قطاع غزة اجهة جائحة كورونا.
كما طالبوا المجتمع الدولي بالضغط على حكومة الاحتلال لإنهاء لرفع الحصار الجائر عن قطاع غزة ووقف الانتهاكات بحق الطواقم والمنشآت الطبية وتسهيل عمل المؤسسات الإنسانية والصحية وضمان حرية حركة المرضى والطواقم الطبية خارج قطاع غزة.
ودعوا، خلال الجلسة الثالثة من مؤتمر شبكة المنظمات الأهلية الفلسطينية بعنوان "دور منظمات المجتمع المدني في مواجهة تداعيات جائحة كورونا"، بالشراكة مع مؤسسة "فريدريش ايبرت" الألمانية إلى ضرورة استمرار التعاون والتنسيق بين مختلف المنظمات الصحية لرفع الوعي وتعزيز التواصل مع المجتمع ودمجه في عملية الاستجابة لإجراءات احتواء الفيروس.
وكما طالبوا بدعم ومساندة المنظمات الأهلية التي تأثرت بالجائحة، لتمكينها من العودة والاستمرار بتقديم الخدمات للمجتمع الفلسطيني، وخاصة للفئات الهشة.
وخلال الجلسة، التي أدارها الدكتور مروان أبو ناصر، أشار إلى حجم المعاناة التي يعيشها قطاع غزة في ظل التحديات الكبيرة والضخمة التي يواجهها من الاحتلال والحصار والانقسام والوضع الصحي المتدهور.
وتحدث الدكتور عائد ياغي منسق القطاع الصحي في المنظمات الأهلية ومدير جمعية الاغاثة الطبية في ورقته بعنوان "الوضع الصحي ودور المؤسسات الصحية في مواجهة جائحة كورونا" عن أهم التحديات التي تواجه المنظمات الأهلية الصحية وفي مقدمتها انتهاكات الاحتلال والانقسام السياسي واستمرار انخفاض التمويل والدعم الخارجي وعزوف الممولين عن تمويل الأنشطة المختلفة في ظل جائحة كورونا. وبالإضافة إلى عدم وجود موازنات خاصة بالطوارئ لدى المنظمات الأهلية، مما زاد عبء المؤسسة البشري والمالي في المحاولة للاستجابة لمتطلبات الأزمة بالتمويل المتاح.
وأكد الدكتور ياغي أن الاستجابة لاحتياجات المواطنين الصحية وخاصة للفئات الهشة أصبحت تحديا للمنظمات الصحية الأهلية في ظل شح الموارد مشددا على ضرورة تعزيز التنسيق بين مختلف الأطراف مقدمة الخدمات الصحية.
وفي ورقته بعنوان "التحديات والتدخلات" أكد مدير عام التعاون الدولي بوزارة الصحة الدكتور عبد اللطيف الحاج على أن الأوضاع الصحية لا تتحسن بل تسوء أكثر في ارتفاع نسب الفقر والبطالة والانخفاض الملحوظ في تمويل المشاريع الصحية ولا سيما في تلك المشاريع التي يمكن أن تصلح ديمومة الخدمات الصحية المقدمة للمواطن، حيث تقدم المستشفيات الحكومية ما نسبته 94% من هذه الخدمات.
وأشاد الحاج بالتنسيق والتكامل في المشاريع مع مقدمي الخدمات الطبية الأولية مثل وكالة الغوث والمنظمات الأهلية العاملة في القطاع الصحي.
وأضاف أنه في ظل هذا الوضع السيء دخلت المنظومة الصحية في مرحلة جديدة هي انتشار فيروس كورونا في المجتمع ولا نعلم في أي وقت يمكن أن نصل إلى مرحلة التعافي ولا أحد يعلم كم ستستمر الجائحة.
واشار الى ان عدد المصابين من الطواقم الطبية زاد على 200 تقريبا ويشير ذلك إلى الأهمية المسبقة لتدريب وتوجيه العاملين في المجال الصحي على الإجراءات الصحيحة لمواجهة الفيروس والتي كان من المفترض العمل عليها قبل اكتشاف أول إصابة في شهر أغسطس 2020.
وأنهى الحاج حديثه بشرح خطة المؤشرات التي وضعتها الوزارة للمراقبة ومتابعة الإجراءات التي يتوقع اتخاذها عند هذه النقاط في المجتمع وفي ظل القدرات الاستيعابية المتاحة في القطاع الصحي.
ومن جهتها أشارت نائب مدير برنامج صحة العائلة بالأونروا رندة زقوت في ورقتها حول "تجربة غزة في إدارة أزمة كورونا" إلى أنظمة الرعاية الصحية في غزة مرهقة وتكافح من أجل التأقلم ومواجهة الأزمة، مؤكدة على أن الخلاص الوحيد من خلال مواصلة بذل كل جهد ممكن لاحتواء الفيروس من خلال الإجراءات التي تم تنفيذها وإلا ستكون أزمة صعبة على أنظمة الرعاية الصحية المنهكة.
وأكدت أن الأونروا اتخذت إجراءات عاجلة لتأمين معدات الوقاية الشخصية للعاملين لديها في القطاع الصحي، حيث أنها تعتبر حمايتهم أهم الأولويات لأنهم العنصر الأساس لنجاح واستمرار الدعم في هذه الأزمات.
وبدوره تحدث منسق منتدى الصحة عبد الناصر صبح في ورقته حول "الاستعدادات في الوضع الحالي والمستقبلي" عن الأهداف التي تساعد على الجهوزية والاستجابة لفيروس كورونا من تعزيز التنسيق ومشاركة المعلومات والمناصرة، والتواصل مع المجتمع ودمجه في عمليات الاستجابة، وتعزيز إجراءات منع العدوى والتلوث لحماية المجتمع والعاملين الصحيين.
وأشار صبح إلى دور منتدى قطاع الصحة في تعزيز جهوزية المستشفى المخصص للحالات المصابة بالفيروس من خلال إمداد وزارة الصحة بالمعدات والأجهزة وخاصة للعناية المركزة. إضافة لتقديم التدريب لمئات العاملين في المجال الصحي على إجراءات منع العدوى والتلوث.
ودعا صبح إلى ضرورة استمرار التعاون والتنسيق بين مختلف القطاعات الأممية والدولية والمحلية لما فيه صالح الإنسان في قطاع غزة.
وكان مدير شبكة المنظمات الأهلية أمجد الشوا افتتح الجلسة بالترحيب بالحضور في القاعة وعلى منصة الزوم وأضاف قائلاً "إن هذه الجلسة هي الجلسة الختامية للمؤتمر الذي تم تنظمه الشبكة على مدار أسبوع"
وأضاف الشوا أن المؤسسات الصحية الفلسطينية تمثل خط الدفاع الأول في مواجهة الجائحة والتحديات، ووجه بالشكر لجميع الطواقم الطبية من أطباء وممرضين ومهنيين على جهدهم الذي يقومون به وبخاصة الذين أصيبوا بفيروس كورونا أثناء تأديتهم لواجبهم.
وأكد الشوا على أهمية الاستفادة من الخبرات والجهود التي بُذلت وضرورة تعزيز الشراكات بما يساعد الجميع على القيام بدوره والنهوض في ظل التحديات التي نواجهها جميعا.
أما أسامة عنتر، مدير برامج مؤسسة "فريدريش إيبرت"، فقد أشاد بأنشطة المشروع المتميزة لهذا العام من حيث إصدار أوراق بحثية في عدة مجالات وشكر مقدمي هذه الأوراق على مشاركتهم وأشار إلى التطلع مستقبلا حيث من المهم التفكير بآليات التعامل في المجال الصحي حال استمرار الجائحة لفترات أطول وتحديد استراتيجيات ممنهجة مرتبطة بالفترات الزمنية المحددة.