صدر حديثا عن مجموعة بيت الحكمة للصناعات الثقافية بالقاهرة الترجمة العربية لإثنين من أهم الكتب الصادرة باللغة الصينية حول جهود الصين لمكافحة مرض فيروس كورونا الجديد (كوفيد-19)، وهما كتابا "يوميات معركة الصين مع كوفيد-19" و "ووهان المحاصرة"، وذلك لتحقيق الاستفادة العالمية من الخبرات الصينية في مواجهة الفيروس.
ويروي كتاب "يوميات معركة الصين مع كوفيد-19"، حكايات ويوميات الشعب الصيني مع مرض "كوفيد-19" منذ ظهوره في بدايات العام الجاري، وحرر الكتاب اعتمادا على التقارير والسجلات اليومية المتعلقة بتفاصيل معركة الصين مع المرض، وهي تقارير إعلامية صادرة عن الصحف والمحطات الإعلامية، بهدف تسجيل ونشر كل ما يخص تلك الفترة الاستثنائية من التاريخ الصيني.
وصدر الكتاب باللغتين الصينية والإنجليزية عن دار النشر باللغات الأجنبية ببكين، وترجمته إلى العربية إيمان سعيد .
ويقول الدكتور أحمد السعيد رئيس مؤسسة بيت الحكمة، إن كتاب "يوميات معركة الصين مع كوفيد-19"، والذي ترجم إلى 21 لغة وصدر في العديد من البلدان، يعد مؤشرا ودليلا لكل فرق مكافحة المرض في العالم، بما فيهم العاملون بالقطاعات الطبية وغيرها من القطاعات التي لم تدخر جهدا في صد ومواجهة المرض وتذليل الصعوبات المترتبة على تفشي المرض في كل أنحاء العالم.
وأضاف السعيد، أن الكتاب يعتمد على شهادات قطاعين أساسيين في المواجهة، وهما القطاع الطبي المكون من الفرق الطبية بمختلف مسؤولياتها من الأطباء والممرضين والمسعفين وغيرها بمدينة ووهان التي شهدت بداية انتشار فيروس كورونا الجديد بمقاطعة هوبي، وكذلك المرضى وذويهم وتلك اللحظات الحرجة التي شهدتها مئات الأسر الصينية بالمدينة وغيرها من المدن الصينية.
وأوضح أن الكتاب يستعرض أيضا سجلا لأهم القرارات الرسمية الصادرة بالصين خلال الفترة من 23 يناير الماضي وحتى 23 فبراير الماصي، ويسرد بشكل يومي ما قامت به الصين حكومة وشعبا على مدار شهر كامل منذ الإعلان عن المرض حتى القدرة على حصاره في بؤر محددة، وهي الغمة السوداء التي لم تشهد الصين مثيلا لها في تاريخها الحديث.
ونوه رئيس مؤسسة بيت الحكمة إلى أن كتاب "يوميات معركة الصين مع كوفيد-19" تضمن شهادات يومية لشهود عيان من فئات المجتمع الصيني المختلفة كل منهم يحكي من زاويته ما مر به خلال هذا الشهر العصيب الثقيل على أنفس الصينيين.
ولفت إلى أنه بتجميع هذه الشهادات والأخبار والقرارات والسجلات نتمكن من تشكيل صورة واضحة مكتملة عن تجربة الصين الفريدة في كبح خطر المرض وصد هجماته التي كانت في البداية كريح عاتية تعصف بكل شيء.
وأكد أن هذا الكتاب يعد دليلا علميا لطريقة المكافحة الشاملة للمرض وسجلا حيا لما مرت به الصين وخريطة توضيحية لما يمكن أن تقوم به حكومة وشعبا يدا بيد في مواجهة خطر يسلب الأروح وينشر الظلام.
كما صدر أيضا كتاب بعنوان "ووهان المحاصرة.. حكايات التحدي والصمود"، والذي يكشف تفاصيل وأسرار أول ظهور لمرض فيروس كورونا الجديد بالصين وحكايات الإغلاق التام لمدينة ووهان وتفاصيل يومياته، وكيف تعاملت الصين مع المرض الذي سرعان ما تفشى في المدن والمقاطعات الصينية إلى أن صار مرض عالميا.
ويرصد الكتاب الذي يحوي أسرارا تنشر لأول مرة بالعربية تحركات الصين على اختلاف مستوياتها وعلى رأسها الجهاز الطبي لمكافحة المرض، وقد صدر الكتاب باللغتين الصينية والإنجليزية عن دار النشر باللغات الأجنبية ببكين، وترجمته إلى العربية أميمة مصطفى .
ويضم كتاب "ووهان المحاصرة" الصادر عن مجموعة بيت الحكمة للصناعات الثقافية ضمن سلسلتها المتعلقة بمرض "كوفيد-19"، مجموعة مختارة من التقارير والمقالات المنقولة عن التسجيلات والتغطيات الإعلامية الواقعية بداية العام الجاري، والتي شهدت ظهور أول إصابة بفيروس كورونا الجديد، حيث تحوي التقارير الواردة تفاصيل ويوميات أفراد الطواقم الطبية وكل من هم على الخطوط الأمامية لمواجهة المرض، بل ويوميات المصابين أنفسهم وتفاصيل ما شهدوه خلال تلك الفترة العصيبة من تاريخ الصين المعاصر.
وقد استقبلت الصين عام 2020 استقبالا استثنائيا، حيث استيقظت مدينة ووهان الصينية وهي المدينة الأكثر حيوية وكثافة سكانية في مقاطعة هوبي، على عاصفة لم تشهدها من قبل، وهي ظهور فيروس كورونا الجديد وانتشاره بين عشرات المصابين في الأيام الأولى من العام الصيني الجديد، ولم يكن أمام الصين سوى مواجهة المرض بالاستعانة بخبرات الأجهزة الصحية والإدارية التي واجهت فيروس سارس في مطلع الألفية الثانية وتمكنت من التغلب عليه في وقت قصير.
وأصدرت مجموعة بيت الحكمة للثقافة بالتعاون مع أكثر من عشر جهات حكومية صينية وعربية العديد من الإصدارات المترجمة عن الصينية لمواجهة فيروس كورونا، وقد نشرتها مجموعة بيت الحكمة مجانا في صيغة إلكترونية لكل القراء بالعربية في العالم.
وتنوعت الإصدارات بين كونها أدلة شاملة للوقاية العامة من الفيروس لكل شرائح المجتمع، من الموظفين والأطفال وطلاب المدارس والجامعات، وأدلة نوعية تختص بالوقاية النفسية للمرضى وذويهم من المخالطين، بالإضافة إلى أدلة ذات طابع علمي طبي لكيفية التعامل مع النفايات الطبية في فترات الأوبئة والفيروسات.