- أسامة الأطلسي
تُشير أحدث الأخبار التي نقلتها مصادر إعلاميّة موثوقة في فلسطين إلى وجود نوع من التعثّر في مسار المصالحة الفلسطينية.
ورغم التقدّم المشهود له في الأشهر والأسابيع القليلة الماضية في سبيل إيجاد قاعدة عمل مشتركة بين مختلف الفصائل الفلسطينية فإنّ الأخبار الحاليّة تُشير إلى وجود نقاط خلافيّة جوهرية بين فتح وحماس.
أحرز مشروع المصالحة أشواطًا مهمّة منذ انطلاقه. كان من المستبعد منذ البداية أن تختار حركتا فتح وحماس هذا المسار، لكنّ معظم الخبراء السياسيّين اعتبروا توجّه فتح وحماس منطقيّا في ظلّ التحدّيات التي يواجهها جميع الفلسطينيّين بدون استثناء.
في الأسابيع الماضية، أعلنت حركتا فتح وحماس عن الاتفاق على إجراء انتخابات فلسطينية موحّدة وجامعة في آجال لا تتجاوز ستّة أشهر.
اعتُبر هذا الإعلان تاريخيًّا، في حين لم يتحمّس له بعض الخبراء والسياسيّين، لاعتبارات كثيرة، من بين أهمّها أنّ فتح وحماس تراكمان الخلافات وتتجاهلان البون الشاسع في الرؤى السياسيّة إضافة إلى إشكالات الماضي التي لا تزال عالقة إلى حدّ اللحظة الحاليّة.
جدير بنا أن نذكر أنّ تراشق التهم والتخوين المتبادل كان على أشدّه بين فتح وحماس إلى وقت قريب جدّا ، وهو ما يجعل البعض لا يتحمّس للتقدّم المُحرز حاليّا نظرًا لتعقيد الواقع في الكواليس.
وبالعودة إلى الأخبار الواردة، نقلت صحف فلسطينية محلّية تصريحات لبعض قياديّي فتح، اتّهموا فيها نظيرتهم حماس بتعطيل مسار المصالحة , حيث يرى هؤلاء أن زعيم المكتب السياسي لحماس إسماعيل هنية غير متحمس للمشروع الوطني الفلسطيني التي تسعى فتح لإقراره عبر المصالحة. وقد أكّدت مصادر مطّلعة نشرتها الصحف ذاتها أنّ قياديّا داخل فتح يزعم أنّ حركته تمتلك وثيقة تتضمن موافقة حركة حماس على تقديم تنازلات كبيرة، إلّا أنّ يحيى السنوار، القياديّ بحركة حماسّ، وبعضا من القياديّين الآخرين داخل الحركة يُعارضون فحوى هذه الوثيقة، وهو ما يجعل الطريق مسدودًا حاليّا نحو إحراز تقدم حقيقي في مسار المصالحة.
تجدر الإشارة هنا أن حماس كانت قد وافقت في وقت سابق على التنازل عن طلباتها في خصوص انتخابات المجلس التشريعي الأمر الذي باركته القاهرة ووعد هنية بإقراره لدى لقاءه ببقية القيادات في زيارته المرتقبة للإمارات العربية المتحدة .
يبدو أنّ مسار المصالحة الفلسطينية قد بلغ طريقًا مسدودًا في الآونة الأخيرة. يتساءل المراقبون: هل ستتمكن فتح وحماس من إيجاد حلّ للأزمة التي تلوح بالأفق أم أنّ مسار المصالحة سيصل عن قريب إلى نهايته ؟
جميع المقالات تعبر عن وجهة نظر أصحابها وليس عن وجهة نظر وكالة قدس نت