تهدر إسرائيل كل عام حوالي 2.5 مليون طن من الطعام، وهو ما يشكل حوالي ثلث الإنتاج الغذائي المحلي لإسرائيل.
وأظهر تقرير يتعلق بعام 2019 لجمعية ليكيط إسرائيل، وهي الجمعية الوحيدة في إسرائيل التي تعمل في مجال توفير الغذاء، ووزارة حماية البيئة ويتضمن للمرة الأولى حسابا للثمن البيئي الناتج عن هدر الطعام وفقدانه في إسرائيل، أن كمية الطعام المهدرة مماثلة لكمية عام 2018 وهي حوالي 2.5 مليون طن.
ووفقا للتقرير، فإن الغالبية العظمى من الخسائر في مرحلة البيع بالتجزئة والتوزيع والاستهلاك كان سببها ظروف التخزين غير الملائمة وعمليات شراء المواد الغذائية غير الضرورية من قبل المستهلكين.
وكشف التقرير أيضا أن مخلفات الطعام في إسرائيل مسؤولة عن ستة في المائة من انبعاثات غازات الاحتباس الحراري في إسرائيل وعن أضرار بيئية بتكلفة تبلغ 3.2 مليار شيقل إسرائيلي جديد سنويا (حوالي 947 مليون دولار أمريكي).
إضافة إلى ذلك، تقدر التكلفة الناجمة عن تلوث الهواء وانبعاثات خمسة ملايين طن من الغازات المسببة للاحتباس الحراري بنحو مليار شيقل سنويا (حوالي 296 مليون دولار أمريكي).
وتقدر كمية النفايات الناتجة عن فقد الطعام حوالي 1.9 مليون طن أي حوالي ثلث حجم النفايات في إسرائيل، وتقدر تكلف معالجتها 800 مليون شيقل إسرائيلي سنويا (236 مليون دولار أمريكي).
إلى جانب ذلك، فإن الغذاء غير المستهلك في إسرائيل يهدر مليون متر مكعب من المياه، و190 مليون متر مكعب من مياه الصرف الصحي المعالجة، حيث تطلب الغذاء المفقود مليون دونم من الأرض لزراعتها واستخدام حوالي 50 ألف طن من الأسمدة الملوثة.
ووفقا للتقرير، فإن فقد الغذاء مسؤول عن انبعاث 3000 طن من الأمونيا التي تسبب تلوث الهواء ومصادر المياه.
وذكر التقرير أن حوالي 55 في المائة من الضرر ناتج عن التخلص من المواد الغذائية بالفعل في الشركة المصنعة، حيث يكون التأثير البيئي في هذه المرحلة أكبر، حيث أن له أيضا آثار تتعلق بمعالجة النفايات بالإضافة إلى تكلفة زراعة الغذاء.
وأظهر التقرير أن إهدار الغذاء المتعلق بالحيوانات يقدر بـ 6.2 شيقل للكيلوجرام للحوم (1.84 دولار)، و2.3 شيقل للكيلو جرام من منتجات الألبان.(0.68 جرام).
ووفقا لمعدي التقرير، فإن فقدان الطعام في مرحلة البيع بالتجزئة والتوزيع في إسرائيل يشبه الوضع في الدول المتقدمة على الرغم من أنه كان من المفترض أن يكون أطول بسبب الحرارة العالية، الأمر الذي يدل على أن إدارة الاحتياطيات الغذائية في البلاد فعالة نسبيًا.
وأوصى التقرير بفرض رسوم على إلقاء النفايات في المحال التجارية للحد من فقد الغذاء، الأمر الذي سيشجع الشركات على التبرع بالطعام بدلا من التخلص منه، إضافة إلى إعادة فحص سياسة تاريخ انتهاء الصلاحية لبعض المنتجات الغذائية.
كما أوصى التقرير بتوفير دعم حكومي للمشاريع التي تعمل على تقليل فقد الغذاء، وفصل النفايات بشكل فعال لاستخدامها كأسمدة للزراعة.
وقال حاجيت أولنوفسكي أحد مؤسسي منتدى التغذية المستدامة وخبير في الصحة والبيئة في التقرير ان "الحد من هدر الطعام ليس بعد هدف دولة إسرائيل كجزء من التزامها باتفاقية باريس".
وأضاف أولنوفسكي "التقرير يثبت أن هدف الحد من هدر الطعام يجب أن يضاف إلى الالتزام الإسرائيلي وبالطبع هدف تقليل استهلاك الغذاء الحيواني هو أيضا أفضل".
ويرى أولنوفسكي أن إسرائيل مكتظة بالفعل وتعاني من نقص حاد في الأراضي الزراعية والمياه النظيفة، ومعدل نمو مرتفع للغاية ومماثل للبلدان النامية، مضيفا "طبيعتنا وتنوعنا البيولوجي والأماكن المفتوحة تختفي بوتيرة مذهلة"، داعيا الى ضرورة التحرك على الفور لتقليل هدر الطعام في إسرائيل.