قال محافظ القدس عدنان غيث بمناسبة الذكرى السادسة عشر لرحيل الرئيس ياسر عرفات "أبو عمار" : في مثل هذا اليوم اتشحت فلسطين بالسواد حين غادرها مُفَجِّر الثورة ورمز الشعب الفلسطيني بل ورمز وعنوان كل المضطهدين من أحرار الأمة الرافضين سياسات الذل والخنوع، تاركاً خلفه إرثاً نضالياً ومنجزات وطنية ما زالت قائمة تنهل منها الأجيال لمواصلة الكفاح من أجل التَّحَرُّرِ وبناء أسس الدولة الفلسطينية. فياسر عرفات لم يكن مجرد مُقاتل يحمل بندقية، وإنما كان زعيماً مُلهماً ومؤسساً سعى جاهداً لترسيخ دعائم الدولة الفلسطينية بدءاً بمنظمة التحرير ودوائرها المختلفة التي عُنيت بكافة جوانب الحياة النضالية والاجتماعية والاقتصادية والثقافية والسياسية وغيرها لشعبنا الفلسطيني العظيم وصولاً لتأسيس السلطة الوطنية الفلسطينية في الرابع من شهر أيار عام 1994 كنقطة بداية على طريق الدولة المستقلة."
وأضاف غيث أن " الشهيد أبو عمار كانت بوصلته القدس ومقدساتها والصلاة في مسجدها الأقصى المُبارك أولى القبلتين وثاني المسجدين وثالث الحرمين الشريفين، وكان بمثابة الضوء الذي أنار النفق المظلم لمسيرة كفاح النضال الوطني الفلسطيني وأضاءة دروب العاشقين لفلسطين وترابها المقدس.
حيثُ كان يُردد رحمه الله عبارة "على القدس رايحين شهداء بالملايين"، في إشارةٍ واضحة لَا لَبْسَ فِيهَا أن الطريق إلى القدس معبدة بالتضحيات ومستمرة حتى نَيْل شعبنا حقوقه الثابتة المشروعة بتحرير الأرض والإنسان وإقامة الدولة الفلسطينية الْمُسْتَقِلَّة وعاصمتها القدس الشريف."
موضحاً أنه " ليس من الغريب أن تصادف هذه الذكرى رحيل الأخ المناضل ابن فلسطين البار الدكتور صائب عريقات، وارتقاء الشهيد القائد الأسير البطل كمال أبو وعر إنما هي تأكيد على أنها طريق الأحرار والشرفاء ودرب المخلصين". مُعرباً عن تعازيه وصادق مواساته بوفاة المغفور لهم بإذن الله تعالى، سائلاً المولى عز وجل أن يتغمدهم بواسع رحمته ويسكنهم الفردوس الأعلى مع الصديقين والأنبياء والشهداء والصالحين، ويلهم أهلهم وذويهم وأبناء شعبنا جميل الصبر والسلوان وحسن العزاء.
محملاً الإحتلال الإسرائيلي "مسؤولية ارتقاء الشهيد أبو وعر أثر الإهمال الطبي المتعمد من قبل إدارات السجون بحقه وحق أسيراتنا وأسرانا البواسل والذي يمعن في ارتكاب كافة سياسات التنكيل والقمع لكسر إرادتهم متناسياً أنهم الأحرار رغم القيد."
ودعا غيث المجتمع الدولي إلى "تحمل مسؤولياته إزاء ما يجري بحق أسرانا وأسيراتنا القابعين خلف القضبان"، مُذكراً أن "هناك منهم مَنْ مَضَى على اعتقاله قرابة الأربعون عاماً". مقدماً الشكر والثناء لِكُلّ من "وقف وما زال إلى جانب قضايا شعبنا العادلة" مؤكداً في الوقت نفسه أنه "لمن المعيب أن يقف العالم بأسره صامتاً عاجزاً عن وقف ما يرتكب بحق شعبنا ومقدساتنا وأرضنا من مجازر وهدم واعتقال وإبعاد واستيطان ولجوء وتهويد على مرأى العالم أجمع. بل وإن ما تَنَاوَلَتْه وكالات الأنباء مؤخراً حول زيارة مرتقبة في وسط الأسبوع القادم لِوَزِير خَارِجِيَّة الولايات المتحدة الأمريكية لمواقع استيطانية في الأراضي المحتلة إنما يؤكد أن إدارة ترامب مُنْذ توليها مهامها مارست خطوات انتقامية وغطرسةٍ غير مسبوقة لا ترتقي لأدنى معايير الدبلوماسية في صورةً انقلبت فيها على كل الأعراف والمواثيق والشرعية الدولية جوبهت بصلابة وصبر وثبات أبناء شعبنا وقيادته وعلى رأسها السيد الرئيس محمود عباس حفظه الله
وحيا غيث أبناء الشعب الفلسطيني في كافة أماكن تواجدهم في الضفة والقدس وغزة هاشم ومخيمات الشتات والعالم. "خاصةً القابضين على الجمر المرابطين المدافعين بصدورهم العارية عن الأرض التي بارك الله حولها قدس العروبة والبطولة والفداء من مرابطين ومرابطات حملوا أمانة الأنبياء والرسل بكل شموخ وعنفوان وكبرياء ".
مؤكداً أن" النصر آت رغم ظلم الظالمين وجبروت المحتلين وهرولة وتخاذل الخائنين المطبعين فبإرادتنا وعزيمة أبناء شعبنا سيبزغ فجر الحرية وسيرفع علم الْقَضِيَّة فِلَسْطِين الْأَبِيَّة على أسوارها وكنائسها ومساجدها شاء من شاء وأبى من أبى وهذا ليس على الله ببعيد."