- عماد عفانة
كثيرة هي البيانات التي صدرت تارة عن السلطة في رام الله، وتارة عن مختلف القوى والفصائل، والتي تصف زيارة وزير الخارجية الأمريكي مايك بومبيو المزمعة إلى مستوطنات في الضفة الغربية بالعدوان على حقوق الشعب الفلسطيني.
فاذا كان اعتزام وزير الخارجية الأمريكي مايك بومبيو، زيارة مغتصبات في الضفة الغربية والجولان المحتل، يمثل عدوانا أمريكيا على حقوق شعبنا الفلسطيني وأمتنا العربية، فان العدوان لا تردعه البيانات.
اذا كان تدنيس المقبور شارون للمسجد الأقصى المبارك سنة 2000م، ألهبت مشاعر كل فلسطيني وعربي حر، وأشعلت انتفاضة الأقصى التي استمرت نحو خمس سنوات، وأوصلت ردها وغضبها للعدو ممهور بالدم والكرامة.
فان قوى شعبنا الحية بات عليها أن تتعامل مع زيارة وزير الخارجية الأمريكي مايك بومبيو بذات الطريقة، وأن توظف الزيارة لإلهاب مشاعر الأحرار، وصولا لإشعال انتفاضة تكنس الاحتلال ومغتصباته عن أرضنا.
عدوان بومبيو ليس منقطع عما بات يسمى بسرقة القرن، وتطبيق ما تبقى من بنودها قبل انصرافها غير مأسوف عليها من البيت الأبيض.
لذا فان التعامل مع العربدة والبلطجة الأمريكية مع حقوق شعبنا الفلسطيني، بات يتطلب ردا بذات المستوى والقوة.
السلوك الأمريكي لا يقيم وزنا للقرارات الدولية والأعراف الإنسانية، فهي لا تسري إلا على الضعفاء، وما وضعت إلا لخدمة مصالح وأطماع القوى الاستعمارية، ولم يعد واجبا علينا التعامل مع هذه الاهانات والانتهاكات بسكب مزيد من الحبر الأسود على الأوراق البيضاء، بل بسكب دم العدو الأزرق على الروابي الخضراء.
تثبت الإدارة الأمريكية يوما بعد يوم، حجم التضليل الذي تمارسه مع موقعي اتفاقات التطبيع مع العدو من العربان، فها هو وزير خارجية أمريكا يدشن كأول رئيس للدبلوماسية الأمريكية بنفسه وبحضوره الشخصي تنفيذ مخطط الضم الذي زعموا أنهم أوقفوه بتطبيعهم وعارهم.
سئم شعبنا وهو يطالب قيادات الفصائل والسلطة بضرورة الاسراع في ترتيب كامل للحالة الفلسطينية، وبات على أصحاب الأقدام الثقيلة والبنادق المسنونة ترتيب البيت الفلسطيني بطريقتهم الحازمة.
فليشتعل مصنع النبيذ في مغتصبة بساغوت في الضفة المحتلة ناراً، ولتهتز الجولان المحتل تحت أقدام بومبيو.
جميع المقالات تعبر عن وجهة نظر أصحابها وليس عن وجهة نظر وكالة قدس نت