- د. فايز أبو شمالة
وزير الخارجية السعودية ينفي عقد لقاء بين نتانياهو ومحمد بن سلمان في مدينة نيوم التي تم إنشاؤها قبل سنوات شمال شرق البحر الأحمر، ويؤكد الوزير السعودي أن اللقاء تم بين مسؤولين أمريكيين وولي العهد محمد بن سلمان، جاء هذا النفي بعد أن تعمد مسؤول إسرائيلي أن يفضح هذا اللقاء لغرض في نفس يعقوب.
النفي السعودي يعكس الخوف من رد فعل جماهير الأمة العربية والإسلامية لمثل هذه اللقاءات، ويعكس النفي رغبة السعودية في ترتيب العلاقة مع الإسرائيليين بهدوء وسرية، لذلك فإن نفي وزير الخارجية لا يعني عدم انعقاد اللقاء، والدلائل كلها تشير إلى أن التقارب السعودي الإسرائيلي قد بات حقيقة، فدولة الإمارات والبحرين ما كانت لتجرؤ على التطبيع مع إسرائيل دون رضا السعودية، وعبور الطائرات الإسرائيلية سماء السعودية في طريقها إلى الإمارات ليؤكد على ذلك، وقد سبق وإن زار الجنرال السعودي أنور عشقي إسرائيل، وكان برفقته عضو اللجنة المركزية جبريل الرجوب، والتقيا مع رئيس جهاز الموساد الإسرائيلي.
اللقاءات التي تمت بين بن يامين نتانياهو وبن سلمان آل سعود كانت تحت رعاية وزير الخارجية الأمريكي بومبيو، ولهذه اللقاءات أهداف تتجاوز حل القضية الفلسطينية وفق منطق السعودية، اللقاءات لها علاقة بتحالفات بعيدة المدى بين إسرائيل وكل من السعودية والإمارات لمواجهة إيران، العدو الذي كان محور النقاش في مدينة نيوم السعودية، وهذا ما اكدته الأخبار التي تحدثت عن التقرب السعودي المفاجئ من تركيا، وكأن السعودية تهدف إلى تحييد تركيا، تحسباً لتطورات عسكرية لها انعكاساتها الإقليمية.
اللقاءات بين السعوديين والإسرائيليين تنسجم بشكل كبير مع لقاءات التنسيق الأمني بين رجال المخابرات الفلسطينية والإسرائيلية، وأزعم أن السعودية قد استحثت السلطة الفلسطينية للعودة إلى التنسيق الأمني كي تجد الذريعة لعقد اللقاءات، وتوقيع التفاهمات مع الإسرائيليين.
تصريح وزير الخارجية السعودي، الذي نفى عقد لقاء بين المسؤولين السعوديين الإسرائيليين لا يختلف كثيراً عن تصريح عضو اللجنة المركزية لحركة فتح جبريل الرجوب، الذي نفى مسؤولية التنسيق الأمني عن فشل لقاءات المصالحة، بل حمل الرجوب مسؤولية الفشل لحركة حماس التي طالبت بانتخابات متزامنة كما قال.
بعد ساعات من تصريح الرجوب، جاءت تصريحات محمود العالول، نائب رئيس حركة فتح، لتفضح الحقيقة، فقد تحدث العالول عن التوصل لتفاهمات مع إدارة الحملة الانتخابية للرئيس الأمريكي المنتخب جو بايدن، وأضاف العالول: إن التفاهمات المذكورة تتعلق بالإجراءات الواجب اتخاذها على المستوى السياسي ومستقبل العلاقات مع إسرائيل.
تصريحات العالول تفسر لكل غافل أسباب العودة السريعة للتنسيق الأمني، وتفسر لنا أسباب فشل المصالحة، وتصل بكل عاقل إلى نتيجة واحدة:
عندما وقفت السلطة الفلسطينية بين خيار التنسيق الأمني مع الإسرائيليين، أو التنسيق الوطني مع التنظيمات الفلسطينية لمواجهة الإسرائيليين، اختارت السلطة التنسيق الأمني، وأدارت الظهر للتنسيق الوطني، لتتناغم بذلك مع سياسة الدول العربية المطبعة مع العدو الإسرائيلي، على أمل الدخول في مفاوضات ماراثونية لمدة ربع قرن من جديد.
فهل تذوقت التنظيمات الفلسطينية مرارة خذلان القيادة الفلسطينية لتطلعاتهم في الشراكة؟
جميع المقالات تعبر عن وجهة نظر أصحابها وليس عن وجهة نظر وكالة قدس نت