- بقلم : د. يوسف صافى
رغم خسارة ترامب انتخابات الرئاسة الامريكية، يقوم بومبيو وزير خارجية امريكا بزيارة لهضبة الجولان ومستوطنات اسرائيلية وخصوصا مستوطنة "بساجوت" المقامة على اراض فلسطينية محتلة فى محافظة رام الله والتى تعتبر من وجهة نظر المجتمع الدولى "محتلة بشكل غير قانونى"، وهذا بالمناسبة تصرف ليس بجديد على ادارة الرئيس ترامب المنتهية ولايته، هذه الادارة التى اخذت على عاتقها تصفية القضية الفلسطينية فى تناقض صارخ للقانون الدولى والشرعية الدولية.
نعم هذا ديدن ادارة "ترمب"، وعليه لا يمكن لمن يملك الحدود الدنيا من العقل والقلب والسمع والبصر السليم ان يستغرب هذا السلوك المستهجن والمشين من قبل "بومبيو" والذى يأتى فى اطار استثمار ما تبقى له من وقت فى البيت الابيض من اجل دعم ثقافة اسرائيل الاستيطانية، وشرعنة الاستيطان، وتشجيع التوسع الاستيطانى وما يعنيه من سرقة ونهب للمزيد من الاراضى الفلسطينية المحتلة بقصد فاضح للقضاء على اية فرص لتحقيق حل الدولتين واقامة دولة فلسطينية مستقلة على حدود 1967 وعاصمتها القدس الشريف وما يعنيه من تصفية للقضية الفلسطينية جهارا نهارا.
وفى نفس السياق، من المهم التذكير بأن "بومبيو" نفسه قد قام فى العام 2019 بالغاء الرأى القانونى لوزارة الخارجية لعام 1978 الذى كان يؤكد على اعتبار المستوطنات الاسرائيلية المقامة فى الضفة الغربية "غير متوافقة مع القانون الدولى" وتحديدا قرارات مجلس الامن وخاصة قرار 2334 لعام 2016 المتعلق بوقف الاستيطان ومطالبة اسرائيل بوقف هذه السياسة. ان الغاء هذا الرأى القانونى من قبل "بومبيو" لم يأت سهوا أو عبثا، بل جاء ليشكل مرتكزا اساس لسياسة ادارة "ترمب" التى تتنكر بكل وضوح للشرعية الدولية وقرارات الامم المتحدة، والتى تقوم على تقويض الحقوق الشرعية لاقامة دولة فلسطينية مستقلة على حدود 1967 وعاصمتها القدس الشرقية.
فلسطينيا، فاننا امام تحديات جسام غير مسبوقة كلها تصب فى خانة تصفية القضية الفلسطينية جهارا نهارا، وهنا أرى اهمية التأكيد على مايلى:
أولا: اعداد رؤية فلسطينية تجاه مواجهة فاعلة هادفة واضحة البوصلة تقوم على قاعدة ضرورة اغلاق ملف الانقسام وسرعة انجاز الوحدة الوطنية، واجراء الانتخابات التشريعية، والرئاسية، والمجلس الوطنى، ومن ثم اعداد استراتيجية مواجهة وطنية يساهم فيها الكل الفلسطينى كمرتكز اساس لتجسيد الحرية والاستقلال،
ثانيا: تمتين علاقات فلسطين مع العمق العربى رؤساء، وملوك، وامراء، وبرلمانات، ونقابات واتحادات، وشعوب، وجامعة عربية بما يضمن اعادة اللحمة العربية تجاه موقف عربى واحد موحد يدعم حل القضية الفلسطينية ويعيد لها موقعها على رأس اولويات العالم على قاعدة حل الدولتين واقامة دولة فلسطينية على الاراضى الفلسطينية المحتلة 1967 وعاصمتها القدس الشريف.
ثالثا: تمتين علاقات فلسطين مع منظمة التعاون الاسلامى بما يضمن دعم الدول الاسلامية للموقف الفلسطينى فى هذا الظروف الصعبة.
رابعا: من الاهمية بمكان، الاستفادةة من خسارة "ترمب" فى انتخابات الرئاسة ومغادرته للبيت الابيض، وفوز "بايدن" فى انتخابات الرئاسة، وفوز السناتور (كامالا هاريس) بموقع نائب الرئيس والتى اكدت فى مقابلة لها مع شبكة الاخبار العربية صراحة وبما لا يقبل ألتأويل ان ادارة بايدن ستقوم بالغاء العديد من الخطوات التى اتخذتها ادارة ترامب فيما يتعلق بالفلسطينين، وستلتزم بحل الدولتين وستعارض اية خطوات احادية الجانب تقوض هذا الهدف، وستعارض الضم والتوسع الاستيطانى، وستتخذ خطوات فورية لاستعادة المساعدات الاقتصادية والانسانية للشعب الفلسطينى، واعادة فتح القنصلية الامريكية فى القدس الشرقية، والعمل على اعادة فتح بعثة منظمة التحرير الفلسطينية فى واشنطن، مع ضرورة مطالبة ادارة بايدن لاعادة الاعتبار للرأى القانونى لوزارة الخارجية لعام 1978 الذى كان يؤكد على اعتبار المستوطنات الاسرائيلية المقامة فى الضفة الغربية "غير متوافقة مع القانون الدولى" وتحديدا قرارات مجلس الامن وخاصة قرار 2334 لعام 2016 المتعلق بوقف الاستيطان هذا الرأى الذى سبق ان الغاه "بومبيو"،
خامسا: ضرورة البناء على تصويت اللجنة الثانية للجمعية العام للامم المتحدة ضد قرار الضم الاسرائيلى مساء الاربعاء حيث وافقت 156 دولة مقابل 6 دول على مشروع قرار دعى الى عدم تعاملها مع مستوطنات الضفة الغربية والقدس الشرقية على انها جزء من اسرائيل.
جميع المقالات تعبر عن وجهة نظر أصحابها وليس عن وجهة نظر وكالة قدس نت