قال مدير عام الطب الوقائي في وزارة الصحة الفلسطينية سامر الأسعد، إن الأيام المقبلة ستشهد ارتفاعا في عدد المصابين بفيروس "كورونا" المستجد، ما يترتب على ذلك زيادة في عدد المخالطين، وانخفاض في حالات التعافي مقارنة مع الإصابات.
وأضاف الأسعد في مقابلة مع وكالة الأنباء الفلسطسنية الرسمية "وفا"، ان الأيام الأخيرة شهدت ارتفاعا متوقعا في أعداد الوفيات والإصابات، وسجلت خلال الـ48 ساعة الأخيرة 26 وفاة، و3666 إصابة جديدة، بعد حالة من الاستقرار في أعداد الوفيات والاصابات، محذرا من ارتفاعها بشكل أكبر مع دخول فصل الشتاء.
وتابع: فلسطين دخلت مرحلة الانتشار المجتمعي للفيروس، أي ان مصدر العدوى لا يكون معلوما، وأن هناك اصابات غير مشخصة، بسبب عزوف عدد من المواطنين عن اجراء الفحوصات، وعدم الالتزام بالحجر المنزلي، إضافة الى ان هناك مصابين لا تظهر عليهم أي أعراض، وكل ذلك أدى إلى ارتفاع عدد الإصابات.
ولفت إلى أن غالبية الوفيات التي سجلت كانت من أصحاب الأمراض المزمنة وممن يعانون من مشاكل في المناعة، وتراوحت أعمارهم ما بين 60 إلى 70 عاما، مشيرا إلى أن هناك وفيات في صفوف الفئة الأصغر من ذلك، وممن لا يشكون من أية أمراض مزمنة.
وأوضح الأسعد أن هناك مضاعفات للإصابة بالفيروس تستمر آثارها لدى بعض المصابين بالفيروس وتحتاج بعضها الى العلاج لفترة اطول.
وأكد أن هناك زيادة في الاصابات بين طلبة المدارس، إلا انها ضمن المعدل المعقول وما زالت تحت السيطرة، من خلال قرار اغلاق المدارس والصفوف التي تسجل فيها إصابات.
وبيّن أن مرحلة الانتشار الأفقي الواسع التي تصبح خلالها البؤر ومصادر العدوى غير معروفة، تشكل خطرا على مختلف التجمعات والمدارس.
وأكد مدير عام الطب الوقائي في وزارة الصحة، توفر الفحوصات والمسحات، وأن الوزارة قادرة على مضاعفة عدد الفحوصات، داعيًا كل من يشك بأنه خالط مصابًا، أو من لديه أعراض أن يتوجّه للفحص، وعدم اخفاء الإصابة.
وأوضح أن الاجراءات الأخيرة، التي اتخذتها الحكومة بفرض الاغلاق الذكي، تهدف إلى تتبع المخالطين وحصر الاصابات وكسر سلسلة انتشار الفيروس.
وقال: الاغلاق ليس هدفا وإن شكله ومدته وطبيعة الإجراءات تحددها الحالة الوبائية، مؤكدا أنه سيكون بلا جدوى، في حال لم يلتزم المواطن.
وشدد الأسعد على ضرورة التزام المواطنين بإجراءات السلامة والوقاية والمسؤولية الشخصية، التي تتجسد في الالتزام بالكمامة والتباعد الاجتماعي والحجر المنزلي لمن يشعر بالاعراض او للمخالطين، مشيرا إلى أن الالتزام لم يرتق الى المستوى المطلوب، رغم التوعية بخطورة الفيروس من خلال وسائل الاعلام واصدار بروتوكولات صحية خاصة، لعمل القطاعات المختلفة.
وحول اللقاح الخاص بـ"كوفيد- 19"، قال الأسعد: إن فلسطين راسلت عدة شركات مطورة للقاح، وسيتم تزويدنا به فور انتهاء المرحلة النهائية لاختباره، وبعد الموافقة عليه من قبل منظمة الصحة العالمية.
وفيما يتعلق بتأخر وصول لقاح "الانفلونزا"، أوضح الأسعد أن ذلك كان سببا في زيادة الطلب عليه عالميا، متوقعا وصوله إلى فلسطين خلال أيام.
وقال: إن وزارة الصحة ضاعفت الطلب على كمية لقاح "الانفلونزا"، وإن الاولوية ستكون للفئات الأكثر عرضة للإصابة، خاصة كبار السن وأصحاب الأمراض المزمنة.
وحول الوضع الوبائي في قطاع غزة، حذر مستشار وزير الصحة في قطاع غزة فتحي أبو وردة، من انهيار المنظومة الصحية في القطاع، جراء الارتفاع المطرد لاعداد الإصابات.
وأضاف أن 41 مصابا بالفيروس موصولون بأجهزة التنفس الصناعي، و55 مصابا يعالجون في غرف العناية المكثفة، ووصلت نسبة الاشغال في المستشفيات أكثر من 70%.
ولفت إلى أن مستشفيات غزة تتوفر فيها 150 جهاز عناية مكثفة، ولا ينحصر استخدامها للمرضى المصابين بفيروس "كورونا".
وأشار إلى أن الوفيات في قطاع غزة شملت مختلف الفئات العمرية.
وحول التجهيزات الطبية المتوفرة في قطاع غزة، أوضح أبو وردة، أن المسحات ومختلف المستلزمات الطبية لمرضى كورونا متوفرة، وان وزارة الصحة أرسلت اليوم 15 جهاز تنفس اصطناعي، إضافة إلى ثلاث شاحنات محملة بالمستلزمات الطبية والأدوية قبل أيام، إلى قطاع غزة.
وسجلت في فلسطين منذ بدء الجائحة، حتى إعداد التقرير نحو 89558 إصابة، توفي منهم 749، وتماثل منهم للشفاء 72668.
وبلغت نسبة الاناث من بين المصابين نحو 52%، والذكور 48%، وبلغت نسبة الإصابة حسب الفئة العمرية من (0-9 أعوام) نحو 6%، ومن (10-17 عاما) نحو 12%، ومن (18-29 عاما) نحو 17%، ومن (40-49 عاما) نحو 10%، ومن (50-59 عاما) نحو 8%، ومن (60 – 69 عاما) 4.3%.