شارك وزير العدل الفلسطيني د. محمد الشلالدة ، في أعمال الدورة السادسة والثلاثون لمجلس وزراء العدل العرب، عبر تقنية الاتصال عن بعد (Zoom )، الى جانب وزراء العدل العرب وبرئاسة وزير العدل في الجمهورية التونسية محمد بوستة.
وأكد وزير العدل وبخصوص تكثيف الجهود العربية في مجال مكافحة الإرهاب بكافة أشكاله، على ضرورة مواجهة إرهاب الدول كما هو الحال بضرورة مواجهة إرهاب الأفراد، وأهمية تأمين حماية دولية للشعب الفلسطيني من إرهاب السلطة القائمة بالاحتلال ومن يدعمها بانتهاكاتها الجسيمة لحقوق الشعب الفلسطيني، من قتل، وإعدام ميداني، وأسر وتعذيب، واستيلاء على الأراضي والموارد الطبيعية من خلال التوسع الاستيطاني وجدار الضم والتوسع، والمحاولات المستمرة للاستيلاء على المقدسات، وفرض الحصار والاستيلاء على الأموال الفلسطينية، وتمييز عنصري مشرعن بتشريعات عنصرية، واحتجاز لجثامين الشهداء.
وشدد د. الشلالدة في كلمته على دور مجلس وزراء العدل العرب في تعميق أواصر التعاون القانوني والقضائي العربي والإقليمي والدولي، وجهوده من أجل الارتقاء والنهوض بالمؤسسات العدلية والقانونية والقضائية العربية، حيث انضمت دولة فلسطين إلى جميع الاتفاقيات التي تنظم تحت مظلة هذا المجلس، وسعت جاهدةً لتنفيذ الالتزامات المترتبة على هذا الانضمام، فقد وقعت دولة فلسطين على الاتفاقية العربية لمكافحة الإرهاب وصادقت على تعديل هذه الاتفاقية عام 2009، كما وقعت فلسطين على الاتفاقية العربية لمكافحة غسل الأموال وتمويل الإرهاب عام 2010 وصادقت على تعديل هذه الاتفاقية في عام 2011، ولتنفيذ هاتين الاتفاقيتين فقد واءمت دولة فلسطين تشريعاتها بما ينسجم معها فقد صدر قانون خاص لمكافحة غسل الأموال وتمويل الإرهاب عام 2015، أُنشأت بمقتضاه وحدة مستقلة كوحدة مركزية وطنية لمكافحة جريمة غسل الأموال وتمويل الإرهاب تسمى (وحدة المتابعة المالية).
كما كثفت دولة فلسطين جهودها وتعاونها القضائي والقانوني في مواجهة الإرهاب بحيث انضمت عام 2010 إلى الاتفاقية العربية لمكافحة جرائم تقنية المعلومات لمواجهة الإرهاب السيبراني وأصدرت تشريع خاص لمكافحة الجرائم الالكترونية ينسجم وأحكام هذه الاتفاقية.
واوضج وزير العدل، أنه وفي سبيل مواجهة آفة الفساد، وبعد انضمام دولة فلسطين إلى الاتفاقية العربية لمكافحة الفساد عام 2010 ، وبالتزامن مع الانضمام أنشأت هيئة لمكافحة خاصة لمكافحة الفساد، تبعها استحداث نيابة متخصصة لمكافحة الفساد ومحكمة خاصة للنظر في قضايا الفساد، وإصدار عدد من التشريعات المنسجمة مع الاتفاقية العربية في مقدمتها قانون مكافحة الفساد، ونظام تلقي الهدايا، ونظام خاص بحماية الشهود والمبلغين، وجاري العمل على إصدار تشريع لمواجهة تضارب المصالح وقانون حق الحصول على المعلومات في إطار الوقاية من الفساد، وأولت فلسطين أهمية كبيرة لحوكمة الإجراءات وتعزيز منظومة النزاهة والشفافية والوقاية من مخاطر الفساد ومكافحته في عمل مؤسسات الدولة.
وقال وزير العدل في كلمته المقدمة للمجلس، ان السياسة الاستعمارية الاستيطانية التوسعية غير القانونية، بمختلف مظاهرها على كامل أرض دولة فلسطين عام 1967 بما فيها القدس الشرقية تعتبر باطلة ولاغيه، ولن تشكل أمرا واقعا مقبولا، وتمثل انتهاكا للقانون الدولي وقرارات الأمم المتحدة واتفاقية جنيف الرابعة وجريمة حرب وفق نظام روما الأساسي، وتحدياً للرأي الاستشاري لمحكمة العدل الدولية الصادر بتاريخ 9/7/2004. ومخالفةً لقرار مجلس الأمن رقم 2334؛ الذي أكد على أن المستوطنات الإسرائيلية المقامة في الأراضي الفلسطينية المحتلة منذ عام 1967، بما فيها القدس الشرقية غير شرعية، بموجب القانون الدولي وتشكل عقبة رئيسية أمام تحقيق حل الدولتين وسلام عادل ودائم وشامل، كما تضمن القرار التأكيد على جميع الدول عدم تقديم أي مساعدة لإسرائيل تستخدم خصيصا في النشاطات الاستيطانية، ورفض أية محاولات لشرعنة الاستيطان، وسوف نقوم بمساءلة الشركات العاملة في المستوطنات خلافا لقرار مجلس حقوق الإنسان.
ونافش مجلس العدل العرب عدد من المواضيع القانونية الهامة، يأتي في مقدمتها الاتفاقية العربية لمكافحة الارهاب وآلية تنفيذها، والاتفاقية العربية لمكافحة غسل الأموال وتمويل الارهاب، وتعزيز التعاون العربي والدولي في مجال مكافحة الارهاب، والاتفاقية العربية لمكافحة جرائم تقنية المعلومات، ومشروع قرار عربي استرشادي لمنع خطاب الكراهية، والاتفاقية العربية لمكافحة الفساد، ومسألة تجريم دفع الفدية، والاتفاقية العربية الخاصة بأوضاع اللاجئين في الدول العربية، وكذلك اتفاقية عربية خاصة لحماية ومساعدة النازحين داخليا في المنظقة العربية.