عصام السعدي ... واليرموك في انفاسه

بقلم: علي بدوان

عصام السعدي
  • بقلم علي بدوان ... عضو اتحاد الكتاب العرب

الأديب الشاعر، والمهندس عصام السعدي، الصديق القديم/الجديد، وزميل الدراسة في مخيم اليرموك بالمرحلتين الإعدادية والثانوية، وخريج جامعة حلب، وابن مدينة جنين القسام، وسليل شهيد فلسطين الشهيد الشيخ فرحان السعدي الذي استشهد عام 1936 في الثورة القسامية وامتدادتها. عاش في مخيم اليرموك، والتقط انفاسه بين ابناء شعبه، فالتحم مع اليرموك ومع حياة الناس، وبات اليرموك شيئاً فارقاً في مشواره.

 ولد الأديب والشاعر، والمهندس، عصام السعدي في الرابع والعشرين من كانون ثاني عام 1959، في قرية عرونة قضاء مدينة جنين، وحصل على البكالوريوس في الهندسة الميكانيكية من جامعة حلب عام 1984، لكن اهتماماته الإبداعية الأدبية كانت قد شقت طريقها في مرحلة الدراسة الإعدادية في مخيم اليرموك، في اعدادية المالكية التابعة للأونروا، فيما بدأ بنشر قصائده منذ عام ١٩٧٨ واستمر ذلك حتى اليوم. واستذكر هنا دور مدرسي اعدادية المالكية، وتحديداً مُدرسي اللغة العربية، ومنهم المرحوم الفلسطيني الطيراوي (من طيرة حيفا) الأستاذ أحمد سلمان، في تنمية مواهب أبناء الشعبة الصفية الواحدة، والتي كان الشاعر والأديب عصام السعدي في عدادها.

الأديب والشاعر عصام السعدي، وبعد أن عاد للأردن، اصبح عضو رابطة الكتاب الأردنيين. وناشط نقابي في نقابة المهندسين، وقد ترأس اللجنة الثقافية في مُجمع النقابات المهنية ونقابة المهندسين في الأردن بين عامي 1998، و2004. وقد صدر له مجموعتان شعريتان، هما: "لأمي، للخيل، ولعينيها"، في بيروت عام 1982، و"يشرق بالحنين" عن دار أزمنة في عمان 2008. التي ترجمت إلى الفرنسية. وشارك في أكثر من أمسية، كان منها الأمسية التي أقامها متحف محمود درويش بمدينة رام الله، وقام الكاتب سامح خضر في حينها بتقديم الشاعر عصام السعدي، حيث قال إن حياة عصام السعدي هي مصدر شعره، فاليومي في حياته لا ينقضي، بل يقوده إلى القصيدة. وقرأ الشاعر عصام السعدي مجموعة من قصائده، وأهداها إلى الشاعر الراحل المرحوم محمود درويش، "أبونا الذي علمنا الشعر"، على حد تعبيره، كما أهدى إحدى قصائده إلى الشاعر الراحل حسين البرغوثي. تلا ذلك حوار أجراه خضر معه حول تجربته الشعرية.

الصديق غسان السعدي، شقيق الشاعر عصام السعدي، غسان ابن مخيم اليرموك، الذي عاش فيه وبين ناسه ما يقرب من خمسين عاماً في المخيم حيث أقام فيه من عمر خمس سنوات حتى عمر ٥٣، وأسس فيه مركز فلسطين للثقافة والفنون، قبل أن يغادر المخيم في هجرة قسرية عام 2012.

لمخيم اليرموك، الحضور الطاغي في شخصية وتكوين الشاعر عصام السعدي، وشقيقه الموسيقي غسان. فالشاعر عصام السعدي يقول "فقد تشكّل وعيي ووجداني في سوريا وفي مخيم اليرموك تحديداً. هذا المخيم الشهيد الذي يستحق أن نخلّد ذكراه وذكرى ناسه. وأزعم أن ما من مجتمع فلسطيني مثّل فلسطين كما مثّلها مخيم اليرموك خزان الشهداء والمبدعين والثوابت الفلسطينية. وأنا الذي قضيت من عمري عشرين عاماً في مخيم اليرموك ودمشق وحلب، ودرست فيها الاعدادية، والثانوية، والجامعة، وعملت بعد تخرجي في سوريا ولم أنقطع عنها حتى عام ٢٠١١، ولم أنظر لنفسي يوما خارج إطار فلسطينيي سوريا.

 

المصدر: -

جميع المقالات تعبر عن وجهة نظر أصحابها وليس عن وجهة نظر وكالة قدس نت