- كتب / أسامة فلفل
الكل يدرك أن الرياضة واجهة الشعوب والمجتمعات وتعكس الصورة المثلى للنهضة والتقدم الرياضي والشبابي في تلك المجتمعات، فمن الضروري صناعة مستقبل جديد، يعمل على إقرار نظام الانتخابات الرياضية، وجعلها منهجاً أصيلاً في التطوير والبناء الوطني العصري الذي يتواكب مع تحديات العصر، ولابد من خلق البيئة القانونية الصالحة لهذا المنهج الحيوي الهام.
من هذه المنطلقات وانسجاما مع المصلحة الوطنية ورغم الظروف الصعبة والاستثنائية التي فرضتها جائحة كوفيد 19 كان القرار بإجراء الانتخابات استشرافا للمستقبل الواعد، والرؤية الجديدة للرياضة ومأسسة العمل، وتعديل خططه واستراتيجياته، فما كان يناسب الأمس لم يعد صالحاً اليوم، فالعالم من حولنا يتطور ويتغير بسرعة مذهلة.
اليوم ينتظر الشارع الرياضي بمختلف أطيافه وقطاعاته بشغف نتائج الانتخابات للاتحادات الرياضية الفلسطينية التي تعتزم اللجنة الأولمبية إجراءها خلال الأيام القليلة القادمة، والتي تهدف من هذه الخطوة إلى الوصول لأفضل نظام يحقق النجاح المنشود ويحقق الصالح العام، ولتمكين كوادر جديدة تتولى شؤون الرياضة الفلسطينية من خلال عضويتها بالاتحادات وتحقيق الاستراتيجية التي رسمت ملامح خارطتها اللجنة الأولمبية الفلسطينية.
لاحظنا في الوسط الرياضي ارتفاع بعض الأصوات يطالب البعض منها تأجيل الانتخابات، في حين البعض الآخر أكد على أن تأجيل الدورة الأولمبية الدولية طوكيو2021، التي تستعد معظم دول العالم للمشاركة فيها بأبطال في مختلف الألعاب، وفلسطين ستشارك في بعض الألعاب، يعطي فرصة لمواصلة الاتحادات الرياضية المنتهية ولايتها عملها حتى نهاية الأولمبياد، لتنفيذ برامجها ومنحها بعض الوقت لتحقيق النجاح بالمشاركة.
في الجانب الآخر أغلب الرياضيين كان لهم رأي آخر مطالبين بأهمية التغيير وتجديد المرحلة، معتبرين أن الانتخابات ستحقق أهدافها المرجوة وأن ذلك لن يقلل أو يربك عملية الإعداد لأي مشاركة وأن ضخ دماء جديدة سوف يسهم بشكل كبير في تطوير الاتحادات الرياضية الفلسطينية.
والمتتبع للرسالة التي وجهها اللواء جبريل الرجوب بخصوص الانتخابات يستطيع ان يقرأ مضمون الرسالة، وهي ترسيخ وتجسيد وحدة الوطن والشتات ورفع مستوى ممارسة الرياضة في المجتمع ،و تأكيده على أن المرحلة الراهنة التي تمر بها الرياضة الفلسطينية تتطلب تعاطيا مختلفا يستوجب الدخول في محطة جديدة تتناسب مع المتغيرات الجديدة، وأوضح الرجوب بأن الاهتمام والعمل الدؤوب للجنة الأولمبية وبتناغم مع المجلس الأعلى للشباب والرياضة فتح أفق جديد في عمل الاتحادات الرياضية يندمج فيه العلم والتخصص والخبرة، للعمل على خلق استراتيجيات عمل واضحة المعالم وفق رؤى وأهداف تتوافقان مع هذا التحول، يوصلان في نهاية المطاف إلى الانجاز المنشود.
وشدد خلال رسالته إلى آليات العمل الانتخابية ينبغي أن تكون ووفق أسس ومعايير مقننة بحيث تفضي إلى ترشح وفوز من يمكن لهم أن يكونوا دعامة للمشروع الوطني لتحقيق المقصد والغاية للرياضية الفلسطينية، وشدد على ضرورة الممارسة الديمقراطية وعكس صورة طيبة في المشهد العام، وطالب بدعم من يملكون ما يؤهلهم لإنجاح المشروع الكبير من خلال هذا الاتحادات.
وأشار بكل شفافية ووضوح إلى أن حصيلة الرياضة الفلسطينية من الإنجازات جيدة ولكن لا تعبر عن طموحاتنا ولا تواكب أحلامنا، ولذلك لابد من استثمار هذا المحطة لاختزال المسافات وتقليص الفجوات وإحداث قفزات عملاقة لتحقيق الانجازات الكبيرة.
وشدد أيضا على ضرورة التزام الجميع والتقيد بالبروتوكول الصحي والتعاون الإيجابي والانصات والاستماع واتباع كافة الأوامر والتعليمات الوقائية والاحترازية لإنجاح العملية الانتخابية والمحافظة على أمن وسلامة الجميع.
ختاما ...
لا شك أن كافة الاتحادات واللجان تحتاج إلى نظام الانتخابات فهو يعطي الفرصة للكفاءات والخبرات لقيادة العمل الرياضي اعتمادا على الفكر والموهبة والابتكار والابداع، والقدرة على صناعة الإنجاز، كما أن هذه الفلسفة هي العلاج الناجع لعبور المرحلة.
جميع المقالات تعبر عن وجهة نظر أصحابها وليس عن وجهة نظر وكالة قدس نت