رغم الظروف القاسية التي يعيشها قطاع غزة بسبب جائحة كوفيد-19، يعكف مركز الإعلام المجتمعي (CMC) حالياً على اعداد كافة التجهيزات لعقد مهرجان وعروض أفلام حقوق المرأة والشباب، للعام التاسع على التوالي، ضمن مشروعه "توفير بيئة آمنة للشباب لمناصرة حقوقهم عبر الإعلام في قطاع غزة"، الممول من مؤسسةCCFD.
وبينت عندليب عدوان مديرة مركز الإعلام المجتمعي، أنه تم تشكيل لجنة استشارية للمهرجان تضم عددا من المخرجين/ات والفنيين/ات والإداريين/ات من المهتمين بمجال الأفلام والسينما، والذين درسوا مجموعة من مقترحات الأفلام التي تسلمها (CMC) ليختار منها 4 من المقترحات التي رشحت من قبل اللجنة الاستشارية حيث تم عقد مقابلات شخصية مع مرسليها من الشباب المخرجين/ات من قطاع غزة، وتم التعاقد معهم على انتاج هذه الأفلام بهدف مشاركتها في المهرجان.
وأضافت:'' هذا العام سيكون المهرجان فلسطيني عربي، يشارك فيه أربع أفلام من صناعة وإعداد وإنتاج شباب المخرجين من قطاع غزة، بالإضافة لمجموعة من الأفلام التي تم استقطابها من دول عربية مجاورة، لتعريف الشباب/ات في القطاع بالقضايا التي يتم تناولها من قبل أقرانهم الشباب والتي تتناول قضايا وحقوق الشباب والمرأة ''.
واعتبرت عدوان أن الظروف الراهنة ما بين جائحة كورونا والحصار المشدد على قطاع غزة انعكست صعوبة في عملية التواصل مع المخرجين/ات العرب، كذلك تسببت الاغلاقات التي فرضت في قطاع غزة ضمن إجراءات الوقاية من كوفيد 19، في عرقلة وتأخير عملية إنتاج الأفلام في قطاع غزة.
ومن المقرر عقد مهرجان مركزي في مدينة غزة نهاية هذا عام 2020م، بالإضافة لتنظيم عروض كبيرة في باقي المحافظات الجنوبية، وكذلك تنفيذ ثمانية عروض صغيرة بالتعاون مع المؤسسات القاعدية الشريكة في المناطق المهمشة والحدودية في المحافظات الخمس، وأضافت عدوان:'' وسيناقش الحضور القضايا التي تتناولها الأفلام خاصة تلك المنتجة في غزة''.
وداب مركز الإعلام المجتمعي (CMC)، على انتاج وعرض أفلام وثائقية تناقش قضايا المرأة والشباب ويعدها ويخرجها شباب يجري تمكينهم بالمهارات والمعارف اللازمة لإنتاج الأفلام وأيضا يجري تمويلها من قبل مركز الاعلام المجتمعي سنويا. وعن القضايا التي يتم تسليط الضوء عليها وتناولها في الأفلام، قالت عدوان:'' تتناول الأفلام قضايا حياتية راهنة تواجه الشباب من الجنسين، مثل قضية البطالة الكبيرة المتفشية بمعدلات عالية بين شباب غزة، وقضايا العنف التي تواجهها النساء في قطاع غزة وزيادة معدلاتها خاصة في مرحلة أزمة انتشار فيروس كوفيد 19، بالإضافة لانتهاكات واسعة تطال حقوق الانسان والمرأة والحريات العامة بشكل عام".
ومن جانبها أكدت خلود السوالمة منسقة المشروع أن هناك الكثير من المعيقات التي واجهت المخرجين وهم ثلاث شباب وفتاة، أثناء إنتاج الأفلام، ورغم ذلك تم تجاوز هذه العقبات والانتهاء من إنتاجها، بطريقة جميلة واستطاعت إيصال الأفكار التي تم عرضها بعد الإعلان عن استقطاب أفلام تناقش قضايا المرأة والشباب.
وأضافت:'' أن عدد المتقدمين بعد الإعلان عن استقطاب مقترحات لإنتاج الأفلام، أظهر رغبة كبيرة لدى الشباب في قطاع غزة لنقاش وطرح قضاياهم ولتغيير أوضاعهم وحل مشاكلهم، وتسليط الضوء عليها، وكذلك يسعون لتوصيل رسائلهم المختلفة بطريقة مبتكرة وجديدة''.
يذكر أن مركز الإعلام المجتمعي (CMC) هو مؤسسة أهلية تعمل في قطاع غزة ويسعى لتطوير دور الإعلام في تناوله للقضايا المجتمعية، وتعزيز قيم الديمقراطية والمساواة وثقافة حقوق الإنسان، مع التركيز على قضايا المرأة والشباب وتسليط الضوء عليها بشتى الوسائل الإعلامية وضمن النهج القائم على حقوق الإنسان