شدد الاحتلال من قبضته على مدينة القدس خلال شهر تشرين الثاني، وخاصة المسجد الاقصى وكل من توجه للصلاة فيه، وكذلك البلدة القديمة ،واقتحم المسجد الاقصى( 23) مرة، وبرزت عدة امور خطيرة خلال الشهر تجاهه، وشهد المسجد الابراهيمي كذلك عدة مخططات تهويدية خطيرة ، ومنع الاحتلال رفع الاذان ( 47 ) وقتا خلال الشهر، واغلقه ليومان بحجة الاعياد.حسب تقرير صادر عن وزارة الأوقاف والشؤون الدينية الفلسطينية.
واقتحم المتطرف "يهودا غليك" برفقة مستوطنين اكثر من مرة المسجد الأقصى المبارك من باب المغاربة، بحراسة من شرطة الاحتلال الإسرائيلي.اعقبها تدنيس مقبرة باب الرحمة الملاصقة للسور الشرقي للمسجد الأقصى ونفخ بالبوق هناك،وعلى المستوى السياسي اقتحم ما يسمى وزير الزراعة الإسرائيلي السابق "اوري أرئيل، وعضو الكنيست الإسرائيلي السابق موشيه فيغلن المسجد الاقصى، وتنوعت الاقتحامات ما بين هؤلاء ومستوطنون متطرفون، وطلبة معاهد وجنود وعناصر مخابرات، ولأول مرة حراس يرتدون زيًا موحدًا رافقو مستوطنين اقتحموا الاقصى باحدى الاقتحامات.
وشهد شهر تشرين الثاني تطورات هامة وخطيرة، حيث مدد الاحتلال فترة الاقتحامات للمسجد الاقصى لمدة 45 دقيقة إضافية،تعكس مدى التطرف الاسرائيلي ومدى ما وصل له الاحتلال من خططه التدريجية. لاحكام السيطرة على الاقصى،وفي ذات السياق، يبعد الاحتلال المصلين المسلمين اهل البيت،ويمنعهم من الصلاة في المسجد، ويضيق عليهم بشتى السبل،بل ويمارس سياسة الابعاد بحقم، وبحق الحراس والسدنة وموظفي المسجد حيث ابعد هذا الشهر ، نائب مدير عام أوقاف القدس وشؤون المسجد الأقصى المبارك الشيخ ناجح بكيرات،و مدير مركز ترميم وحفظ المخطوطات بالمسجد الأقصى رضوان عمرو .
والتطور الثاني تمثل بطلب ما تسمى مؤسسة تراث جبل المعبد ،إلى ما يسمى وزير الأمن الداخلي طالبت بالسماح لأتباع المدارس الدينية بأن يقضوا كامل الفترة المتاحة للاقتحامات في تعلم التوراة وتعليمها في الساحة الشرقية للمسجد الأقصى المبارك
وعلى صعيد مخططات التهويد ومحو اي اثر عربي واسلامي للمدينة رصدت العلاقات لعامة والاعلام بالوزارة، عدة مخططات منها، تغيير اسم باب العامود الى اسم عبري ،والمخطط الخطير الاخر هو "وادي السيليكون وهو من أضخم المشاريع الإسرائيلية والذي يعد لتنفيذه في مدينة القدس المحتلة، والتي صادقت "لجنة التنظيم والبناء اللوائية" في بلدية الاحتلال على تنفيذه على أنقاض المنطقة الصناعية في حي وادي الجوز، لتحويلها إلى منطقة جذب واستثمار استيطانية على حساب أراضي المقدسيين، والمخطط الثالث يتمثل بتحويل شارع صلاح الدين في مدينة القدس إلى شارع مخصص للمشاة فقط، دون إيجاد أي بديل و يأتي ضمن مشروع كبير يهدف إلى تفريغ القدس من أهلها والحد من التكاثر الديموغرافي في المدينة المقدسة وخطوة لتغيير ملامح مدينة القدس ومرافقها؛ لتصبح معبرة عن حضارة وثقافة الاحتلال الغربية بعيداً عن تاريخ وجذور مدينة القدس الإسلامية
وواصل الاحتلال ايام الجمع منع الكثير من المصلين من الوصول للمسجد الاقصى ومن حالفه الحظ بالوصول، سلك طرقا بعيدة وعبر سلسلة من الحواجز والتفتيش والتدقيق.
وامعانا من الاحتلال بطمس قبور المسلمين ،هدمت بلدية الاحتلال درجا قرب المقبرة اليوسفية يؤدي إلى باب الأسباط أحد أبواب المسجد الأقصى المبارك، وشرع الاحتلال بمسح أراضي المقبرة هناك وقاموا بوضع علامات في المكان ولم تعرف أهداف هدم الدرج أو ما يجري في منطقة باب الأسباط،وكانت سلطات الاحتلال أعلنت أنها ستضع أعمدة اسمنتية خاصة بمشروع "تل فريك" تهويدي تنوي إقامته قرب البلدة القديمة وصولا لجبل الزيتون الذي يطل على المسجد الأقصى
واكد وكيل وزارة الاوقاف الفلسطينية حسام ابو الرب ان جميع المحاولات الإسرائيلية الرامية لتغيير هوية المسجد الاقصى،والبلدة القديمة للقدس المحتلة وطابعها، والمواقع الملاصقة لها، لن تنجح بفعل الصمود الاسطوري لابناء شعبنا، محذرا في الوقت نفسه من سياسة الاحتلال في تزايد الاقتحامات، وازدياد وتيرة التهويد، والتدخل بشؤون المسجد الاقصى، وسياسة الحصار والحواجز المنتشرة حوله،مضيفا ان المسجد الاقصى والابراهيمي مسجدان اسلاميان خالصان، وسنبقى الاوفياء لمقدساتنا،وقال ان ما يحصل بالمسجد الابراهيمي لا يقل خطورة عن المسجد الاقصى بفعل شراسة وغطرسة الاحتلال تجاهه، مشيدا بصمود المواطنين،وتواجدهم الدائم، وتصديهم لمخططاته التهويدية والاحلالية.
وفي المسجد الابراهيمي وكعادته منع رفع الاذان خلال الشهر 47 وقتا،وفرض الاحتلال نفس السياسة بتحديد اعداد المصلين وخاصة ايام الجمع سامحا لما يزيد عن المئة بقليل، وفارضا طوقا امنيا حارما المئات من الصلاة فيه، وفي سياق حملة التهويد قام مستوطنون متطرفون بوضع حجرا منقوشا عليه الشمعدان التلمودي على "قنطرة" أحد المباني في سوق القزازين بالبلدة القديمة، واغلق الاحتلال الحرم بالكامل يومان بحجة اعيادهم،مانعا المسلمين من الصلاة وسامحا لسوائب مستوطنيه من تدنيسه وانتهاك حرمته ،وفي خطوة تهويدية في الحرم الابراهيمي وضع مستوطنون بحماية جيش الاحتلال الإسرائيلي، ، "شمعدانا" كبيرا على سطح الحرم الابراهيمي .
وفي خطوة تهويدية جديدة في البلدة القديمة بالخليل، قاد مستوطنون حملة جمع تبرعات لشراء منازل فلسطينية في الخليل،في البلدة القديمة وبالقرب من الحرم الابراهيمي واعلنوا نيتهم البدء في بناء تجمعات استيطانية جديدة في منطقة محطة الباصات القديمة وسوق الخضار المغلق وسط شارع الشهداء.
واستمراراً لعمليات تهويد الخليل واستيطانها، قام وفد من حركة "شاس" الاسرائيلية باقتحام الحرم الإبراهيمي الشريف ،وفي وقت سابق قاموا بتوزيع منشورات وأفلام فيديو تم تصويرها داخل البلدة القديمة ويدعو الفيديو الى احتلال المزيد من بيوت العرب حيث ظهر بيت عائلة أبو رجب، وبيت الزعتري، وبيت قفيشة، وبيت عائلة الرجبي وهي بيوت تم الاستيلاء عليها واحتلالها من قبل المستوطنين في محط الحرم الابراهيمي، وقال احد المستوطنين هناك بيوت كثيرة يجب تخليصها من العرب.
وما تسمى بـ"لجنة الاعتراضات" في الإدارة المدنية التابعة لسلطة الاحتلال الإسرائيلي انتهت من تلقي الاعتراضات فيما يتعلّق بمشروع بناء مصعد وممر للمستوطنين بمحاذاة الحرم الإبراهيمي، التي قدمتها بلدية الخليل ومنظمات يسارية جرى النظر فيها ورفضها؛ ما يفتح الباب أمام طرح عطاءات للبدء بالبناء التهويدي،ويدور الحديث عن بناء مصعد وممر خاص بالمعاقين من المستوطنين بمحاذاة الحرم؛ لتسهيل عملية اقتحام المسجد، وقد تمّ تخصيص مليوني شيقل حتى الآن لتمويل المشروع التهويدي.
وقام مستوطنون بسرقة سماعات موجودة بالقسم المغتصب من الحرم الابراهيمي وعددها سبعة تستعمل حال فتح الحرم بالكامل للمصلين المسلمين، واغلق مستوطنون طريقا فرعية تؤدي الى مسجد الراس بالخليل وحطموا خطا مياه واصل اليه.