- بقلم : سري القدوة
الاثنين 7 كانون الأول / ديسمبر 2020.
نظر إلى أحد الأبواب الحديدية في سجون الاحتلال قائلا: شهدتُ تغيير هذا الباب مرتين خلال رحلة اعتقالي، وكان السبب هو تلف الحديد، ولكن معنوياتي لم تتلف وثقتي بالحرية كبيرة، نائل أمضى 41 عاما في السجن، وعمره الآن 64 عاماً.
نائل البرغوثي، عاش في زنزانة وحده 6 سنوات، وضلّ معه نفس الحرام 15 سنة، ورافقه ألبوم صور 25 سنة، وبكرج قهوة 17 سنة، نائل لفّ وعاش بـ 80 زنزانة حالكة لا تدخلها الشمس، وأكثر من 32 سنة من عمره ما مشى فيهم تحت القمر والنجوم، ويشوف الشمس مقطّعة من وراء الاسلاك الشائكة هذا هو الاسير الفلسطيني الذي ينسج خيوط النصر مع اشراقة كل فجر جديد .
الأسير نائل البرغوثي من سكان محافظة رام الله، اعتقال منذ عام 1978، وهو عميد الأسرى في السجون وأقدم أسير سياسي في العالم، وتعاقب الاجيال والأسير البرغوثي ما زال يقبع خلف القضبان، وان تلك السنوات الطويلة التي أمضاها الأسير البرغوثي في سجون الاحتلال تدل على حجم تضحيات شعبنا الفلسطيني والأسير البرغوثي مرّ عليه آلاف مرات القمع، وتعاقب عليه الحراس في سجون الاحتلال، سجان يلوه الاخر وإدارة تلوها ادارة، وقرارات تلوها قرارات، وإجراءات التنكيل والقمع بالأسرى بكل اشكالها وأصنافها ولكنه ما زال يتمتع بمعنويات عالية وصبر قل نظيره .
الأسير نائل البرغوثي يجسد قدرة الفلسطيني على التضحية والعطاء في سبيل انتزاع حريته من المحتل والنضال من اجل شعبه، أنه مثالا حي للفلسطيني الصلب صاحب الارادة القوية، لن ولم يتخل عن حلمه بالحرية وتمسكه بحقوقه مهما امتدت السنوات الطويلة وتعالت صيحات الجلاد في سجون الاحتلال .
يعبر الأسير الفلسطيني نائل البرغوثي عن جرائم هذا الاحتلال وليكون شاهدا على ما يتم ارتكابه بحق الانسان الفلسطيني صاحب الارادة القوية والذي يطالب بحريته وتقرير مصيره، ويعد بذلك كواحد من أقدم السجناء المطالبين بالحرية على مستوى العالم، ليتحول رمزاً انسانياً عظيماً وأيقونة نضال فلسطينية فريدة سيكون شاهد عبر التاريخ على ما يتم ارتكابه من جرائم بشعة بحق الشعب العربي الفلسطيني ونضاله العادل وبذلك يقدم لنا المناضل البطل نائل البرغوثي مثالا حيا على صدق الانتماء للوطن والقضية والشعب الفلسطيني، ورفضه المساس بالمبادئ والقيم النضالية وحفاظه على الحقوق الفلسطينية وتمسكه بالثوابت الكفاحية وأسس وأبجديات النضال الوطني الفلسطيني من اجل نيل الحرية والاستقلال وإقامة الدولة الفلسطينية المستقلة والقدس عاصمتها.
إن الصمود الاسطوري للأسير البطل الكبير نائل البرغوثي وثباته على مواقفه الوطنية وحرصه على تجسيد الوحدة الوطنية الفلسطينية يجعله عنوانا نضاليا مهما للشعب الفلسطيني ويثبت عجز مؤسسات وأجهزة مخابرات الاحتلال النيل من ارادته وقوته وعزيمته الصلبة التي لن ولم تقهر وستنتصر على هذا الجلاد الحاقد مهما طالت السنوات واستمرت حلكة الليل، سيشرق فجر الحرية وسيستمر في نضاله وثباته ومواقفه الوطنية الصلبة والقادرة على التعبير عن ارادة هذا الشعب المناضل الذي يخوض كفاحه العادل ضد المحتل الغاصب والفكر الاسرائيلي المتعجرف وعجز هذا المحتل النيل من صمود اسرانا وشعبنا وان كل ما تمارسه اجهزة الاحتلال من اساليب لن تنال من عزيمة وإرادة الرجال الابطال وقوة الحق الفلسطيني الذي سينتصر وسيثبت عجز كل مؤسسة الاحتلال عن النيل من ارادة هؤلاء الاسرى الابطال وسيبقون عناوين فخر واعتزاز للشعب الفلسطيني على مدار التاريخ .
سفير الاعلام العربي في فلسطين
رئيس تحرير جريدة الصباح الفلسطينية
جميع المقالات تعبر عن وجهة نظر أصحابها وليس عن وجهة نظر وكالة قدس نت