اعتبر الباحث الاسرائيلي في شؤون الصراعات شمعون كارمي الذي شغل لسنوات عديدة في العمل الاستخباري ضمن جهاز الأمن الداخلي "الشاباك"، بما في ذلك الأنشطة الاستخبارية في الأراضي الفلسطينية أن "الأزمة الاقتصادية الحادة التي خاضتها منظمة التحرير الفلسطينية بسبب توقف التمويل من المملكة العربية السعودية وبقية دول الخليج، ووجدت قيادتها صعوبة في إيجاد مصادر تمويل بديلة"، هو ما دفع المنظمة الفلسطينية في الانضمام الى اتفاقات أوسلو قبل 27 عاما.حسب قوله
وجاء في كتاب كارمي الذي صدر حديثا بعنوان "لماذا السلام؟ الدوافع السياسية لانضمام منظمة التحرير الفلسطينية لعملية أوسلو" من اصدار دار ريسلينغ في تل أبيب "ان سلسلة الهزائم التي رافقت ابعاد التنظيم من لبنان الى تونس، إضافة الى المعارك في مخيمات اللاجئين، وحصار طرابلس، والانشقاقات في صفوف حركة فتح أدى في نهاية المطاف الى وصول قيادة منظمة التحرير الفلسطينية إلى تونس بعد انتشار معظم مقاتليها في الشرق الأوسط، جعل هذا البعد عن مركز الأحداث الى ضعف قوتها العسكرية والسياسية وفشلت فشلا ذريعا في الدفاع عن السكان الفلسطينيين في مخيمات اللاجئين في لبنان وسوريا، الذين كانوا يشكلون البنية التحتية لقوة منظمة التحرير الفلسطينية، كما جعل من الصعب مواصلة الكفاح العسكري في إسرائيل." كما قال
كل ذلك بحسب كارمي رفع من نجم القيادة الداخلية لمنظمة التحرير الفلسطينية كوسيط في التنسيق بين إسرائيل والقيادة الخارجية للمنظمة ومنبر لتقريب المواقف وإقامة مفاوضات مباشرة بين الطرفين، وبالتالي يمكن تتويجها كعامل رئيسي والمهم الذي أدى إلى تحريك مسيرة أوسلو، مقارنة بكل الظروف التي سبقت العملية والدوافع التي رافقتها.
واستضاف الرئيس الأميركي بيل كلينتون قبل 27 عاما الرئيس الفلسطيني الراحل ياسر عرفات ورئيس الوزراء الإسرائيلي اسحق رابين في 13 أيلول/ سبتمبر 1993 للتوقيع على أول اتفاقيات أوسلو التي كان الهدف منها التوصل إلى اتفاق سلام دائم خلال خمسة أعوام يفضي إلى إقامة دولتين تعيشان جنبا إلى جنب.