دعا حزب الشعب الفلسطيني في الذكرى الثالثة والثلاثين للانتفاضة الشعبية الكبرى "لاستلهام دروس الكفاح الوطني الشعبي ضد الاحتلال الصهيوني والوحدة الميدانية ووضوح الرؤية السياسية التي جسدتها وكرستها الانتفاضة عام 1987، باعتبارها الضمانة الوحيدة في مواجهة الحرب العدوانية المفتوحة التي يشنها الاحتلال وحلفائه على شعبنا وحقوقه الوطنية. "
جاء ذلك في بيان صدر عن حزب الشعب، يوم الأربعاء، فيما يلي نصه:
تمر اليوم الأربعاء، الذكرى الثالثة والثلاثين لإنطلاقة الانتفاضة الشعبية الكبرى التي فجرها شعبنا الفلسطيني الباسل في التاسع من كانون الأول/ ديسمبر عام 1987.
اليوم وبعد 33 عاماَ على انطلاقها، لا تزال دروس وبطولات هذا الانتفاضة التي سميت أيضاَ بـ"انتفاضة الحجارة" حاضرة في وجدان وضمير الشعب الفلسطيني وكل أنصار التحرر والحرية، كفعل كفاحي، ملهم، ومحطة مهمة في تاريخ نضاله المشرق ضد الاحتلال الصهيوني وكل أشكال الاستعمار والنهب والاستيطان.
إن هذه الذكرى تأتي في ظل تزايد حجم المخاطر التي تستهدف شعبنا الفلسطيني ووجوده على أرضه، الساعية لتصفية قضيته الوطنية عبر عديد المؤامرات، وفي مقدمتها ما يسمى بـ"صفقة القرن" بدعم من القوى اليمينية والأنظمة الرجعية في المنطقة.
إن حزب الشعب الفلسطيني وهو يحيي مع شعبنا الذكرى الـ33 للانتفاضة الشعبية الكبرى، ويدعو القيادة الرسمية الفلسطينية وكل قوى وفصائل ومكونات شعبنا الباسل، إلى إستلهام دروس الكفاح الوطني الشعبي ضد الاحتلال الصهيوني والوحدة الميدانية ووضوح الرؤية السياسية التي جسدتها وكرستها الانتفاضة، بإعتبارها الضمانة الوحيدة في مواجهة الحرب المفتوحة التي يشنها الاحتلال وحلفائه على شعبنا وحقوقه الوطنية، يدعو مجدداَ على الآتي:
أولاَ: تعزيز وحدة شعبنا واستنهاض طاقاته الكفاحية في مختلف أماكن تواجده، واستعادة مكانة ودور منظمة التحرير الفلسطينية بوصفها ممثله الشرعي والوحيد وقائدة نضاله لتحقيق أهدافه في التحرر الوطني والاستقلال والعودة، وهو الأمر الذي يتطلب سرعة إنهاء الانقسام واستعادة الوحدة الوطنية، وتعزيز صمود شعبنا عبر سياسات اقتصادية واجتماعية تحقق ذلك بصورة جوهرية، وكذلك تكريس الحريات والممارسات الديمقراطية، وهي القضايا التي تقتضي أولا وأخيراَ توسيع نضال شعبنا ومقاومته ضد الاحتلال من خلال دعم وتصعيد المقاومة الشعبية بكل اشكالها، بما في ذلك حملة الـBDS، كي تتحول هذه المقاومة إلى انتفاضة شعبية شاملة ضد الاحتلال ومستعمريه، وهو الأمر الذي يتطلب الاستعجال في تشكيل جبهة موحدة للمقاومة الشعبية تعمل وفق استراتيجية واحدة لمواجهة المخاطر المحدقة بقضيتنا. هذا إضافة الى المقاومة القانونية والدبلوماسية.
ثانياَ: قطع الطريق على أية ضغوط خارجية ترمي لإعادة الامور إلى ما كانت عليه الأوضاع قبل قرارات المجلسين الوطني والمركزي والقيادة الفلسطينية في أيار/مايو من العام الجاري وما تلاها من قرارات اجماع وطني. ومقاومة هذه الضغوط مهما كانت ورفض أية أوهام سياسية تتعلق في الدور الأمريكي ونهج المفاوضات السابق.
ثالثاَ: اتخاذ كل الخطوات العملية لسرعة تنفيذ قرارات المجلسين الوطني والمركزي في دوراتهما الأخيرة، وعدم التراجع عنها تحت أية ذريعة كانت، وفي مقدمة ذلك: التحلل من كل الاتفاقيات مع دولة الاحتلال وما ترتبت عليها من التزامات، والمقاطعة والمقاومة الشعبية، وعمل كل الإجراءات التي من شأنها تحويل هذه القرارات لإرادة شعبية كفاحية.
رابعاَ: سرعة اعتماد استراتيجية وطنية متكاملة لمواجهة كافة المخاطر والتحديات الماثلة أمام شعبنا، وفي مقدمة ذلك مواجهة وإفشال مؤامرة "صفقة القرن" وكل ما يماثلها أو يترتب عليها، وحماية مكتسباته ومواصلة وتعزيز النضال من أجل حقوقه الوطنية غير القابلة للتصرف وفقاَ للشرعية الدولية، وهي الحقوق التي تتلخص في الآتي:
أ. ممارسة حق تقرير المصير والعودة للاجئين الفلسطينيين وفق القرار الأممي رقم 194.
ب. إقامة الدولة الفلسطينية المستقلة ذات السيادة على حدود الرابع من حزيران 1967 وعاصمتها القدس.
ت. ضمان الحقوق المدنية والقومية في المساواة الكاملة لأبناء شعبنا في الداخل، بوصفهم جزء أصيل من الشعب الفلسطيني.
كما يجدد الحزب دعوته لمنظمة التحرير الفلسطينية لاستنهاض دورها في كافة المحافل المحلية والعربية والدولية، واستحضار الدروس واستخلاص العبر من تجربة شعبنا الكفاحية في انتفاضة 1987، والاعتماد على الشعب في مواجهة العدوان ومخططات التصفية.
إن حزب الشعب وهو يتوجه بالتحية لشهداء وجرحى وأسرى شعبنا الباسل، يعاهده على الوفاء لتضحياته، ويؤكد على مواصلة النضال دفاعاَ عن كرامته وكامل حقوقه الانسانية والوطنية، وفي المقدمة منها حقه بالعودة والحرية والاستقلال.