ذكرت صحيفة "ذا ناشيونال هيرالد" ان أكبر زعيم مسيحي في القدس وصف هجوم الحرق المتعمد يوم الجمعة الماضي على كنيسة الجثمانية بأنها "جريمة مستوحاة من أيديولوجية متطرفة تسعى إلى طرد المسيحيين من الأراضي المقدسة".
واضافت الصحيفة ان "غبطة البطريرك ثيوفيلوس الثالث، بطريرك القدس وسائر اعمال فلسطين والاردن، ادان الهجوم الذي نفذه إسرائيلي متطرف يبلغ من العمر 49 عامًا. حيث تم تقييد الرجل في الموقع من قِبَل حرس الكنيسة والمارة المسلمين والمسيحيين، قبل أن تعتقله الشرطة."
ففي يوم الجمعة 4 كانون الأول (ديسمبر)، كما كتبت الصحيفة، دخل الرجل الاسرائيلي المتطرف الكنيسة الواقعة في جبل الزيتون بالقدس، وصب سائلاً قابلاً للاشتعال وأشعل فيه النار. وقد تضررت أرضيات فسيفساء بيزنطية ومقاعد خشبية في الحريق الذي تم إخماده قبل أن يتسبب في دمار أو إصابة واسعة النطاق.
واضافت "ذا ناشيونال هيرالد" في تقريرها ان حراسة الأرض المقدسة هي الهيئة المسؤولة عن حماية الأماكن المقدسة الكاثوليكية في القدس. حيث وصف الأب إبراهيم فلتس، الذي ينتمي للحراسة، الهجوم بأنه "جريمة، جريمة لا ينبغي أن تحدث في كنيسة في الأرض المقدسة".
وذكرت الصحيفة انه في الأسبوع الماضي فقط، شارك البطريرك ثيوفيلوس الثالث في مؤتمر عبر الانترنت جمع شخصيات قيادية من وستمنستر البريطانية والعاصمة الامريكية واشنطون للترويج لرسالة تعزيز الوجود المسيحي في الاراضي المُقدسة. ففي 2 كانون الأول (ديسمبر) وخلال المؤتمر، تحدث ممثلاً عن وزارة الخارجية الأمريكية، سفير الولايات المتحدة للحرية الدينية الدولية، سام براونباك. وحل بطريرك القدس يوم الاثنين 30 نوفمبر كضيف شرف في الاجتماع الافتتاحي "للمجموعة البرلمانية الجديدة لجميع الأحزاب حول المسيحية في الأرض المقدسة في البرلمان البريطاني" المعروفة ب (APPG)
وتعليقًا على الهجوم على كنيسة الجثمانية، قال رئيس المجموعة البرلمانية APPG الجديد، النائب ستيف دوبل لصحيفة "ذا ناشيونال هيرالد": "هذا الهجوم في موقع له أهمية كبيرة للمسيحيين في جميع أنحاء العالم يكشف عن التهديد الذي تشكله الجماعات المتطرفة"، مضيفاً: "توضح مثل هذه الحوادث سبب قيامنا بإنشاء APPG جديدًا حول المسيحيين في الأرض المقدسة للمساعدة في ضمان بقاءهم في مكان يمكنهم الاستمرار في العيش والازدهار فيه ".
واشارت الصحيفة "كما اتت إدانة للهجوم من الجالية اليهودية في بريطانيا. حيث قال اللورد هوارد من ليمبني، الزعيم السابق لحزب المحافظين وأمين مجلس المسيحيين واليهود، "إننا نشجب هذا الهجوم على موقع مقدس مسيحي في القدس حيث يقف الشعب اليهودي في جميع أنحاء العالم متضامنًا مع إخواننا وأخواتنا المسيحيين أينما يواجهون الاضطهاد بسبب إيمانهم، مثل هذه الهجمات تضاعف جهودنا لتحسين العلاقات بين المجتمعات الدينية وبناء مجتمعات تقوم على التعايش السلمي ".
كما قالت أنيتا دلهاس، الرئيس التنفيذي للمجتمع الدولي للقبر المقدس، وهي منظمة تأسست لدعم كنائس الأرض المقدسة، "يواجه المسيحيون في الأرض المقدسة العديد من التحديات للحفاظ على تراثهم القديم وسبل عيشهم الحالية. يحتاج مسيحيو الأرض المقدسة أكثر من أي وقت مضى إلى أصدقاء ومؤيدين وداعمين في أوروبا وأمريكا للتحدث واتخاذ الإجراءات لمنع وقوع مثل هذه الحوادث في المقام الأول ".
ولفتت الصحيفة الى ان البطريرك ثيوفيلوس الثالث شغل منصب بطريرك القدس منذ عام 2005. ويذكر ان كرسي القدس (بطريركية القدس) يُعترف ببطريرك القدس من قبل السلطات الإسرائيلية والفلسطينية والأردنية، وكذلك من قبل البطاركة ورؤساء الكنائس في القدس، كأكبر زعيم مسيحي في الأرض المقدسة.
وتأسس المجتمع الدولي للقبر المقدس في عام 2018 ، بدعم فريد من جميع البطاركة ورؤساء الكنائس الثلاثة عشر في القدس ، لتأمين مستقبل أكثر إشراقًا للمسيحيين في الأرض المقدسة. وهي هيئة تربط مسيحيي الأراضي المقدسة بالمجتمع المسيحي العالمي، وتوصل أصواتهم، وبناءً عليها تدعم مطالبهم لدى القادة المؤثرين حول العالم، كما انها تدعم، وبشكل مباشر، الوجود المسيحي في الأرض المقدسة ونشاط كنائسها.