- بقلم : ثائر محمد حنني الشولي
في أحدث جريمة إرتكبتها قوات الإحتلال الصهيوني بحق أطفال فلسطين ممن تقل أعمارهم عن الستة عشرة عاماً , تم إعدام الطفل علي أبو عليا في يوم ميلاده الخامس عشر , وذلك يوم الجمعة الماضي الرابع من كانون الأول – ديسمبر أثناء تصدي أهالي بلدته المغير قضاء رام الله لقطعان المستوطنين المدعومين من قبل جيش الإحتلال, والذين يحاولون سرقة أراضي الأهالي هناك,وإقامة بؤرة إستيطانية جديدة في المنطقة تصادر المزيد من أراضي الفلسطينيين لصالح المشروع الإستيطاني التهويدي الإستعماري , حيث دارت هناك مواجهات عنيفة بين الأهالي وجنود الإحتلال أسفرت عن عشرات الجرحى الفلسطينيين وسقوط الطفل علي أبو عليا شهيداً برصاصة غادرة من صنع ودعم أمريكي وإرتقت روحه الطاهرة الى عنان السماء حيث الشهداء الأكرم منا أحياءٌ عند ربهم يرزقون.
ويأتي إغتيال وذبح الطفل أبو عليا تأكيداً جديداً على مضي الإحتلال بمسلسل جرائمه بحق الطفولة البريئة, وتأكيداً اّخر على مواصلة جيشه المجرم لمختلف سياسات الإحتلال القمعية والوحشية والعنصرية بحق الإنسانية , حيث بلغ عدد الأطفال الذين تم ذبحهم على أيدي الجلاد الصهيوني خلال فترة وجيزة من عمر الإحتلال كما وثقت ذلك الحركة العالمية للدفاع عن الأطفال – فرع فلسطين – وذلك منذ العام 2000م مع إندلاع شرارة الإنتفاضة الفلسطينية الثانية – إنتفاضة الأقصى – وصعوداً حتى العام 2020م قرابة 2094 طفلاً وطفلة , منهم من تم إحراقهم وهم أحياء مثل الطفل محمد أبو خضير من القدس والطفل حامد نضال خطاطبة من بيت فوريك وعائلة الدوابشة من دوما نابلس , ولا يغيب عن أعيننا مشهد الطفل محمد الدرة من غزة الذي قتل وهو مختبئ في حضن والده وأمام عدسات كاميرا الصحافة المحلية والدولية , وكذلك الطفلة البريئة التي لم يتجاوز عمرها الأربع سنوات إيمان حجو التي قتلت بنيران المدفعية الصهيونية , إضافة لعشرات الاّلاف من الأطفال الفلسطينيين الذين قضوا شهداء في مجازر بشعة إرتكبتها القوات الصهيونية بحق أبناء شعبنا منذ الإحتلال الأول لفلسطين عام 1948م ( عام النكبة) ولغاية العام 2000م التاريخ الذي بدأت معه الحركة العالمية للدفاع عن الأطفال توثيق جرائم الإحتلال بحق الطفولة الفلسطينية.
وإزاء مواصلة جيش الإحتلال الصهيوني ذبحه الأطفال في فلسطين فإن المجتمع الدولي وكافة منظماته وهيئاته الإنسانية والحقوقية مطالبٌ الوقوف عند مسؤولياتهم الأخلاقية والقانونية تجاه جرائم الإحتلال البشعة , وتوفير الحماية الدولية لشعبنا وأطفالنا وشيوخنا ونسائنا, وكذلك ملاحقة مجرمي الحرب في الكيان الصهيوني وإخضاعهم بل وتقديمهم للمحاكم الدولية عن جرائم الحرب وجرائم الإبادة الجماعية والتطهير العرقي الممنهج بحق أطفال وشعب فلسطين الذي يرزح تحت نير الإحتلال والفاشية منذ ما يزيد على السبعين عاماً حافلة بكل ألوان وأشكال وأطياف التعذيب والقمع والقهر والذبح والتطهير والتهجير والحصار والحبس وحروب الإبادة بحق المدنيين الأبرياء على مراّى ومسمع العالم الذي لا زال على صمته ولم يحرك بعد ساكناً وحتى هذه اللحظات إزاء اّخر وأبشع وأقذر إحتلال عرفته البشرية منذ نشوءها وتطورها.
بقلم : ثائر محمد حنني الشولي
فلسطين المحتلة – بيت فوريك
كانون الأول – ديسمبر- 2020
جميع المقالات تعبر عن وجهة نظر أصحابها وليس عن وجهة نظر وكالة قدس نت