- اشرف صالح
في مثل هذا اليوم من كل عام تتجد الأحزان بين أهل وذوي الأطفال المغدورين "أطفال بعلوشة" وتتجدد الأحزان أيضاً عند كل من عاصر أو شاهد ذاك الحدث المروع والذي زلزل قطاع غزة آناذاك , وأثبت أنه من الممكن أن يتحول الإنسان الى شيطان في غمضة عين , وخاصة عند اللذين أصبحوا عبيداً لشهوة الإنتقام وشهوة السيطرة وشهوة السلطة , وتلك الأحزان تتجدد تزامناً مع إحياء هذه الذكرى الأليمة , ذكرى إغتيال البراءة , أما الأب صاحب القلب الموجوع وهو العميد في جهاز المخابرات العامة الفلسطينية , والعضو المنتخب في المجلس الثوري لحركة فتح "بهاء بعلوشة" والأم الصابرة والتي فقدت فلدات كبدها , فهم لا يملكان إلا الصبر والدعاء , ومع اليقين الكامل وبحسب القرآن والسنة , بأن أطفالهم بإذن الله وبأمر الله من أهل الجنة..
ومع ذكرى هذه المناسبة الأليمة , فلا بد أن نذكر أمراً خطيراً للغاية , وهو أمر مرتبط بالتقل المشروع بالنسبة لكل حاقد أو جاهل أو مرتبط ببيعة وأمير وما شابه , فأمر الإعتقاد الخاطئ أو الفهم الخاطئ للدين يعد جهلاً غير مغفور , لأن الجهل بحد ذاته هو جريمة تؤدي الى الإمعان في القتل , وتؤدي أيضاً الى التفاخر بالقتل , فكم من جاهل تفاخر بأنه قتل فلان , معتقداً أنه سيدخل به الجنة , وكل ذلك بسبب أن وراء كل جاهل "أمير" أميره في حزبة الذي يخيل له أن "الجنة تنادي" كل من يقتل مخالف للرأي أو منافس سياسي أو خارج منظومة البيعة (...) , ومن هنا فإذا كانت الجنة ستنادي كل قاتل مغفل وموجه من آخرين ومعتقد أنه على صواب كما يقولون القتلة , فإن الجنة حتماً ستنادي ثلاثة أطفال أبرياء تقلو بدم بارد , كما يقول القرآن الكريم والسنة النبوية الشريفة .
في نهاية هذا المقال لا يسعني إلا أن أوجه رسالة الى كل صاحب قلب مجروح , وكل صاحب دم مهدور , وكل صاحب طفل مغدور , وأخص بالذكر أهل الأطفال الثلاثة , وأقول لهم "عند الله يلتقي الخصوم" وإن الله لا يضيع أجر الصابرين .
كاتب صحفي
جميع المقالات تعبر عن وجهة نظر أصحابها وليس عن وجهة نظر وكالة قدس نت