أطلق وزير الخارجية وشؤون المغتربين الأردني أيمن الصفدي، يوم السبت، نداءً مشتركا لدعم وكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين (أونروا) ماليا وفوريا لتمكينها من الاستمرار في خدماتها، قائلاً إن الوضع مقلق وخطير للغاية بالنسبة للاجئين الذين يعتمدون على الوكالة.
وقال الصفدي بعد لقاء مع المفوض العام للوكالة الأممية فيليب لازاريني "نحن شركاء نعمل على حل المشكلة معا وندرس الحلول معا ونعمل معا أيضا من أجل ضمان قدرة الوكالة على الاستمرار في خدماتها".
وأضاف "أعتقد أن نداءنا المشترك لجميع شركائنا وأصدقائنا هو أن الوكالة تحتاج إلى دعم مالي فوري حتى تستطيع أن تستمر في خدماتها التي لا يمكن الاستغناء عنها."
وأشار الصفدي إلى أن المحادثات مع لازاريني ركزت على شقين: الشق الأول هو كيفية التعامل مع الأزمة المالية الحالية التي تواجهها الوكالة، قائلاً إنها "أزمة كبيرة وانعكاساتها خطيرة على متلقي الخدمة في مناطق عمل الوكالة الخمس في الظروف الصعبة في ظل جائحة كورونا، التي تستدعي أصلا توفير دعم مالي أكبر حتى تتمكن الوكالة من القيام بمهماتها الرئيسية والحيوية".
وذكر وزير الخارجية أن "الوضع مقلق للغاية، الوضع خطير للغاية بالنسبة للاجئين الذين يعتمدون على الوكالة، أولئك الذين يحتاجون إلى العلاج، والأسر التي تحتاج إلى الطعام، والأطفال الذين يحتاجون للذهاب إلى المدرسة، هذا هو ما لا يمكن تحمله وهذا هو ما نعمل معا وبالشراكة مع شركائنا الدوليين لمحاولة التصدي له".
أما فيما يخص الشق الثاني، قال الصفدي إنه منصب على سبل ايجاد آليات دعم مستدامة."
الصفدي أكد على ضرورة توفير الدعم المالي الذي تحتاجه الوكالة لتمكينها من الاستمرار في تقديم خدماتها الحيوية للاجئين خصوصا في هذه الظروف التي ازدادت فيها مسؤوليات الوكالة لمواجهة جائحة كورونا.
وبحث الصفدي ولازاريني الجهود المبذولة والمشاورات مع الشركاء الدوليين لتوفير الدعم المالي اللازم لسد العجز المالي الحاد الذي تواجهه الوكالة.
واستعرض الصفدي ولازاريني الاستعدادات للمؤتمر الدولي لحشد الدعم للوكالة الذي يعمل الأردن والسويد على عقده العام المقبل والذي أقرته مجموعة ستوكهولم خلال حوارها الاستراتيجي.
وفي تصريحات صحافية مشتركة عقب اللقاء، قال الصفدي أن الاجتماع جاء في إطار التنسيق المستمر بين الشركاء من أجل حماية الوكالة ومن أجل الحفاظ على قدرتها على القيام بواجباتها ومهامها الحيوية إزاء اللاجئين الفلسطينيين وفق تكليفها الأممي الذي جدده المجتمع الدولي بشكل غير مسبوق خلال التصويت في الجمعية العامة للأمم المتحدة في شهر كانون أول/ديسمبر 2019.
وأضاف الصفدي "كما قلنا مرارا لا بديل عن الوكالة ولا تنازل عن ولايتها ولا قبول لأي طرح يحد من قدرتها على القيام بدورها، لأن لذلك تبعات سياسية غير مقبولة وتبعات إنسانية أيضا مرفوضة وغير مقبولة."
وأضاف الصفدي، "بحثنا في إطار شراكتنا كيفية الإستمرار في التواصل مع الشركاء في المجتمع الدولي من أجل توفير التمويل اللازم الذي تحتاجه الوكالة والذي تحتاجه الآن، لأن عدم توفير هذا الدعم سينعكس بشكل غير مقبول ولا يمكن التعايش معه على قدرات الوكالة على تقديم خدماتها."
وأوضح أن الحوار الاستراتيجي لمجموعة ستوكهولم يبحث هذه الآليات، مشيرا إلى توافق اللجنة على عقد مؤتمر دولي تعمل المملكة ومملكة السويد بالتنسيق مع الوكالة والاتحاد الأوروبي على تنظيمه العام المقبل.
وقال الصفدي، إن العمل جار على عقد مؤتمر دولي في الربع الأول من العام المقبل من أجل حشد الدعم السياسي والمالي للوكالة والإعداد لمؤتمر ينجح في ترجمة الدعم السياسي الدولي لها إلى دعم مالي لتمكينها من الاستمرار في تقديم الخدمات الاساسية للاجئين.
وشدد الصفدي على ضرورة استمرار الوكالة في تقديم الخدمات للاجئين وفق تكليفها الأممي إلى حين حل قضية اللاجئين في إطار حل شامل ينهي الصراع وينهي الاحتلال الذي بدأ في العام 1967.
وقال الصفدي "نحن شركاء نعمل على حل المشكلة معا وندرس الحلول معا ونعمل معا أيضا من أجل ضمان قدرة الوكالة على الاستمرار في خدماتها".
وأضاف الصفدي أن "أونروا موجودة لتبقى بتفويض من الأمم المتحدة إلى حين التوصل لحل عادل ودائم لقضية اللاجئين الفلسطينيين وفقًا للقانون الدولي وقرارات الأمم المتحدة، وفي سياق حل شامل للصراع ينهي الاحتلال الذي بدأ في العام 1967 على أساس حل الدولتين."
وقال لكن ما هو غير مقبول هو "أن نقف هنا عاما بعد عام للتساؤل عما إذا كان 500 ألف طفل سيذهبون إلى مدارس أم لا، وإذا كان المرضى الفلسطينيون سيجدون عيادات صحية، لذا فإن ما هو غير مستدام هو عدم اليقين الناشئ عن عدم قدرتنا كمجتمع دولي على تزويد الوكالة بالموارد التي تحتاجها لأداء عملها، ولكن فيما يتعلق بالوكالة فهي نموذج تم اعتماده من قبل غالبية المجتمع الدولي، فهي موجودة لدعم اللاجئين الفلسطينيين".
وأضاف أن "المفوض العام وفريقه يقومون بعمل نثمنه عاليا في ظروف صعبة جدا ولكن لا نستطيع إلا أن نستمر بالعمل معا من أجل حماية الوكالة وإيصال رسالة واضحة وصريحة إلى المجتمع الدولي أن عدم قدرة الوكالة على القيام بمهماتها سيكون له انعكاسات كارثية على اللاجئين وسيكون لذلك ترددات في المنطقة برمتها."
لازاريني ثمن الجهود "الموصولة والمستمرة" التي يبذلها الأردني لتوفير الدعم المالي والسياسي الدولي للوكالة.
وقال المفوض العام إن الوضع المالي للوكالة حرج وأن الوكالة بحاجة إلى دعم مالي عاجل، مضيفاً أن الوكالة تعاني حاليا عجز مالي غير مسبوق وزيادة كبيرة في الاحتياجات في ظل أزمات عديدة تشهدها المنطقة خصوصا في ظل جائحة كورونا وتبعاتها الصحية والاقتصادية وزيادة جيوب الفقر المدقع وبالتالي الاعتماد المتزايد على خدمات الوكالة.
وقال لازاريني إن النقاش اليوم تمحور حول كيفية ضمان استمرار جميع خدمات أونروا في التعليم لأكثر من نصف مليون طالب وطالبة في جميع مدارس الوكالة، وتوفير الرعاية الصحية الأولية لأكثر من 3 ملايين لاجئ فلسطيني في جميع أنحاء المنطقة، وتوفير شبكة أمان للحماية الاجتماعية لجميع اللاجئين الفلسطينيين الذين تضرروا بشدة من التداعيات الاقتصادية والمالية الحالية.
وأكد المفوض العام للوكالة على ضرورة ترجمة الدعم السياسي للوكالة من خلال توفير الموارد المالية التي تحتاجها الوكالة للقيام بالواجبات المنوطة بها.
وقال لازاريني إن الهدف من المؤتمر الذي سيعقد العام المقبل هو تعزيز التزام المجتمع الدولي وتقاسم أفضل للمسؤولية تجاه نشاطات الوكالة، مؤكدا أن هناك "تفويض ولن يتم تغيير هذا التفويض اليوم حتى يكون هناك اتفاق سياسي مناسب من شأنه تعزيز حل دائم وعادل في المنطقة".
واتفق الصفدي ولازاريني على استمرار التنسيق والتشاور حول سبل حشد الدعم الدولي اللازم لتمكين الوكالة الاستمرار في تقديم خدماتها الحيوية وفق تكليفها الأممي.