- بقلم : سري القدوة
الأحد 13 كانون الأول / ديسمبر 2020.
ليس مجرد خبر ينشر في وسائل الاعلام ويمر مرور الكرام ولكن الحقيقة تبقى اصعب بكثير مما يتناوله الخبر عندما يقدم مستوطنين على اقتلاع اشجار الزيتون المثمرة والضاربة جذورها بالأرض فهذا العمل يعبر عن عقلية الارهاب المنظم لتلك المجموعات التي تنشر الفساد في الارض ويجب محاكمتها وعدم تركها تبث سمومها في كل مكان، وقد اقدم مستوطنين من مستوطنة «بروخين» على قطعوا نحو 15 شجرة زيتون في الجهة الشمالية من بلدة كفر الديك في المنطقة المسماة «المارس».
انه الحقد الاسرائيلي الأعمى وتلك العنصرية التي تمارسها حكومة الاحتلال من خلال التستر على جرائم المستوطنين وبث سموم الفساد والتحريض وممارسة العنصرية القاتلة حيث تثبت مجددا أن هذا الاحتلال لا يفهم لغة السلام ولم يكن يفهم يوما معنى التعايش السلمي فهم يسعون ويعملون بكل الوسائل الى قتل الشعب الفلسطيني ومحاربة العرب جميعا بدم بار وبأسلوب أهوج وقمعي وواقع العنصرية لديهم والعنجهية والغطرسة الإسرائيلية تدفعنا الى ضرورة توحيد الصفوف فإننا حقا في مواجهة مفتوحة مع احتلال اسرائيلي حاقد، يعمل علي تدمير البنية الحياتية الفلسطينية، ويرفضون حتى العيش بأبسط وسائل الحياة ويحاربون كل شيء فلسطيني، وإن استمرار الاحتلال يشكل المشكلة الكبرى في المنطقة وهذا العدوان على الشعب الفلسطيني الذي يهدف الي النيل من صمود الإنسان الفلسطيني واقتلاعه من ارضه والنيل من إرادته وعزيمته وإثناؤه عن المطالبة بحقوقه لتقرير مصيره وإقامة دولته الفلسطينية المستقلة.
ان هذا هو واقع الحياة اليومية والمعاناة التي يعانيها ابناء الشعب العربي الفلسطيني نتيجة هذه العدوان المنظم بحقهم والذي يرتكب بدون وجه حق فماذا يعني اقدام مستوطنين على اقتلاع اشجار الزيتون المثمرة وحرمان اصحابها وملاكها من الاستفادة من ثمارها وسرقة الارض الفلسطينية فهذا السلوك والنهج يدمر اي فرص للسلام ويقضي على اي تعاون او حياة من الممكن ان تكون في ظل استمرار صمت حكومة الاحتلال وعدم تقديم هؤلاء للمحاكمة بل حمايتهم من قبل جنود الاحتلال ومؤسساته الامنية .
واقع الارهاب الاسرائيلي الذي تقوده عصابات المستوطنين بحق الشعب الفلسطيني هو ارهاب دولة منظم واليوم الاحتلال يعيد استنساخ الاحتلال بصورة المستوطنين والممارسات القمعية المنافية لكل القيم الانسانية والقوانين الدولية، وتقوم عصابات من المستوطنين وتحت رعاية وحماية جيش الاحتلال باختراق فاضح للقوانين الدولية، في ظل رفض اي برامج للسلام ووقف الاستيطان، حيث يستمر نهج الاحتلال في استهداف الانسان الفلسطيني، ضمن عملية مبرمجة هدفها الاساسي سرقة ما تبقي من الاراضي الفلسطينية لتمدد الاستيطاني، واستمرار ممارسة الارهاب المنظم الذي تقوم به العصابات الاسرائيلية تحت رعاية وإشراف مباشر من قبل جيش الاحتلال الاسرائيلي .
إن المستوطنات الاسرائيلية أقيمت فوق الأرض الفلسطينية بعد مصادرة وسرقت الارض من اصحابها الاصليين واستولت سلطات الاحتلال العسكري عـلـى الموارد الطبيعية والمياه وقطعت القرى الفلسطينية عن المدن، وفصلت الاتصال العمراني والتواصل الجغرافي بين المناطق الفلسطينية، كما أثرت على الاقتصاد الفلسطيني، وساهمت المستوطنات في إبقاء الفلسطينيين تحت رحمة حكومة الاحتلال بلا بُنية تحتية ولا مشاريع وأوقفت حركة التجارة والصناعة الفلسطينية وتعتدي ايضا على ثمار اشجار الزيتون، وفي ظل هذه الممارسات لا بد ان تعمل الأمم المتحدة علي توفير الحماية للشعب الفلسطيني، وان يتم اتخاذ إجراءات حقيقية لتدخل الفوري لوقف اعتداءات المستوطنين وحالة الفوضى التي خلفتها ممارسات الاحتلال الاسرائيلي .
سفير الاعلام العربي في فلسطين
رئيس تحرير جريدة الصباح الفلسطينية
جميع المقالات تعبر عن وجهة نظر أصحابها وليس عن وجهة نظر وكالة قدس نت