انطلقت، يوم الأحد، أعمال المؤتمر الأوروبي السادس لمناصرة أسرى فلسطين، الذي أقيم في فلسطين لأول مرة منذ 5 سنوات، تحت شعار "كل التضامن مع الأسرى المرضى، الحرية لأسرى فلسطين".
ويشارك في المؤتمر الذي أقيم بالغرفة التجارية بمدينة رام الله، العديد من المؤسسات الرسمية والمحلية، وأكثر من 45 شخصية عربية دولية واسعة وممثلين عن الهيئات والمؤسسات الدولية والحقوقية عبر تقنية "زوم" بسبب جائحة كورونا.
وقال المنسق العام للتحالف الأوروبي لمناصرة الأسرى في فلسطين خالد عبيدي، يأتي هذا المؤتمر في الوطن كتتويج لعمل التحالف الأوروبي خلال 7 سنوات، والذي تمكن خلالها في عقد مؤتمره في عدد من الدول الأوروبية، وفاء للأسرى ونضالاتهم واضراباتهم في السجون.
وأضاف، "ننظر إلى هذا المؤتمر كمحطة هامة من أجل الانتقال إلى خطوات عملية وملموسة بالتضامن مع عائلات الأسرى ومع الأسرى المحررين، لتكثيف الضغط على سلطات الاحتلال والإفراج عنهم".
وأعلن عبيدي أن العام القادم سيكون عام الوفاء للأسرى بتوفير احتياجاتهم وتأمين زيارات عائلاتهم، وإرسال وفود حقوقية وطبية للاطلاع على ظروف اعتقالهم، وصولا إلى مقاضاة سلطات الاحتلال.
بدوره، قال منسق التحالف في فلسطين علي أبو هلال، إن الأسرى يعيشون ظروفا صعبة ومعقدة في سجون الاحتلال، خاصة الأسرى المرضى الذين لا تتوفر لهم أي أنواع العلاج اللازم، ما أدى لاستشهاد عدد منهم، وآخرهم الشهيد كمال أبو وعر.
وأضاف، إن انعقاد المؤتمر عبر تقنية زوم بمشاركة الدول العربية والعالمية، يؤكد التضامن العربي والدولي والشعبي والحقوقي مع نضال الشعب الفلسطيني من أجل إنهاء الاحتلال، وإقامة دولة فلسطين وعاصمتها القدس، وحق العودة للاجئين.
وأكد أبو هلال أن الأسرى يتطلعون أن يتبنى المؤتمر إطلاق حملة دولية شاملة لدعم مطالبهم، عبر وقف سياسة الاهمال الطبي وتأمين العلاج الطبي الضروري، وممارسة الضغط على حكومة الاحتلال لإلغاء سياسة الاعتقال الإداري، وإطلاق سراح المعتقلين الإداريين، وإطلاق سراح الأطفال والنساء وكبار السن، إضافة إلى استرداد جثامين الأسرى وتسليمها لأهاليهم.
من جهتها، قالت وزيرة الصحة مي الكيلة، إن إدارة السجون الإسرائيلية تدير ظهرها لمطالب الاسرى بالحصول على العلاج والأدوية الصحية المناسبة، مخالفة بذلك كافة الاتفاقات الدولية وعلى رأسها اتفاقية جنيف الرابعة.
وتابعت، "إننا في فلسطين نعيش حالة صعبة بسبب تفشي فيروس كورونا، ما يزيد معاناة الأسرى لا سيما بعد ظهور عشرات الإصابات، حيث لا تتوفر أدوات التعقيم اللازمة في تلك السجون التي تشكل مركزا للوباء وعدوى الفيروس ما يجعل حياتهم في خطر، خاصة المرضى الذين يعانون من أمراض مزمنة.
ودعت الكيلة دول العالم إلى احترام الانسانية وحقوق الانسان، والعالم بالتدخل للإفراج عن جميع الأسرى في السجون.
بدوره، قال رئيس هيئة شؤون الأسرى والمحررين قدري أبو بكر، إن سلطات الاحتلال تواصل سياسة الاعتقالات اليومية بحق أبناء شعبنا متجاهلة كل الأصوات التي تدينها، ويقومون بعمليات الاعتقال والمحاكمات غير العادلة، والتنكيل بالأسرى، ما يجعل حجم الجريمة بحقهم تتجه تصاعديا.
وبين أن سلطات الاحتلال تحتجز ما يقارب 4300 أسير وأسيرة من كافة فئات المجتمع منهم 700 مرضى يعيشون في ظروف صحية صعبة ومعقدة.
وأضاف أبو بكر، "سئمنا من استقبال أبنائنا من سجون الاحتلال شهداء نتيجة جرائمهم، وهناك تزايد في وتيرة الاقتحامات الهمجية التي يتعرض لها الأسرى من قبل قوات القمع، لا سيما أسرى معتقل "نفحة" القابعين بقسم 10، الذين تعرضوا خلال الأيام الماضية لاستهداف غير مسبوق طال عدة غرف في القسم.
وقال: ترفض اسرائيل إطلاق سراح أي أسير فلسطيني أمني ولا سيما الأكثر عرضة للإصابة بـ"كورونا"، ولم تكتف بذلك بل قامت بسحب عشرات الاصناف من مواد التعقيم والتنظيف من "الكنتين" وزادت من اقتحامات السجون دون اتخاذ أي شكل أشكال من الوقاية.
وأوصى أبو بكر بتشكيل لجنة طبية دولية دائمة من الصليب الأحمر، ومنظمة الصحة العالمية، وتشكيل فريق طبي قانوني يقومون بزيارة السجون بشكل متواصل لمعالجة الأسرى لقراءة ملفهم الأسرى ومتابعتها وإبداء الملاحظات.
وشارك أهالي الأسرى واسرى محررين ومنهم والدة الأسير "ضياء الأغا" ووالد الأسير المهندس الإنسان محمد الحلبي والمحرر مصطفي مسلماني المبعد الى قطاع غزة ووالدة الأسير كريم يونس وعائلة الاسير فواد الشوبكي ووالد الاسير الشهيد كمال ابو وعر الذي استشهد داخل سجون الاحتلال وما زالت جثته محتجزة.