- بقلم: بدر أبو نجم
في البداية لا بد من التذكير أن دول العالم خاضت سباقاً مع الزمن لإيجاد ترياق عاجل ضد فايروس كورونا المستجد والذي حصد ملايين الأرواح منذ ظهوره لأول مرة في مدينة ووهان الصينية، وتحدث الكثير عن أن اللقاح قد لا يكون جاهزاً خلال سنوات، إلا أن بعض الدول تنبأت ومنذ اليوم الأول من ظهور الجائحة إلى أن كبح جماح الفايروس سيكون في منتصف العام 2021 إلى حدٍ ما.
ومع مرور عامٍ كامل من انتشار الفايروس في العالم نجحت بعض الدول والجامعات حول العالم من تحضير أكثر من لقاح وإجراء التجارب الطبية على بعض الأفراد والمصابين، وأبدى البعض تفاؤلاً يشوبه الحذر حيال فاعلية اللقاحات، بينما حذر آخرون من اعتبارها فرصة للربح ومحاولة دول كبرى بسط هيمنتها من خلال السيطرة على اللقاحات، ما دفع بعض الدول عن اعلان تجهيز ترياق ضد كورونا في وقت سابق لأوانه، خصوصاً أن أي لقاح يحتاج إلى وقت لا يقل عن تسعة أشهر لإجراء التجارب عليه واختبار مدى فعاليته وأعراضه على الأفراد.
في الآونة الأخيرة ظهرت بارقة أمل في الأفق، وكان خروج ترياق كورونا نوع من الحلم الذي تحقق بعد أشهرٍ من الإنتظار في نفقٍ مظلم، وأخيراً تنفس الصعداء مع البدء بتوزيع وبيع اللقاحات لمختلف دول العالم.
الرأي الطبي للقاح كورونا:
خرجت الكثير من الآراء الطبية تقلل من فعالية الترياق، ومدى أمنه على الأفراد، وذهب بعض المختصين في هذا الشأن إلى أن المصالح التجارية كانت الأولوية في الاعلان عن تصنيع اللقاح، وذهب الكثير إلى التساؤل عن المدة الزمنية الوجيزة التي تم فيها تصنيع الترياق، معتبرين هذه المدة الوجيزة لا تكفي لتجريب اللقاح واختبار مدى فعاليته بنسبة مئة بالمئة ودون أعراض جانبية.
لقاح سبوتنيك:
مدير مركز "غاماليا" الروسي لبحث الأوبئة والأحياء الدقيقة، ألكسندر غينتسبورغ قال عن نتائج تطعيم أشخاص أصيبوا سابقاً بفيروس كورونا بلقاح سبوتنيك، إن الذين لم يشتد عليهم المرض هم الذين خضعوا للتطعيم، وكانت عيارات الأجسام المضادة تتنامى عندهم بوتيرة أسرع بكثير مما هو عليه في أغلب الأحيان لدى شخص لم يخالط مصابين.
وأشار غينتسبورغ إلى أن الأشخاص الذين خالطوا المصابين أو سبق أن أصيبوا بمرض "كوفيد-19" من المجدي تحديد عيار الأجسام المضادة لديهم بعد إجراء التطعيم الأول، وذلك من أجل تحديد ما إذا كانوا يحتاجون إلى تطعيم إضافي.
لقاح فايزر-بيونتيك:
بريطانيا أصبحت أول دولة في العالم توافق على استخدام لقاح "فايزر-بيونتيك" المضاد لفيروس كورونا، والذي طورته شركتا "فايزر" الأميركية و"بيونتك" الألمانية، والذي حصل على شهادة من هيئة الغذاء والدواء الأميركية، والتي أكدت فيه أن تأثير المنتج الجديد يظهر بعد إثني عشرَ يوماً من الجرعة الأولى.
فيما أثبتت الدراسات أنه لم تظهر التجارب السريرية لشركة "فايزر"أي آثار جانبية خطيرة على الأفراد، ووفقًا لوثيقة إحاطة صادرة عن اللجنة الاستشارية للقاحات التابعة لإدارة الغذاء والدواء، كانت الآثار الجانبية الأكثر شيوعًا هي ردود الفعل عند نقطة الحقن على الجسم والإرهاق والصداع وآلام العضلات والقشعريرة وآلام المفاصل، فيما لا يزال من غير الواضح مدى أمان اللقاح للمجموعات الأخرى، مثل النساء الحوامل والاطفال دون سن 16 عاماً.
وما بين مؤيد ومعارض للقاحات الجديدة من حيث مدى فعاليتها أو أمانها، إلا أن الترياق قد يطوي صفحة قاتمة من تاريخ البشرية، على الأقل التخفيف من الإجراءات الوقائية التي إتخذتها بعض الدول حول العالم تمثلت بفرض الاغلاقات والحظر الشامل والتي أدت إلى مشاكل اقتصادية ضخمة.
جميع المقالات تعبر عن وجهة نظر أصحابها وليس عن وجهة نظر وكالة قدس نت