أفاد موقع "بولتيكيو" بأن مستشار الأمن القومي الأميركي، روبرت أوبراين، قطع رحلته إلى أوروبا بشكل مفاجئ، وذلك لتنسيق رد الحكومة على الهجوم السيبراني الذي استهدف وكالات فيدرالية، ووجهت فيه أصابع الاتهام نحو روسيا، وهو ما رفضته موسكو.
وذكر مسؤول في الإدارة الأميركية، أن أوبراين عاد إلى واشنطن قادماً من باريس، حيث التقى هناك الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون، مضيفاً بأن هذه الخطوة تعكس مدى الجدية التي تتعامل بها الولايات المتحدة مع اختراق وزارات ذات حساسية عالية، على غرار الخزانة والتجارة والأمن الداخلي والدفاع.
ومن المتوقع أن يعقد أوبراين في الأيام القليلة المقبلة اجتماعات مع فريق الأمن السيبراني، إضافة إلى اجتماع محتمل للجنة الرئيسية لمجلس الأمن القومي، وذلك إثر اجتماع طارئ عُقد السبت لمناقشة الهجوم.
وكان مجلس الأمن القومي الأميركي، أعلن في وقت سابق يوم الثلاثاء، تأسيس وحدة لتنسيق الأمن السيبراني، وذلك بهدف تنسيق الجهود في أنحاء الولايات المتحدة، لمواجهة الهجمات الإلكترونية المحتملة.
وقال المجلس، في تغريدة عبر حسابه الرسمي بموقع "تويتر"، إن عمل الوحدة سيشمل كافة الوكالات الفيدرالية، وستتركز جهودها في تحديد أي مخاطر قرصنة أو هجمات سيبرانية والاستجابة السريعة للحوادث المماثلة.
وأشار المتحدث باسم المجلس، جون أوليوت، إلى أن وحدة تنسيق الأمن السيبراني تضم محترفين حاصلين على تدريبات عالية المستوى، فضلاً عن أنهم من ذوي الخبرة في المجال السيبراني.
وبعد الإعلان عن الهجوم السيبراني قالت وكالة "رويترز"، إن المسؤولين الأميركيين يعتقدون أن فريقاً من المحترفين يعملون لمصلحة الحكومة الروسية استطاعوا الوصول إلى الاتصالات الداخلية في وزارة الأمن الداخلي الأميركية، وهي وكالة فيدرالية مسؤولة عن أمن الحدود والأمن السيبراني، ومؤخراً توسعت مهماتها إلى التوزيع الآمن للقاح كورونا.
وكانت "رويترز" أول من رفع النقاب عن هذه العمليات، في حين نفت روسيا بشكل قاطع أي تورط بهجمات سيبرانية على مواقع حكومية أميركية. ورفض الكرملين اتهامات واشنطن، وقال المتحدث باسمه، ديمتري بيسكوف، في بيان إن "الرئيس الروسي فلاديمير بوتين عرض على الولايات المتحدة سابقاً، التعاون في مجال الأمن السيبراني، ولكنه لم يتلقَّ رداً".
وتابع: "إذا كان هناك هجمات لأشهر عدة، ولم يتمكن الأميركيون من فعل أي شيء حيالها، فمن غير الجيد إلقاء اللوم على الروس على الفور، بلا أساس أو دليل"، مؤكداً: "لا علاقة لنا بالهجوم".