- لارا أحمد - كاتبة وصحافية من الأردن
ألقى زعيم حركة المقاومة الإسلامية حماس، إسماعيل هنية، خطاباً بُمناسبة إحياء الذكرى 33 لتأسيس حركة حماس. هذا الخطاب لاقى رواجاً بين أنصار حركته، لكنّه في الحين ذاته تلقّى انتقادات من مسؤولين في حركة فتح.
وعن أسباب هذه الانتقادات، أكّد مسؤولون في فتح أنّ رئيس المكتب السياسي لحركة حماس، إسماعيل هنيّة، عمد إلى ذكر الضفة الغربية في مناسبات كثيرة في خطابه، في حين أنّ حركة حماس تُحكم سيطرتها على قطاع غزّة وليس لها دخل بالشأن السياسي في الضفة الغربية.
وقد قُرأ هذا التنصيص المتكرر على الضفة الغربية في خطاب هنيّة على أنّه تدخّل غير ضروريّ وخطاب مُفرغ من المعنى، والأجدر أن يكون تركيز هنيّة على قطاع غزّة، حيثُ تمسك حركته بزمام الأمور ولها القدرة على تغيير الواقع وإحداث إصلاحات حقيقية.
ويرى المحللون أنّ الصراع التاريخي الطويل الذي عاشته حركتا حماس وفتح سيظل يُلقي بظلاله وبقوة على الحاضر، رغم استمرار محادثات المصالحة بشكل متعثر.
يُذكر أنّ مشروع المصالحة الفلسطيني يمرّ بأصعب مراحله بناء على المؤشرات السياسية الموضوعيّة في الأسابيع الأخيرة، ورغم محاولة وفد مصري التوسط بين الطرفين مؤخراً، إلّا أنه لا آفاق واضحة لاستئناف المحادثات بشكل جدي.
لم يعلن أيّ طرف عن إغلاق ملف المصالحة إلا أنّ المحادثات حالياً شبه متوقفة، ويعود هذا بالأساس إلى الخلافات المتراكمة وإلى عدم قدرة الطرفين على تقديم حلول حقيقية للإشكالات القائمة.
هذا وقد انتقد مسؤول بارز في السلطة الفلسطينية برام الله زعيم حركة حماس بسبب غيابه الطويل عن قطاع غزّة، قائلاً: "في حين يعاني الشعب الفلسطيني في غزّة، يواصل هنيّة جولته خارج القطاع…" يبدو أنّ العلاقات المشتركة بين حماس وفتح ليست في أفضل أحوالها، خاصة مع التعثر الكبير الذي يشهده مشروع المصالحة. هل يُعدّ هذا مؤشراً لانسحاب الطرفين من المحادثات؟
جميع المقالات تعبر عن وجهة نظر أصحابها وليس عن وجهة نظر وكالة قدس نت