أكد السفير عزت سعد مدير المجلس المصري للشئون الخارجية، أن الصين نجحت خلال عام 2020 في التغلب على مرض فيروس كورونا الجديد (كوفيد-19) باقتدار، محققة إنجازات كبيرة في مختلف المجالات.
وأشاد عزت في مقابلة خاصة مع وكالة أنباء ((شينخوا)) بالمبادرات التي طرحتها الصين والأفكار الابتكارية التي أطلقتها لمواجهة (كوفيد-19)، سواء على المستوى الوطني أو الدولي.
ولفت إلى دبلوماسية مكافحة مرض (كوفيد-19) التي دشنتها الصين ودورها الحيوي ليس فقط في السيطرة على المرض واحتوائه، بل ومساعدة الدول الأخرى في المناطق المختلفة في العالم سواء على المستوى الثنائي أو على مستوي التجمعات الإقليمية التي تجمعها بالصين أطر تعاون.
ونوه مدير المجلس المصري للشئون الخارجية، في هذا الصدد، إلى دعم الصين الكبير والمؤثر لمنظمة الصحة العالمية خاصة بعد تخلي الولايات المتحدة الأمريكية عن المنظمة والانسحاب منها.
وتابع قائلا، "من بين أهم المبادرات التي أطلقتها الصين أيضا، إعلانها عن "استراتيجية التدوير الاقتصادي المزدوجة"، في 14 مايو الماضي في اجتماع اللجنة الدائمة للمكتب السياسي للجنة المركزية للحزب الشيوعي الصيني، كنموذج اقتصادي جديد يهدف إلى إعادة توجيه الإنتاج والاستهلاك للسوق المحلي وحماية الصين بشكل أفضل من الصدمات الاقتصادية الخارجية، خاصة في أعقاب مرض (كوفيد-19) .
في الصورة الملتقطة يوم 10 ديسمبر 2020، عاملون ينقلون الشحنة الأولى من اللقاح الصيني لمرض فيروس كورونا الجديد (كوفيد-19) في مطار القاهرة الدولي بمصر. (شينخوا)
ونوه عزت إلى أن الصين تعد الاقتصاد الرئيسي الوحيد الذي نجح في تحقيق نمو في إجمالي الناتج المحلي عام 2020 - حتى الأن، والتحول من نمو سلبي بنسبة 6.8 بالمائة في الربع الأول من العام، إلي نمو نسبته 3.2 بالمائة نسبته في الربع الثاني و4.9 بالمائة في الربع الثالث.
واعتبر استراتيجية التدوير الاقتصادي المزدوج، بمثابة مخطط عام للتنمية الاقتصادية للصين للتحول من اقتصاد موجه للتصدير إلي اقتصاد يستغل أيضا استهلاكه المحلي كمحرك للنمو من خلال تحفيز الطلب المحلي واستغلاله بشكل أفضل لدفع نمو الناتج المحلي الإجمالي.
وأوضح أن ذلك الأمر لا يعني تخلي الصين عن تنمية التجارة الخارجية ، حيث تستهدف تنمية الطلب الداخلي والخارجي بالتوازي من أجل دفع النمو الاقتصادي بطريقة تكميلية ومتوازنة بدلا من الاعتماد بشدة على أحدهما دون الأخر.
وأعرب عن اعتقاده بأن من أهم إنجازات الصين الدبلوماسية خلال هذا العام هو دفاع الصين على نظام التجارة العالمي الحالي ودعمها للتجارة الحرة وزيادة التكامل الاقتصادي العالمي، وذلك في مواجهة الممارسات الحمائية والأصوات التي تندد بالعولمة من قبل العديد من الحكومات في الولايات المتحدة وأوروبا.
وثمن غاليا دور الدبلوماسية الصينية في عدد من المحافل الدولية ومن أبرزها فعاليات مجموعة الـ 20 ومنظمة التجارة العالمية.
وأشاد عزت بتوقيع اتفاقية الشراكة الاقتصادية الاقليمية الشاملة في نوفمبر الماضي، معتبرا ذلك نتيجة لجهود الصين لنحو عشر سنوات من أجل تحقيق تكامل اقتصادي أكبر مع منطقة الجوار، حيث تضم الاتفاقية ما يقرب من ثلث الناتج المحلي الإجمالي العالمي.
ونوه إلى أن تأثير الاتفاقية قد يمتد إلي ما وراء المنطقة، حيث أن إبرام هذه الاتفاقية كان أولوية استراتيجية للصين والدول الأخرى الأطراف فيها، في ظل تراجع الإدارة الامريكية عن عدد من الاتفاقيات التجارية أبرزها اتفاق الشراكة عبر المحيط الهادئ.